يعود تاريخ الحرير إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث اكتشفت أقدم قطعة من الحرير في الصين الذي كان استخدامه حكراً على الطبقة الحاكمة والتجار ورجال الدين، حتى انتشر خارج البلاد عن طريق التجارة (طريق الحرير).
وأوضح عضو الهيئة التدريسية بجامعة دمشق وعضو لجنة الحرير في المركز الدولي للحرير ليون بفرنسا الدكتور المهندس هشام الرز أن أوروبا اتبعت نهجاً علمياً واقتصادياً، لتطوير الحرير عندما وصل هذا الكنز إليها، من خلال تولي المراكز البحثية مهمة تطوير التربية والإنتاج باستنباط أصناف توت وسلالات من ديدان القز المحسنة، وتطوير أدوات ومستلزمات التربية والعمل.
وقال الدكتور الرز لمراسلة سانا: “بسبب الظروف الملائمة في سورية لتربية دودة القز وزراعة أشجار التوت ووجودها كنقطة التقاء برية من خلال سير القوافل التجارية (طريق الحرير)، وبحرية (أوروبا)، اُعتبرت سورية من الدول العريقة تاريخياً بتربية وصناعة الحرير منذ القرن الأول الميلادي وحتى القرن الثاني عشر الميلادي”.
وأضاف الدكتور الرز: “إن سورية كانت المركز الرئيسي لصناعة وتجارة الحرير، وتفوقت على المنتجات الأوروبية والآسيوية حتى منتصف القرن العشرين في هذا المجال لقرون طويلة، فاشتهرت بصناعة قماش البروكار بأنواعه المقصب والدامسكو والمطرزات والعباءات والمناديل”.
وأشار الدكتور الرز إلى أن المرأة في سورية وغيرها من الدول العربية في لبنان ومصر وليبيا والجزائر شكلت نحو 90 بالمئة من قوة العاملين في مجال قطاع الحرير التي كانت تتعامل مع هذه الصناعة بلهفة وبشكل عفوي، دون أن تقصد كأنها تتعامل مع شيء من روحها.
ومن جهته أوضح إياد محمد مدير وقاية النباتات في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن تربية دودة القز وصناعة منتجاتها تراجعت في سورية بالقرن العشرين، بسبب قطع أشجار التوت والتربية لموسم واحد والاعتماد على استيراد البيوض والأسلوب التقليدي، وصعوبة التسويق وارتفاع التكاليف، إضافة إلى منافسة محاصيل أخرى.
وأضاف محمد: “تركزت تربية دودة الحرير في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، ويتركز تصنيعه في دمشق وحلب، ففي عام 1856 ميلادي بلغ إنتاج شرانق الحرير نحو 8000 طن، منها 5000 طن للتصدير، أما في عام 1913 ميلادي فوصل الإنتاج إلى 6000 طن من الشرانق”.
وقال محمد: “في عام 1943 صدر المرسوم التشريعي رقم 30 الناظم لمهنة صناعة الحرير وتربية دودة القز، كما كان معمل الحرير في منطقة الدريكيش تابع لوزارة الزراعة بين عامي 1963 و1980”.
وتابع محمد: “إنه في عام 2000 قام المركز العربي (أكساد) بتنفيذ دراسة ميدانية عن قطاع الحرير في سورية وتطوير إنتاجه ومشروع النحل والحرير تم إحداثه في وزارة الزراعة عام 2003، وفي عام 2004 صدر قرار عن وزارة الصناعة يتضمن المواصفات القياسية للحرير وتسويق الشرانق”.
وأشار محمد إلى أن الموافقة على الانضمام إلى عضوية المركز الدولي للحرير ومقره مدينة ليون بفرنسا تمت عام 2007، وأطلقت وزارة الزراعة عام 2016 مشروعاً وطنياً لإحياء تربية دودة الحرير.
من جهته قال مدير الحراج في وزارة الزراعة الدكتور علي ثابت: “انطلاقاً من تعزيز مفهوم التشجير وفق النظم الزراعية الحراجية، وبهدف الاستفادة من ثمارها وتربية دودة الحرير على أوراقها يتم توزيع 5 غراس توت مجاناً، لكل أسرة ضمن فعاليات حملة توزيع أطلقتها الوزارة هذا العام”.
سيرياهوم نيوز 4_سانا