الرئيسية » كلمة حرة » صار عنا .. ( هشة ) ..؟!

صار عنا .. ( هشة ) ..؟!

سلمان عيسى

ضحكت من كل قلبي ( وجعاً ) عندما قرأت ان مجلس الوزراء اكد خلال جلسته الأسبوعية الاخيرة أهمية اتخاذ كل الإجراءات ووضع الخطط القابلة للتنفيذ لدعم مؤسسات الحماية الاجتماعية لتشمل الطبقات الفقيرة والهشّة والمتعطّلين عن العمل ومحدودي الدخل واعتماد سياسات دعم متنوعة وقطاعية مدروسة تساهم في تحسين الواقع المعيشي وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والمتوازنة..
وسبب الضحك انها المرة الاولى التي نسمع باعتراف حكومي واضح وصريح بأن هناك فئة هشّة في المجتمع .. وان هناك مؤسسات للحماية الاجتماعية .. نعرف ونتابع مؤسسات التدخل الايجابي – نعم هي موجودة على الارض وتمارس عملها وفق امكاناتها المتاحة .. ووفق الدعم الحكومي المقدم لها .. لكن الحماية الاجتماعية ..؟!
اذا كانت مثل هذه المؤسسات موجودة، وهي ستولي كل اهتمامها للطبقات الفقيرة والهشّة والمتعطلين عن العمل .. هل يوجد احصائيات لعدد المنتمين الى هذه الفئات ونسبتها في المجتمع واماكن تواجدها وكيفية الوصول اليها .. وهل تستحمل هذه الفئات الوقت اللازم لاعداد الدراسات القطاعية والانتهاء من احصاء كل فئة منها .. الى ان يتم تحديد الدعم اللازم لكل منها .. وطريقة تقديم هذا الدعم .. خاصة ان تحقيق اي دراسة يحتاج الى اشهر لتشكيل اللجان ومعرفة مهامها .. والمطمطة في اجتماعاتها واصدار نتائجها واصدار القرار الحكومي المناسب .. نعتقد ان الطبقة الهشّة على الاقل ستموت من الجوع ..
الحكومة في هذه الايام منشغلة بإيصال الدعم الى مستحقيه الفعليين .. وطالما هي تعترف ان هناك فئات تعاني الجوع .. أو على اطراف الجوع، فهي لا تحتاج الى ورقة فقر الحال من مختار اي قرية ليثبت ان فلان فقير او علتان غير فقير .. نقول ذلك لأننا نفترض ان جداول المدعومين لم تتلف بعد حتى ولو تم اخراج الكثير من دائرة الدعم .. بمعنى انه بامكان الحكومة ان لا تغرق كثيرا باللجان والدراسات والاستبيانات، لأن التأخر في الدعم يؤدي الى زيادة الحاجة عند هذه الفئات التي تتحدث عنها الى الطعام في ظل الارتفاع اليومي – بل واللحظي للاسعار ..
يفترض ان تقليص نسبة المستفيدين من الدعم، ان تزيد كمية الدعم التي يجب ان تقدم الى هذه الفئات، اما اذا كانت الحكومة تقصد بمؤسسات الحماية الاجتماعية صندوق الرعاية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل .. فهذا يحتاج الى ابر تقوية بالوريد حتى يستطيع الوقوف على قدميه، لا ان يقدم دعما لفئات تكاد تحتضر ..؟!

(سيرياهوم نيوز4-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من التشجيع إلى (التعجيز)!

  غانم محمد   التحوّل إلى الطاقات المتجددة عنوان كبير، وتوجّه مهمّ رغم صعوبة امتلاك مقومات هذا الأمر لدى النسبة الأكبر من الناس العاديين، بسبب ...