آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » صراع الانتخابات الأمريكية بين بايدن وترامب

صراع الانتخابات الأمريكية بين بايدن وترامب

أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن عدم اهتمامه بما سبق وأعرب عنه الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، من تشكك في أنّ جملة ادعاءات إساءة استخدام السلطة والفساد والعرقلة الموجهة ضد  الرئيس بايدن غير كافية وتستدعي القيام بالمزيد من إجراءات التدقيق والتحقيقات من جانب مجلس النواب، لذلك كان مستعجلاً في الدفع بالتصويت في مجلس النواب للبدء بإجراءات العزل الرسمية بحق الرئيس جو بايدن، وفعلاً صوت 221 نائباً لمصلحة المشروع الذي قدمه مكارثي القاضي بالبدء بإجراءات العزل، وعارضه 212 نائباً.

بهذه الخطوة غير المسبوقة افتتح الجمهوريون موسم الحملات الانتخابية المقبلة، التي يبدو أنها ستكون انتخابات ساخنة وضارية، حيث أصدر الرئيس بايدن بياناً مباشرةً عقب إجراء ذلك التصويت في مجلس النواب هاجم فيه الجمهوريين واتهمهم بالتقاعس عن القيام بواجباتهم القانونية والتشريعية، كإقرار مساعدات خارجية، والتركيز على الأوضاع الاقتصادية، وحل أزمة الحدود . وقال  بايدن في بيانه آنذاك بدلاً من القيام بأمور تحسّن حياة الشعب الأمريكي، يركّزون على مهاجمتي بالأكاذيب والخداع ، وبدلاً من القيام بعملهم المنوط بهم ، يختارون إضاعة الوقت على هذه الحيلة السياسية السخيفة التي يعترف الجمهوريون في الكونغرس  بأنها غير مدعومة بالحقائق والوثائق .

لكن في حقيقة الأمر وجد  الرئيس الديمقراطي جو بايدن نفسه في وضعٍ حرج ، بخاصة وأنه يسعى لولاية رئاسية ثانية، كما وجد نفسه أمام سيناريو انتخابي شبيه بما حدث في الانتخابات الرئاسية عام 2020، حينما اصطدم بالمرشح الجمهوري الأوفر حظاً دونالد ترامب الذي كان بدوره يسعى آنذاك للفوز بولاية جديدة والبقاء في البيت الأبيض، مع عدم وجود أي يقين لدى أي منهما بإمكانية الفوز على الآخر.

قد يكون من المبكر الحديث عن انتخابات ستُجرى بعد نحو 11 شهراً من الآن، ومنح مؤشرات تفضيلية لأي منهما، بخاصة وأن الصراع الديمقراطي- الجمهوري المحتدم بينهما يحمل تقلبات كثيرة، خلال الفترة القادمة، وبالتالي فالأمر يتوقف على قوة  وقدرة أي منهما على تجاوز العقبات والمعيقات التي تعترض طريقه إلى البيت الأبيض، فالمرشحان يختلفان في الكثير من القضايا تقريباً، في السياسة الخارجية والقضايا الداخلية والاقتصاد والمناخ والهجرة والحدود وغيرها، لكنهما يتفقان على أمر واحد وهو الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني، والعمل الحثيث للحصول على دعم اللوبيات والأصوات اليهودية التي قد تمنح الفوز لأي منهما. غير أن إدارة بايدن باتت منقسمة بشكلٍ كبير وفاضح إزاء هذا الدعم على خلفية الحرب الوحشية والإجرامية التي تشنها القوات الصهيونية على قطاع غزة، وما خلفته من عشرات آلاف الضحايا من الأطفال والنساء  والشيوخ والمدنيين الفلسطينيين العزل ، ناهيك عن تحولات الرأي العام المحلي والعالمي ضد الكيان الصهيوني وداعميه في الولايات المتحدة الأمريكية بشكلٍ خاص والغرب الأوروبي بشكلٍ عام . وهو ما بات يثقل كاهل هذه الإدارة إلى الحد الذي دفع عدد كبير من الأصوات اليهودية إلى التظاهر والاحتجاج بسبب الدعم الأمريكي الأعمى للكيان الصهيوني، ما قد يعرض الإدارة  الأمريكية إلى خسارة الكثير من هذه الأصوات لصالح الجمهوريين.

ومع كل ذلك، هناك العديد من القضايا الأخرى يتشارك فيها الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، ومنها قضايا المحاكم والعزل، فالمرشح الجمهوري ترامب يواجه عدة دعاوى قضائية قد تؤثر سلباً في سير حملته الانتخابية المقبلة ، وكان أيضاً قد تعرض لمحاولة عزله عدة مرات في أثناء فترة رئاسته. كما أن الرئيس بايدن قد يواجه الحالة نفسها مع موافقة مجلس النواب  الأمريكي على بدء إجراءات عملية تهدف إلى عزله عن السلطة، على خلفية العديد من الاتهامات الموجهة لنجله هنتر بايدن، وقد يواجه المحاكمة إذا ما تمكن الجمهوريون من إثبات علاقة الرئيس جو بايدن بنجله هنتر في هذه الاتهامات.

حتى الآن يتفوق الرئيس السابق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، بينما وصلت شعبية الرئيس جو بادن إلى أدنى مستوياتها، حيث قال ما نسبته أربع وثلاثون  بالمائة إنهم لا يوافقون على مجمل أدائه في البيت الأبيض، بينما يتقدم ترامب في سبع ولايات متأرجحه، وفق استطلاع أجرته مؤخراً صحيفة (وول ستريت جورنال) . وهو ما يعني أنّ فرص الرئيس بايدن الانتخابية باتت على المحك، بخاصّة وأنّ هناك عدداً كبيراً من الناخبين الأمريكيين لا يرغبون في إعادة انتخابه نظراً لقدراته العقلية وعدم قدرته على التركيز لكبر سنه وظهور الكثير من العلامات التي تؤكد بأن قدراته العقلية والذهنية باتت تخذله. وهكذا ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تعيش حالة صراع انتخابي عشنا الكثير من حلقاته في العقود الماضية .

الواضح أنّ تجربة الديمقراطيين السابقة  ستتكرّر في محاولة عزل الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث صوّت مجلس النواب الأمريكي بأغلبيته الديمقراطية حينئذ مرتين لعزل دونالد ترامب، رسمياً، وبسبب الفشل في الحصول على دعم كافٍ من مجلس الشيوخ آنذاك لم يحدث العزل، ولذلك، فإن أقصى ما سيحققه الجمهوريون من كل تلك الإجراءات هو فرض بداية صاخبة وفيها شيء من الفوضى للحملة الانتخابية الرئاسية تعيد الرئيس السابق دونالد ترامب مجدداً إلى وهج المنافسة على الرئاسة مجدداً.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_البعث

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سفيرة الكيان السابقة بجنوب إفريقيا: التغيير بميزان القوى الاستراتيجيّ بالعالم ضدّ إسرائيل بعد أنْ عمل سابقًا لصالحها.. خشية من أوامر الاعتقال وإدراج الكيان من قبل الأمم المُتحدّة بالقائمة السوداء لفظائعه بغزّة

مع استمرار العدوان الهمجيّ ضدّ قطاع غزّة بدأ الاحتلال الإسرائيليّ يُقِّر بأنّ العالم بات يرفض قبول السرديّة الصهيونيّة، وما المظاهرات التي تعصف بالغرب، وحتى في الولايات المُتحدّة ...