محمود القيعي:
لا تزال الموضوعات الثلاثة الرئيسية متصدرة الصحف المصرية: سد النهضة، والأوضاع في ليبيا، وكورونا.
وإلى تفاصيل صحف الخميس: البداية من سد النهضة، حيث كتبت الأهرام في صدارة صفحتها الأولى “استمرار الخلافات حول الشق القانوني لقواعد ملء سد النهضة”، ونقلت الصحيفة عن مصادر بوزارة الري قولها: “إن مفاوضات وزراء المياه والوفود الفنية في البلدان الثلاثة تواصلت حتى ساعات متأخرة من مساء أمس الأول، وأن المجتمعين قرروا استكمال المناقشات ليوم إضافي بحضور المراقبين الدوليين، وذلك لاستعراض نتائج مداولات الفرق القانونية في البلدان الثلاثة التي اجتمعت أمس الأول في محاولة للوصول إلى صيغة توافقية للنقاط الخلافية العالقة.
سد النهضة
ونبقى في السياق نفسه، حيث أبرزت الوطن حديث الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية جامعة القاهرة، عن مخاطر سد النهضة الإثيوبي على السودان، موضحًا أن البعض في السودان روجوا للمواطنين هناك بأن سد النهضة ستكون له فوائد، ولكن هناك مخاطر شديدة من هذا السد، وأهم ذلك هو أن السد سيمثل طوفانا للقضاء على السودان، وليس غرق السودان.
وأضاف “شراقي”، خلال مداخلة هاتفية مع أحد البرامج الحوارية أن غرق السودان يُعني ارتفاع منسوب المياه في المدن وبعض القرى لفترة زمنية ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه مرة أخرى، ولكن هذا غير صحيح، فحالة انهيار السد سوف يقتلع 3 سدود في السودان تقوم تلك السدود بتخزين 20 مليار متر مكعب من المياه، بجانب أن مخزون سد النهضة 74 مليار متر مكعب، أي أصبح الخطر 94 مليار متر مكعب، وهو شيء يكفي لارتفاع المياه لعشرات الأمتار.
وأشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية جامعة القاهرة، إلى أن هذا الارتفاع في منسوب المياه مع الفيضان الجارف سيطيح بكل ما يقابله في السودان، وهو ما يؤدي إلى انهيار تام للدولة السودانية، وهذا الخطر الشديد تقع أمامه منافع أخرى في السودان من بناء السد، ولكن هذه المنافع رغم عدم إنكارها إلا أنها تتضاءل أمام فناء السودان.
الوضع في ليبيا
ونبقى مع المقالات ولكن في سياق آخر، ومقال د.أحمد يوسف أحمد في الأهرام “ما العمل إزاء ما يجري في ليبيا؟”، وجاء فيه: “لقد سبق لمصر مرتين في إطار الصراع الراهن أن وجهت ضربتين قاصمتين لقواعد الإرهاب في ليبيا عندما وصل الأمر إلى المساس بحياة المصريين في ليبيا أو على الأرض المصرية بعمليات إرهابية مسيرة من داخل ليبيا، ويبدأ المبدأ صالحا في مواجهة التطورات الأخيرة أما من يقولون إن معركة المياه هي الأهم فقد سبق أن قلت إن مصادر تهديد الأمن تواجه بالتوازي وليس على التوالي”.
وأنهى أحمد يوسف أحمد مقاله متسائلا: ما قيمة الحياة دون استقلال وكرامة؟
صحافة معي أو ضدي
ونبقى مع المقالات ومقال عبد الله عبد السلام في الأهرام ” صحافة معي أم ضدي !”، وجاء فيه: “لم تكن التماثيل وحدها ضحية الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، بأمريكا وبريطانيا، بل أصيبت الصحافة بشظايا ومعها حرية التعبير والموضوعية.
ضاقت صدور كثيرين بالرأى الآخر. ومع العنف والفوضى، تراجع التفكير بعقل بارد ليحل محله ضيق بكل سلوك أو توجه مخالف.
لم تعد مقولة فولتير: قد أختلف معك فى الرأى لكنى مستعد أن أدفع حياتى ثمنًا لحقك فى التعبير عن رأيك، مقبولة. لسان الحال الآن: أنا مستعد لاستخدام كل ما أملك لمنعك من التعبير عن رأيك.
هل هى رِدَّة أم مجرد كبوة تحدث مع الأزمات الكبرى التى تصيب التفكير بالتحجر وضيق الأفق؟”.
وتابع عبد السلام: “صحف كثيرة معروفة بليبراليتها، ضاقت بالرأى الآخر، فمنعت النشر وفصلت صحفيين لأنهم حاولوا السير ضد التيار.
رئيس تحرير صحيفة بيتسبورج بوست فى بنسلفانيا منع صحفيًا ومصورًا من أصحاب البشرة السمراء من تغطية المظاهرات لشكه بحيادهما، فقامت الدنيا داخل وخارج الصحيفة عليه.
أما رئيس تحرير إنكوايرر بفيلاديلفيا، فقدم استقالته لأنه كتب افتتاحية بعنوان: المبانى مهمة أيضًا، فى محاكاة لشعار: حياة السود مهمة، ينتقد فيها مهاجمة محتجين للمطاعم والمحلات.
مجلة نيويورك منعت الصحفى البارز أندرو سوليفان، من الكتابة، لتوجسها أنه سيهاجم المحتجين وعمليات السلب والنهب.”.
وتابع عبد السلام: “أصبحت وسائل الإعلام لا تغطى الأحداث فقط بل باتت جزءًا من المشهد المتفجر.
بعض صحفيين، خاصة السود، يرون أن هذا ليس وقت الحياد وعرض جميع الآراء، لذا يمارسون ضغوطًا على إدارات التحرير لمنع النشر، وإذا تم النشر تتوجه السهام للمسئول، فيضطر للاستقالة، كما حدث مع مسئول الرأى بنيويورك تايمز.
شعار المرحلة، كما يرى جيفرى لورد السياسى الأمريكى المحافظ، عدم التسامح مع الآخر.
هناك صحفيون يهاجمون زملاءهم ويتهمونهم بنقص الروح الثورية وعدم اتخاذ موقف حاسم من قضية عادلة كمكافحة العنصرية”.
واختتم قائلا: “قبل 54 عامًا، أطلق
ماو تسى تونج الثورة الثقافية بالصين داعيًا الشباب للتخلص من الموبقات الأربعة: العادات والتقاليد والأفكار والثقافة القديمة، وكانت النتيجة إسكات أى صوت معارض وإزهاق أرواح وتعذيب الملايين وتخريب التراث الحضارى.. هل هناك ثورة ثقافية فى صحف وإعلام الغرب؟”.
قديس اليسار المصري
ومن المقالات إلى الذكريات، وذكرى رحيل أحمد نبيل الهلالي، حيث نشر ماهر حسن في المصري اليوم تقريرا، جاء فيه: “هو المحامى النبيل، المعروف بـ«قديس اليسار المصرى»أحمد نبيل الهلالى، المولود في ٧ أغسطس ١٩٢٢حصل على ليسانس الحقوق عام ١٩٤٩ واشتغل بالمحاماة منذ هذا التاريخ وانتخب عضوا في مجلس نقابة المحامين في الدورات المتتالية منذ عام ١٩٦٨ حتى ١٩٩٢انضم أحمد نبيل الهلالى للحركة الشيوعية المصرية منذ ١٩٤٨وكان أحد كوادرالحركة الديمقراطية للتحررالوطنى «حدتو» اعتقل مرتين خلال عهد الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر، الأولى عام ١٩٥٩ واستمر سجنه خمس سنوات،ثم اعتقل مرةأخرى عام ١٩٦٥لمدةأربع سنوات، أسس حزب الشعب الاشتراكى في١٩٨٧بعد خلافات مع الحزب الشيوعى على مواضيع الإسلاميين والتحالف مع النظام المصرى.” “لأحمد نبيل الهلالى مؤلفات منها كتاب«حرية الفكر والعقيد تلك هي القضية»وهو عبارة عن مرافعة قانونية وسياسية في قضية الحزب الشيوعى المصرى عام ١٩٨١ وكتاب«اليسار الشيوعى المفترى عليه.. ولعبة خلط الأوراق»وهو عبارة عن ردود على الأكاذيب التي استخدمتها الرجعية المصرية في حربها ضد الشيوعيين المصريين.اعتبر مكتب الهلالى مقصداً لكل العمال والمقهورين،فدافع عن حقوق الفلاحين والعمال والحريات،بالإضافةإلى دفاعه عن الخصوم السياسيين للسلطة ومرافعته في قضية «الدكتور عمر عبدالرحمن»بالإضافة إلى مرافعاته في القضايا العامة مثل قضية إضراب السكةالحديدفي١٩٨٦وقضيةحريق قطارالصعيد ومرافعته في قضيةالمستشارين هشام البسطاويسى وأحمد مكى وغيرها من القضايا العامة.إلى أن توفى «زي النهارده» في ١٨ يونيو ٢٠٠٦ عن ٨٤ سنة.وفى يونيو من عام ٢٠٠٦ كتب أحمد الخميسى يقول عن وفاة الهلالى: «كنت أستند، بلا وعى، إلى أن نبيل الهلالى موجود أينما كنت أذهب أو أفعل، مهما كتبت أو مشيت في مظاهرة في سفرى وفى عودتى عند أبواب المطارات وفى مواجهة ضباط الداخلية في كل ذلك كنت أعتمد بلا وعى على أن نبيل الهلالى موجود، وأنه إذا ما حدث شىء لى فإنه سيبرز من الظلمة للدفاع عنى كنت مطمئنا إلى أن في الحياة دفاعا وفارسا سيظهر في اللحظة المناسبة بقامته الطويلة ويأخذ في تفنيد التهمة الملفقة، ثم يرفع عينيه المهذبتين اللامعتين إلى القضاة صائحا بصوته النحيف: أفرجوا عن هذا الإنسان.. كان كل معتقل وملاحَق «إنسانًا» بالنسبة له الآن مع رحيل نبيل الهلالى اختفت فكرة الدفاع وفارقتنا الطمأنينة على مصائرنا، بعد رحيل الهلالى الذي كان يجوب البلاد باحثًا عن مظلوم ليدافع عنه، على مدى أكثر من نصف قرن.”.
أم كلثوم
ونختم بالوفد التي قالت إن الصراع اشتعل بين المنتج محسن جابر وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات حول ملكية أغاني أم كلثوم.
وجاء في الخبر أن حسام لطفي المحامي المستشار القانوني لشركة صوت القاهرة صرح بأن الشركة حصلت على حكم لصالحها من محكمة القاهرة الاقتصادية بأن المالك الوحيد للتسجيلات الصوتية لأم كلثوم شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التابعة للدولة، وليس محسن جابر مالك شركة عالم الفن ومزيكا.
(سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 18/6/2020)