رشيد الحداد
صنعاء | فيما تواصل قوات صنعاء استعداداتها لاستهداف سفن إسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أكّدت مصادر ملاحية في صنعاء، لـ«الأخبار»، رصد نحو أربع عمليات عسكرية غير معلنة نفّذتها القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، خلال 48 ساعة، ضد سفن عسكرية أميركية وأخرى تجارية إسرائيلية. وأشارت المصادر إلى أن حالة التوتر العسكري في البحر الأحمر وخليج عدن لا تزال على أشدّها. وفي المقابل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن حركة «أنصار الله» أطلقت ثلاث مُسيّرات من اليمن، من دون وقوع إصابات أو أضرار، مضيفة، في بيان، أن سفينة تابعة لتحالف «حارس الازدهار» «اشتبكت بنجاح» مع إحدى المُسيّرات، بينما تعاملت قوات القيادة المركزية الأميركية مع الثانية، وتحطّمت الثالثة في خليج عدن.في هذا الوقت، وفي إطار الاستعدادات لنقل المعركة إلى البحر المتوسط، قالت مصادر سياسية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن اتصالات مكثّفة جرت بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من جهة، و«أنصار الله» من جهة أخرى، تركّزت حول المستجدّات السياسية والعسكرية في قطاع غزة. وأضافت أن «هناك تنسيقاً شبه كامل بين الجانبين بخصوص المرحلة الرابعة من التصعيد العسكري اليمني والتي تشمل البحر المتوسط».
على خطّ مواز، عبّرت صنعاء عن استيائها البالغ من الموقف المصري تجاه اختراق الكيان الإسرائيلي «اتفاقية كامب ديفيد» باستيلائه على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ومحور فيلادلفيا، واعتبرت ذلك تواطؤاً واضحاً وتفريطاً بالحق الفلسطيني. ودعا عضو «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، محمد علي الحوثي، إلى اتخاذ موقف إزاء ما حدث من انتهاك للسيادة المصرية والفلسطينية من قبل الكيان، وأشار، في تغريدة على «إكس»، إلى أن «مصر الآن أمام محكّ حقيقي».
من جهته، أكّد مصدر في «اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى»، لـ«الأخبار»، أن «تصعيد العدو الإسرائيلي في رفح، سيُقابل بتصعيد يمني واسع في كامل نطاق عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر المتوسط، فضلاً عن تكثيف العمليات الجوية ضد أهداف حسّاسة في عمق الكيان الإسرائيلي». وفي الإطار نفسه، أشار الخبير العسكري، العقيد مجيب شمسان، في حديث إلى «الأخبار »، إلى أن «قوات صنعاء تمتلك الكثير من المفاجآت للكيان الإسرائيلي في البحر المتوسط»، واصفاً المعادلة العسكرية التي تسعى إلى فرضها هناك بـ«الاستراتيجية والحاسمة»، وموضحاً أن «عمليات المتوسط ستُنفّذ على مراحل».
أيضاً، علمت «الأخبار» من أكثر من مصدر عسكري في صنعاء، أن السلاح الذي سيُستخدم في العمليات المقبلة في «المتوسط»، من صواريخ وطائرات مُسيّرة، سيفاجئ العدو. ولمّحت إلى اقتراب دخول صواريخ فرط صوتية، سبق لقيادات عليا في «أنصار الله» أن أشارت إلى امتلاك صنعاء لها منتصف العام الماضي، الخدمة. ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن القدرات العسكرية لقوات صنعاء تفوق تلك التي كانت تمتلكها قبل سنوات قليلة بثلاثة أضعاف، ولذلك تمكّنت نيرانها من الوصول إلى المحيط الهندي، واستهداف عدد من السفن التجارية المتجهة نحو موانئ الكيان. والجدير ذكره، هنا، أن المسافة بين آخر هدف ضربته تلك القوات في المحيط الهندي، في 29 نيسان الفائت، أي السفينة الإسرائيلية «أم سي إس أوريون»، والمتوقّع ضربه في «المتوسط» خلال الأيام المقبلة، متساوية تقريباً.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية