آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ایرانیون یفضلون ترامب علی غیره

ایرانیون یفضلون ترامب علی غیره

صالح القزويني

لا أعتقد أن احدا سيصدقني لو قلت أن شريحة من الايرانيين يفضلون الرئيس الأميركي دونالد ترامب على غيره، ويعتبرون وجوده فرصة لتحقيق أهداف الثورة الايرانية، ولذلك فانهم لم ينزعجوا من فوزه في الانتخابات التي أوصلته للحكم، ولن يفرحوا برحيله في الانتخابات القادمة بل يتمالكهم الشؤم من مجيء المرشح جو بايدن.

ربما ستنصرف الاذهان الى أن هذه الشريحة هم من المعارضين للنظام الايراني سواء أولئك الذين كانوا في داخل ايران أو خارجها، ويتمنون سقوط النظام على يد ترامب أو غيره، بعقوبات اقتصادية أو بهجوم عسكري، بانقلاب عسكري أو بحرب أهلية أو بثورة شعبية، فلا فرق لديهم في أداة وطريقة سقوط النظام، بل وحتى لو أبيد الشعب برمته فليس مهما لديهم مادام يؤدي الى سقوط النظام، ولذلك فانهم يؤيدون أية خطوة تحقق هذا الغرض.

ولكنني لا أقصد بالشريحة هي هؤلاء، وانما بأناس مستعدون لتقديم أرواحهم والغالي والنفيس لبقاء النظام، ومستعدون لركوب الأخطار مهما كانت من أجل ديمومته، ومستعدون لمواجهة كائنا من كان حتى لو كان من أقرب الناس اليهم من أجل ازدهار النظام والبلاد، ورغم كل صفاتهم هذه الا أنهم لا يبالون بفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة.

ترامب الذي لم يترك وسيلة الا استخدمها لتضييق الخناق على ايران، فهو الذي وجه ضربة غير مسبوقة للاقتصاد الايراني، وكانت العملة الايرانية تتهاوى مع كل قرار يتخذه ضد ايران وتفقد شيئا من قيمتها حتى بلغت اليوم ثلث القيمة التي كانت عليها قبل مجيء ترامب.

ترامب هو الذي عين برايان هوك مسؤولا عن الملف الايراني لملاحقة ومطاردة كل من يتعامل مع ايران ويهدده بانهمار العقوبات عليه مجرد اقترابه من ايران وشرائه لسلعة ايرانية، أو تعاونه في بناء مشروع ايراني، الأمر الذي منع دولا عظمى وشركات عملاقة من التعامل مع ايران والتخلي عن مشاريعهم وصفقاتهم مع الايرانيين، بل أن بعضهم كان يتنبأ بالشر الذي تأبطه ترامب ضد ايران، فضمّن العقود التي ابرمها مع نظرائه الايرانيين شرطا اساسيا وهو، انه سيغادر المشروع وايران بمجرد فرض العقوبات.

ترامب هو الذي كان ولايزال وراء ارتفاع التضخم في ايران الى مستويات جنونية، وبالتالي هو الذي يقف وراء انهيار عشرات العوائل الايرانية وطلاق المئات من الزيجات الايرانية لأن الزوج أو الأب فقد عمله ولم يعد قادرا على القيام بالانفاق على عائلته وزوجته، كما ان ترامب يقف وراء المئات من الايرانيين الذي سجنوا جراء عجزهم عن تسديد شيكاتهم والأموال التي اقترضوها من أجل استمرار مشاريعهم الاقتصادية وخططهم التجارية.

ترامب وراء تشويه صورة ايران والايرانيين لدى أقرب الناس اليهم، بدءا من الدول المجاورة وانتهاء بأقصى نقطة في الأرض، وقبل ترامب لم تتوتر العلاقات بين ايران وبعض الدول المجاورة كما هو الحال بعد مجيء ترامب، وبدأت دول لا تكاد تُرى على الخريطة تتطاول على ايران والايرانيين وتكيل لهم الاتهامات، بينما أسياد هذه الدول وفي مقدمتهم ترامب ودولته العظمى لم يجرأ على تنفيذ أي من تهديداته العسكرية ضد ايران.

هذا غيض من فيض ما فعله ترامب بايران والايرانيين، ورغم ذلك فهذه الشريحة تعتقد انه افضل من سلفه باراك اوباما، لانه يعلن ما يريد بينما كان اوباما يدير الدوائر ويؤلب الوضع ضد ايران في الخفاء حتى تمكن من ايجاد اجماع دولي ضدها وأحيل ملفها الى مجلس الأمن الدولي وفرضت العقوبات الدولية ضدها.

يقول هؤلاء ان ايران استطاعت تمريغ أنف أميركا في الوحل وكسر شوكتها وهيبتها في العالم في عهد ترامب، بينما لم تكن قادرة على القيام بذلك في عهد اوباما، واليوم تتحدى الولايات المتحدة والجميع يقر بارادتها وصلابتها امام ترامب، فلم تكتف باسقاط الطائرة وقصف قاعدة عين الأسد بل ارسلت خمسة سفن الى فنزويلا لتكسر الحظر الاميركي عن نفسها وعن هذا البلد، وانها تستعد للقيام بخطوات أخرى ان لم يتوقف ترامب عن مضايقة ايران، فهل يا ترى هناك دولة فعلت بالولايات المتحدة كالذي فعلته ايران؟

ويعتقد هؤلاء ان صلابة وقوة وحزم ايران ما كانت لتبدو بهذا الشكل قبل عهد ترامب، وما يزيد في عظمتها هو أنها تتحدى الولايات المتحدة في الوقت الذي تفرض عليها حصارا خانقا، الأمر الذي يزيد من عزيمة وشجاعة كل الموالين لايران سواء في المنطقة أو في سائر دول العالم، ويمنح الأمل للمستضعفين والمظلومين بأنهم قادرون على التغلب على مشاكلهم اذا تحدوها.

هذه خلاصة ما تؤمن به هذه الشريحة، ومن الطبيعي أن تكون غير متفائلة بجو بايدن خاصة اذا فاز في الانتخابات وبدأ مشوار مواجهة ايران فانه سيستخدم ذات الاسلوب الذي استخدمه اوباما ضدها، وعندها ستتعقد الأمور أكثر مما لو يكون ترامب على رأس السلطة.

(سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 8/6/2020)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وهن العزيمة أم وهم العزيمة؟!!…

  باسل الخطيب   من قال أن هذه آخر الحروب؟…. هذه لم تكن سوى جولة وحسب..   هذا لم يعد اسمه تحت خط الفقر…. هذا ...