محمود القيعي:
لا صوت يعلو فوق صوت إعلان القاهرة في صحف الاثنين، سواء في المانشيتات أو المقالات، حيث تبارى الكتّاب في الإشادة به والثناء عليه.
الاحتفاء بذكري تولي السيسي مقاليد الحكم لا يزال مستمرا وعلى أشده!
وإلى التفاصيل: البداية من الأخبار التي كتبت في عنوانها الرئيسي “تأييد عالمي واسع لإعلان القاهرة”.
وكتبت الأهرام في صدارة صفحتها الأولى “ترحيب دولي وعربي بإعلان القاهرة لإنقاذ ليبيا”.
موائد اللئام
ونبقى في السياق نفسه، ومقال كرم جبر في الأخبار “إعلان القاهرة وموائد اللئام!”، والذي أكد فيه أن المبادرة المصرية تحتاج دعما عربيا ودوليا قبل أن تأتي الحرب الأهلية في ليبيا على ما تبقى.
جلال دويدار كتب مقالا في الأخبار بعنوان “إعلان القاهرة لسلام ليبيا لصالح الأمن والاستقرار العربي”، دعا فيه دول العالم لاتخاذ خطوات إيجابية لتحقيق أهداف إعلان القاهرة.
أمريكا بين الحلم والكابوس!
إلى المقالات ومقال محمد علي إبراهيم في المصري اليوم “أمريكا بين الحلم والكابوس !”، وجاء فيه: “ما حدث ويحدث فى أمريكا الآن فتح شهية رواد السوشيال ميديا وجنرالات المقاهى ليدلوا بآرائهم فى المظاهرات والفوضى العارمة التى اجتاحت 50 ولاية فى عنف لم يسبق له مثيل طوال 250 عاما هى عمر العالم الجديد.. ذهب البعض إلى أنها بداية نهاية أمريكا وظهور قوى أخرى تقود العالم كالصين وروسيا.. وكان طبيعيا أن يتشفى آخرون فيما حدث انتقاما مما أحدثته واشنطن فى العالم العربى سواء من تفتيت وتقسيم وشفط الثروات وتدليل إسرائيل والاعتراف بالقدس عاصمة لها.. جرائمهم لا تعد ولا تحصى.. هى مثال واضح على الإمبريالية الجديدة التى تعتمد على النفعية والنفوذ المالى والاقتصادى.. «لا أستطيع التنفس» الجملة التى قالها جورج فلويد قبل وفاته نتيجة لضغط ضابط شرطة أبيض بركبته على عنقه أشعلت الغضب.. أمريكا تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان كصناعة للتصدير للعالم الثالث.. لكن التفرقة العنصرية فيها بحر لا ساحل له”.
وتابع إبراهيم: “عام 1991 ضربوا الشاب الأسود رودنى كنج ضربا مبرحا لتجاوزه السرعة المحددة.. فى 2010 قتلت الشرطة أوسكار جرانت وحكم على الضابط القاتل بعامين فقط!.. وفى الحالتين اندلعت أعمال عنف خطيرة وإن كانت أقل مما يجرى الآن”.
وتساءل قائلا: ‘لماذا اختلفت ردة الفعل هذه المرة؟”
وأجاب: “الحقيقة أن ترامب رغم تحسن الاقتصاد فى عهده إلا إنه أهمل المشكلات الاجتماعية ولأول مرة منذ فترة الكساد الكبرى عام 1929 يبلغ عدد العاطلين 40 مليون أمريكى وتوفى 100 ألف ويزدادون.. خطأ ترامب ليس فقط زيادة النزعة العنصرية لديه، عادة كل الرؤساء الجمهوريين عنصريين، ولكن فى سياساته المتضاربة فقد أعلن الحرب على الصين ونادى بحكم ذاتى لهونج كونج ودعا لنصرة المسلمين فى سينكيانج الصينية، فى الوقت الذى يقتلهم فى كل مكان بالعالم أو يشجع على قتلهم.. أذكر مانشيتا كتبته فى الجمهورية عام 2005 جاء فيه «بوش يهنئ المسلمين برمضان وقواته تقتلهم فى العراق”.
وتابع قائلا: “لكن السؤال الهام الذى لم يطرحه أحد حتى الآن: لماذا تحولت أمريكا فى 48 ساعة إلى دولة من العالم الثالث يسرق المواطنون فيها المحلات والمولات فى تسلسل يذكرنا بما جرى فى يناير 2011 والربيع العربى، خصوصا إذا وضعنا فى الاعتبار أن بها حاليا أعلى نسبة من وفيات الكورونا والمصابين بها كما ينتاب القلق الجميع لتداعيات الوباء على الاقتصاد”.
وخلص ابراهيم إلى أن الانتخابات الأمريكية ستكون مختلفة هذا العام لكونها معركة بين الكنيسة والمؤسسات المالية والعنصريين البيض ضد حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
من يستطيع أن يتنفس؟!
ونبقى مع المقالات ومقال أسامة سرايا في الأهرام “من يستطيع أن يتنفس؟!”، وجاء فيه: “ان صيحة الأمريكي الأسود يتردد صداها: نحن جميعا نريد أن نتنفس ونستمر في الحياة، فهل ستجد تلك البشرية من يسمع هذا الصوت أو الصدى، ويحاول أن يرمم تلك التصدعات، أم أن الأصوات لن تُسمع، وستنجرف الحياة الإنسانية في مسار الصراعات والحروب القديمة والمتجددة، ولن تكون هناك أمم متحدة ولا ولايات متحدة؟”.
وتابع سرايا: “إن الكل يحاول أن يحيا ويعيد إنتاج عالم جديد، ومنطقتنا العربية تحاول النجاة، بينما جيراننا يرون فيها فراغا، أو منطقة لا تجد نفسها، وكل منهم يطرح نفسه زعيما لها، برؤية وفكر عدائي وعنصري قديم، بينما القائد الفعلي فيها يتريث، ويراقب الموقف، فالمسئولية كبيرة، وقد تكون الفرصة القادمة له، وليس للمقامرين و المتآمرين الذين يزجون بالمنطقة في أتون صراعات وحروب لا يعلم نهايتها إلا الله”.
للرأي حدود؟!
ونبقى مع المقالات ومقال عبد الله عبد السلام في الأهرام “للرأي حدود؟!”، وجاء فيه: “هل هذا العنوان صحيح؟. وهل تستحق كل الآراء النشر بوسيلة إعلام عامة، أم أن حرية التعبير لا تعنى توفير مساحة لكل رأى مهما كان توجهه؟.
مناسبة التساؤلات، أزمة مهنية تعرضت لها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعد نشرها مقالا للسيناتور الجمهورى توم كوتون قبل أيام، يطلب فيه إنزال الجيش إلى الشوارع لقمع الاحتجاجات قائلا: كى يعود الانضباط لشوارعنا، لابد من استعراض كاسح للقوة العسكرية لتفريق واحتجاز منتهكى القانون. “
وتابع عبد السلام: “رد الفعل كان فوريا ومن داخل الصحيفة نفسها رفضا للنشر.
نيكول هانا قالت: كصحفية وسيدة سوداء البشرة، أشعر بعار شديد. القرار يعطى ذريعة للقمع ويعرض الصحفيين السود للخطر. ردت الصحيفة بأنها دعمت مطالب المتظاهرين وانتقدت الشرطة، لكنها مدينة لقرائها بنشر الحجج المضادة ليكونوا مطلعين على كل الآراء.
الأمر خرج للنقاش العام وشارك فيه قراء كثيرون ألغى بعضهم اشتراكه محتجا. هناك من قال: السيناتور يمكنه نشر مقاله على صفحته بتويتر لكن ليس بصحيفة عامة.
آخر قال: ليست كل الآراء سواء. إنها معادلة كاذبة أن تساوى من يدعمون العنصرية وكراهية النساء بالآخرين. ثالث كتب: حرية التعبير مكفولة، لكنها لا تعنى أن أدخل دار سينما وأصرخ: حريق، وأتسبب بذعر وأعرّض حياة الآخرين للخطر، وهذا ما فعلته الصحيفة.
لكن آخرين برروا النشر قائلين: نحتاج لمعرفة كيف يفكر نواب الشعب، وإلا كيف سنصوت لهم بالانتخابات؟. حرية التعبير ليست مريحة دائما. “
واختتم قائلا: “شخصيا، لا أدعم نشر المقال إذا كان يخرج عن قيم المجتمع ويدعو لمعاملة فئة معينة بشكل تحقيرى أو يشعل الكراهية. لكن المسالة ليست بهذه السهولة. هناك مناطق رمادية، يحاول الصحفيون تجاوزها، فلا يكون الخروج آمنا.
الصحيفة نفسها تخبطت فى معالجتها للقضية، إذ أنها بعد دفاعها عن المقال، تراجعت، وقالت إنه لم يستوف الشروط المطلوبة واعدة بأن تتحقق أكثر مستقبلا. من السهولة إصدار أحكام سريعة بأنها محقة أو مخطئة.
لكن القضية أكبر من ذلك.. إنها تتعلق بحدود حرية التعبير. هل هى مطلقة أم لها سقف، خاصة بأوقات الأزمات، ومن بيده وضع الحدود؟”.
نجيب الريحاني
ونختم بتقرير ماهر حسن في المصري اليوم عن نجيب الريحاني في ذكرى رحيله،وجاء فيه: “اسمه الأصلى نجيب إلياس ريحانة ونعرفه باسم نجيب الريحانى، وهو مولود في ٢١ يناير من عام ١٨٨٩ في القاهره، ولد لأب من أصل موصلى عراقى كلدانى مسيحى اسمه «إلياس ريحانة» يعمل بتجارة الخيل فاستقرت به الحال في القاهرة ليتزوج سيدة مصرية قبطية أنجب منها ولده نجيب نشأ نجيب في القاهرة وعاش في حى باب الشعرية الشعبى منفردا فعاشرالطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة، وعلى حد وصف يحيى حقى فإن الريحانى كان من الأجانب الذين أكرمت مصر وفادتهم، ولكنه عاش طيلة حياته يشعر بفارق مكتوم بينه وبين المصريين، وكان هذا سر وحدته. وبدا منطويا إبان دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية، وعندما أكمل تعليمه ظهرت عليه بعض الملامح الساخرة، ولكنه كان يسخربخجل أيضا، وعندما نال شهادة البكالوريا، كان والده قد تدهورت تجارته فاكتفى بهذه الشهادة وبحث الريحانى عن عمل يساعد به أسرته، التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادى بالصعيد، وهذه الشركة كانت ملكا خالصا للاقتصادى المصرى «عبود باشا» ولكن هذه الوظيفة البسيطة والتى كان نجيب الريحانى يتقاضى منها راتباً شهريا ستة جنيهات، وهو مبلغ لابأس به في ذلك الوقت، لم تشبع رغبته فاستقال منها وعاد للقاهرة، ليجد أن الأمور قد تبدلت وأصبح الحصول على عمل في حكم المستحيل، وأصبحت اللغة الفرنسية التي يجيدها غير مطلوبة، وقدمت لمصر لغة أجنبية ثانية، بعد أن استتب الأمر للإنجليز وسيطروا على كل
مقدرات مصر وفى يوم قادته قدماه إلى شارع عمادالدين الذي كان يعج آنذاك بالملاهى الليلية، وقابل صديقا له كان يعشق التمثيل واسمه محمد سعيد وعرض عليه أن يكونا فرقة مسرحية لتقديم الاسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهى الليلية.
تزوج الريحانى من الراقصة اللبنانية بديعة مصابنى التي طلقها فيمابعد بسبب غيرتها عليه وله منها ابنة واحدة إلى أن توفى أثناء عمله في
فيلم (غزل البنات) 1949 فتم تعديل نهايتها، وعتزل الريحانى المسرح عام ١٩٤٦ بعد أن قدم مع بديع خيرى صديق عمره وتوأمه في الفن 33 مسرحية اتجه بعد ذلك للسينما وله فيهاعشرة أفلام منها صاحب السعادة كشكش بيه وبسلامته عايز يتجوز وسلامة فى خير ومن الأوبريتات التي شارك فيها: قولوا له والعشرة الطيبة والشاطر حسن وأيام العز إلى أن توفى «زي النهارده» فى ٨ يونيو ١٩٤٩ إثر إصابته بمرض التيفويد.”
(سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 8/6/2020)