محمود القيعي:
في صحف الثلاثاء، لا صوت يعلو فوق صوت المعارك الثلاث: معركتي مصر: الوجودية جنوبا، والحدودية غربا .
ومعركة البشرية ضد “كورونا”.
وإلى التفاصيل: البداية من الأهرام التي أبرزت في صفحتها الأولى حوار سامح شكري وزير الخارجية مع وكالة أنباء أسوشيتدبرس الأمريكية، وكان مما جاء فيه تحذيره ملء سد النهضة دون اتفاق مؤكدا أنه إن تم سيكون خطرا واضحا .
ووصف شكري إثيوبيا بأنها غير مرنة، مشيرا الى أن مصر لم تهدد بعمل عسكري ضدها .
التحديان
ونبقى في ذات السياق، ومقال عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” “التحديان”، وجاء فيه:
” تواجه مصر تحديين كبيرين، الأول «وجودي» يتعلق بقضية المياه وإصرار إثيوبيا على استكمال بناء سد النهضة، ضاربة عرض الحائط بـ«حق الحياة» في مصر، والتحدي الثاني «حدودي» يتعلق بتهديد أمنها القومي على يد ميليشيات إرهابية في ليبيا مدعومة تركيًا.”
وقال الشوبكي إن خطاب السيسي لم يكن إعلان حرب على تركيا، ولن يعنى السيطرة على ليبيا، إنما سيعنى محاولة وضع خطوط حمراء جديدة لقواعد لعبة كانت قائمة على دعم أطراف إقليمية ودولية لطرفي الصراع دون التدخل المباشر، وغيّرتها تركيا حين جلبت ميليشيات إرهابية من سوريا إلى ليبيا، وتسعى لإقامة قواعد عسكرية في ليبيا (ناضلت كل دول شمال إفريقيا من أجل الاستقلال وإنهاء وجود القواعد الأجنبية).. وأخيرا، الحديث بشكل مباشر عن احتلال مناطق النفط والغاز في الشرق الليبي.
واختتم قائلا: “نجاح مصر في إيقاف التغلغل التركي في ليبيا دون خسائر كبيرة أو التورط في حرب شاملة سيعنى رسالة ردع للإثيوبيين، خاصة أن كثيراً من الدول الكبرى تريد تحجيم أردوغان في ليبيا مثل روسيا وفرنسا، وحتى أمريكا لا ترغب في تمدد نفوذه، أما إيطاليا التي حاولت تركيا أن تضمها لخطها فهي لن تذهب بعيدا معها على حساب علاقتها بالاتحاد الأوروبي.
هذه الدول بعضها سيدعم أي تدخل عسكري مصري في ليبيا (ودورنا أن يظل محدودا)، وبعضها الآخر لن يعارض، في حين أن نفس هذه الدول لن ترحب بأي عمل عسكري مصري ولو محدود ضد إثيوبيا، ودور مصر أن تجعلها متفهمة لصواب اختياراتها وكفاءتها، سواء بنجاعة تدخلها العسكري المحدود في ليبيا أو تحركها الدبلوماسي والسياسي المكثف من أجل دفع إثيوبيا إلى مراجعة موقفها من الإضرار الفادح بمصالح مصر الوجودية في المياه، وتفهم استخدام القوة الجراحية في حال فشل كل الحلول السياسية”.
المسافة بين حدود مصر الجنوبية وإثيوبيا والمسافة بين حدود مصر الغربية وسرت
ونبقى في ذات السياق، حيث كتب د. خالد عمارة قائلا: “معلومة ربما تهم البعض! المسافة بين حدود مصر الجنوبية وسد النهضة في إثيوبيا 1000 كيلو متر وأيضا المسافة بين حدود مصر الغربية ومدينة سرت في ليبيا 1000 كيلو متر”.
وأضاف عمارة: “مسافة يمكن أن تقطعها الطائرات الحربية في بضع دقائق، ومدى فاعلية الطائرات الحربية يتراوح بين 1500 الى 4000 كيلو متر”.
ليبيا
الى الوضع في ليبيا، واللافت فيه أن نبرة الحرب تعلو تارة، وتنخفض تارة أخرى .
اليوم انخفضت نبرة الحديث عن الحرب، وعلت نبرة الحديث عن المفاوضات.
فكتبت “الأهرام” في صفحتها الأولى “واشنطن تدعو الى إيقاف التصعيد واستئناف المفاوضات بليبيا”
اكتشف زوجها أنها مصابة بكورونا فألقاها من الطابق الخامس
الى الحوادث، حيث قالت ” الوطن ” إنه في فجر الخميس الماضى، وبينما جلس أطباء مستشفى الدمرداش للاستراحة والتقاط الأنفاس بعد ساعات طويلة من العمل المتواصل، وصلت سيدة فى الـ25 من عمرها، مصابة بكسور متعددة فى العمود الفقرى، إثر قيام زوجها بإلقائها من الطابق الخامس بعد أن اكتشف أنها مريضة بفيروس كوفيد 19.
وجاء في الخبر أن حالة المريضة كانت معقدة ومحولة من عدة مستشفيات رفضت استقبالها لصعوبة حالتها، لكن أطباء مستشفى الدمرداش، وعلى رأسهم الدكتور على مزيد، استشارى جراحة العظام والعمود الفقرى بجامعة عين شمس، تعاملوا مع الحالة، وخلال ساعات كانت فى غرفة العمليات تجرى جراحة دقيقة فى العمود الفقرى، لضبط الفقرات وتخفيف الضغط الشديد على الحبل الشوكى، الذى أصابها بشلل نصفى.
المريضة جاءت بأعراض شلل نصفى ناتج عن كسر فى العمود الفقرى دون وجود كسر فى القدمين.
وقال مزيد إنه على الرغم من أعراض «كورونا» التى كانت واضحة على الحالة، فإنه والفريق الطبى لم يتردد لحظة فى التعامل معها وبدء الإجراءات المطلوبة لإنقاذ حياتها: «لا يوجد فى الدمرداش غرفة عمليات مجهزة لاستقبال حالات كورونا ولكن نظراً لخطورة حالة السيدة التى كادت أن تفقد حياتها، قررنا التدخل الفورى لإنقاذها وعمل اللازم واستخدام غرفة جراحات للأنف والأذن لإجراء الجراحة»..
إلقاء القبض على الجاني
في ذات السياق نقل موقع ” الوطن” عن مصادر أمنية قولها إنّ المباحث ألقت القبض على الزوج المتهم بإلقاء زوجته المصابة بكورونا من مسكن الزوجية بالطابق الخامس في عقار بالمطرية، ما تسبب في إصابتها بكسور بالغة في العمود الفقري.
وأوضحت المصادر، أنّه بمواجهة الزوج اعترف بوجود خلافات زوجية مستمرة مع زوجته، وزادت بعد معرفته بأنّها مصابة بفيروس كورونا، وخلال آخر مشادة كلامية بينهما دفعها من الطابق الخامس فسقطت على الأرض فاقدة للوعي، ونقلها الجيران إلى المستشفى للعلاج.
سعاد وعبد الحليم
ونختم بمقال طارق الشناوي في ” المصري اليوم” ” حليم وسعاد ميلاد وانتحار!”، وجاء فيه: “الربط التعسفى بين المتناقضات ظاهرة مصرية، وهكذا ظللنا على مدى 19 عاما عندما يأتى تاريخ 21 يونيو نجدها فرصة لإيجاد صلة تجمع بين مولد عبد الحليم فى هذا اليوم من عام 1929، ورحيل سعاد نفس اليوم 2001. الغريب أن من يرفضون أساسا سيناريو انتحار سعاد، هم الذين يروجون لهذا التوافق القدرى”.
وتابع الشناوي: “قصة حب عابرة للزمن؟، أشك أساسا أن سعاد كانت تتذكر يوم ميلاد عبد الحليم، كانت بينهما قصة حب ملتهبة لم تفض إلى زواج، بدأت مع فيلم (البنات والصيف) الذى لعبت فيه سعاد دور شقيقة عبدالحليم، وليست حبيبته، لأن زيزى البدراوى عام 1960 كانت هى (الفيديت) التى تراهن عليها السينما.
عامان وانتهت القصة، والدليل أن المخرج حسن الإمام بعد اتفاقه مع سعاد على مشاركة حليم 1962 بطولة فيلم (الخطايا)، أسند الدور إلى منافستها فى تلك السنوات نادية لطفى، وهو ما يتوافق تماما مع طبيعة شخصية عبدالحليم، التى تميل للانتقام ممن يعتقد أنهم جرحوه.
حكاية حب لم تتجاوز عامين أو ثلاثة، صارت عند الصحافة هى (المانشيت) المزمن الذى يسبق دائما وفى كل مناسبة الحديث عنهما، بعد انتحار سعاد صارت قصة حب خالدة، بينما تشعل سعاد شموع عيد ميلاد حليم، الذى كان وقتها سيحتفل بعبوره شاطئ السبعين بعامين، تقرر أن تلقى بنفسها من الشرفة بالدور السادس من العمارة التى كانت تقيم بها فى لندن.
مشهد حقا يليق بخيال كاتب رومانسى، ولكنه أبدا ليس له أى علاقة بسعاد ولا حليم، لا يكف كل من التقى بسعاد يوما أو بعض يوم، أن يروى أشياء وتفاصيل هو فقط شاهد الإثبات عليها، مثل طبيب التخدير المصرى الذى التقته فى السنوات الست التى عاشتها فى لندن، مثلما التقت قطعا بعشرات غيره، وذهبت إلى بيته، مثلما ذهبت إلى بيوت غيره، تابعته مؤخرا وهو يعلن على فضائية (صدى البلد) ما اعتبره سرا يتم الكشف عنه لأول مرة (سعاد حسنى كانت متزوجة من كاتب كبير ولكنه لا يذكر مع الأسف اسمه)”.
وتابع: “الغريب أن هذا الكاتب الكبير الذى لا أدرى كيف لا يتذكر اسمه، هو السيناريست المعروف ماهر عواد، والذى كان يتلقى عزاءها بالقاهرة، لم يكن زواجا سريا حتى يعتبره الطبيب قنبلة يعلنها عبر تطبيق (سكايب) للجماهير، زواج موثق وأمام الجميع، وسعاد لعبت بطولة فيلم (الدرجة الثالثة) تأليف ماهر وإخراج شريف عرفة.
لماذا صار البعض لديه كل هذا النهم ليعتبر نفسه المسؤول الأول حصريا عن سعاد، وأنها اختصته دون خلق الله بإعلان كل ما هو مجهول فى حياتها، وأنها طلبت منه دون خلق الله أن يتذكرها بعد الرحيل؟”.
واختتم قائلا: “لا أحد يملك على وجه اليقين إجابة هذا السؤال سعاد قتلت أم انتحرت؟، شروع سعاد فى العودة إلى مصر كما يتردد لا يمكن اعتباره دليلا لا يقبل الشك على قتلها، الكل يعلم أنها كانت تعالج من مرض الاكتئاب، والكل يعلم أيضا أن الرغبة فى الانتحار واحد من مضاعفاته. (سعاد أشعلت الشمعة رقم 72 لحليم ثم قررت السباحة فى الهواء، حتى تكمل إطفاءها معه فى العالم الآخر) حكاية جاذبة ولكنها كاذبة!!”.
(سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 23/6/2020)