سلافة الماغوط
مشيت في شوارع دمشق
و شممت رائحة ترابها
زيزفون و ريحان
نسائم الليلك و البنفسج
تفوح من شبابيكها و جنائنها الغناء
كل شي فيها يسحرني
حتى الدردشة مع سائق التكسي
كل شي فيها عفوي و رومانسي
طري و ندي
مثل أصابع الطفل الرضيع
ارض بكر
جنة لم يطرد منها ادم و حواء
جنة من دون تفاحة و خطيئة
شام يا شام
ما أجمل التجول فيك
تحت شمسك الساطعة
إفران مزدحمة
دوائر رسمية
معاملات و طوابع
مكاتب صرافة
مأكولات شهية
هنا او هناك
لا ينقصها شي
سوى قليل من الجنون
و كثير من الحب
جنون العظمة
سيف بتار
نشطر فيه الماضي عن الحاضر
و نكسر الصولجان
لا ينقصها شي
سوى كثير من الحب
الحب تعويذة تحميها من الطائفية
فالمدينة يا سادة من دون حب
مثل زورق بلا شراع
مثل جزيرة بلا نوارس
مثل طرقات من دون قناديل
مثل محار من دون لؤلؤ
شام يا شام
انت المهد و انت اللحد
انت الام و انت الأب
انت العاصفة و انت السكون
أنت الجذور و انت الأغصان
انت الفرح و انت الحزن
فقط ببساطة لأنك الوطن
مهما جار الزمان
يبقى ماؤك فرات
و بحرك اجاج
و ياسمينك فواح
مهما كاد الاعداء
في كل المعاجم و الأساطير
شاء من شاء
و أبى من أبى
ستبقين زمردة الشرق
و تاج العرب
و أيقونة الجمال
و حمامة السلام
و سمكة …،
في بحر من الحيتان
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم
syriahomenews أخبار سورية الوطن
