رويدة سليمان:
تظهر خريطة رأي طلاب الشهادات في الأسئلة الامتحانية ،تنوعاً واختلافاً ،ففي الوقت الذي يرى فيها بعضهم أنها سهلة ومنطقية ،يصفها البعض الآخر متذمراً بالاستنتاجية.
وهذا كان رأي أغلب طلاب الشهادة الثانوية الأدبية ،بينما اشتكى طلاب الثانوية العامة العلمية من أسئلة الرياضيات وشبه البعض مسائلها بكبة صوف متشابكة الخيوط يصعب فكها ،وتحتاج التمارين إلى نفس طويل ،وربما انهزم بعض الطلاب في هذه المادة عجزاً ويأساً.
من الطبيعي أن تختلف آراء الطلاب في الأسئلة الامتحانية (سهلة او صعبة) تبعا لما يتمتع به كل طالب من استعداد ومهارة دراسية وقدرات ذاتية لاتأتي إلا من خلال استذكار الطالب لدروسه منذ بداية السنة الدراسية ووفق جدول زمني ينظم فيه واجباته الدراسية ونشاطه الاجتماعي والترفيهي سواء أكان التخطيط من أجل يوم أو أسبوع أو شهر ،وبناء على ذلك فلا استغراب من رأي طالب يجد في سؤال امتحاني ما صعوبة بالغة بينما صديقه في القاعة يجد كل السهولة في الإجابة عليه ،ولكن وأظن لاأحد يخالفني الرأي أنه من غير المقبول ان يصرح أحد الطلاب أنه ولأول مرة تمر عليه مثل هكذا أسئلة،فواضعوها على حد قوله اعتمدوا طرقاً جديدة في الطرح لم يألفها ، وآخر يصر أنها من خارج المنهاج وتعتمد على ماتعلموه في سنوات سابقة وكل الدهشة والاستنكار أمام آراء طلاب تؤكد أن الأسئلة استنتاجية ،ومازالوا يجهلون أو يتجاهلون أننا بمناهجنا الحديثة ودعنا التلقي السلبي والحفظ الببغائي والمقالي ، وكل الجهود المبذولة لتغيير المناهج كانت بهدف اعتماد الطالب العمليات العقلية العليا من الفهم والاستيعاب والاستنتاج والتفكير وهجر النمطية والحفظ الأصم. حيث ركزت وزارة التربية على دور المعلم في طرح أسئلة صفية تحرض هذه العمليات العقلية وقد أقامت دورات وورشات تدريبية للمعلمين لامتلاكهم هذه المهارات التعليمية ،ورغم ذلك مازال بعض الطلاب يعتمدون حفظ التمارين ومحاولة استنساخها ويفتقدون القدرة على المثابرة والاعتماد على النفس الطويل، بل يلجؤون إلى المحاليل لمواجهة مسائل الرياضيات بدلا من الاستمتاع بالبحث والاستنباط واسترجاع ماتعلموه خلال السنوات الماضية من قواعد ومعادلات وإيجاد الحل .
في كل لقاء أو مؤتمر إعلامي،وفي كل دورة امتحانية يؤكد المختصون التربويون أن الأسئلة الامتحانية تراعي الفروق الفردية بين الطلاب وقدراتهم على التعلم وحل المشكلات وهو هدف التعلم الجيد الفعال وبالتالي لامبرر لأي طالب يقف عاجزا عن حل سؤال لكونه استنتاجيا أو مستحيل الحل، فالأسئلة ليست من المريخ والتلاميذ الذين يحصلون على العلامة التامة موجودون وهم من امتلكوا مهارات الفهم والاستيعاب والدافعية والهدف لتحقيق النجاح وتحديد هدف النجاح من قبل الطالب بحد ذاته نجاح لأنه يمنحه الثقة بالنفس والقبول الاجتماعي .
يجب أن يعي طلابنا أن نظام التعليم الذي يهدف إلى تحصيل المعرفة ذهب إلى غير رجعة،ومناهجنا اليوم هي مناهج الخبرة ..مناهج النشاط ومناهج قائمة على المشاكل الحياتية ومناهج المهارات ،ولايتسع المجال لعرض تفاصيل هذه المناهج وبإمكاننا الاطلاع عليها من خلال المتابعة مع أبنائنا في مقرراتهم الدراسية .
ولعلٌ تفهم الأسرة للعملية التربوية التعليمية برمتها من طبيعة المذاكرة إلى الامتحانات وكيفية الاستعداد لها وإدراكها الواعي لقدرات الطالب الذاتية وتصوراته عن مستقبله والابتعاد عن أسلوب المراقبة الشديدة والحرص الزائد على الطالب من الأساليب الفعالة لتحقيق النجاح ،والحظ لايحالف إلا من جد وتعب ..ومن ثابر واستعد جيداً لمواجهة أي اختبار كان.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة