قال وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، إنّ “نظاماً عالمياً بعد القطبية يتشكل اليوم، أي أنه ليس نظاماً أحادي القطب ولا ثنائي القطب ولا متعدد الأقطاب، ولا حتى أي مزيج من ذلك”، مضيفاً أنّ “عصر التحول في العلاقات الدولية والتحالفات انتهى”.
وقال ظريف في منشور له على موقع “انستغرام”، إنه بعد 40 عاماً من النشاط الدبلوماسي، جنباً إلى جنب مع التدريس والكتابة في مجال العلاقات الدولية، وصل إلى استنتاجات لخصها بنقاط عدة، أهمها أنّ “الجهود التي استمرت ثلاثة عقود لم تنجح في إقامة نظام مهيمن أحادي القطب، من خلال حروب لا نهاية لها، ومن خلال الأمننة والإكراه الاقتصادي، لكنّها تركت معاناة شديدة وخسائر بشرية لا تُغتفر وتسببت بإهدار هائل للموارد البشرية”.
ورجّح ظريف في مقاربته “قرب انتهاء عصر التحالفات الدائمة”، مشيراً إلى ظهور التحالفات المؤقتة الموجهة نحو القضايا بشكل متزايد في الفضاء الدولي، حيث أنّ العديد من الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين يتعاونون ويتنافسون ويتشاركون في آن واحد في مجالات مختلفة.
وأكد أنّ “الحرب فقدت استخدامها كأحد أدوات السياسة الخارجية”، لافتاً إلى “فشل جميع المبادرين إلى الحروب تقريباً في القرنين الـ20 والـ21، حيث تدمّر هؤلاء أحياناً بسبب الحرب التي بدأوها، أو فشلوا في أحسن الأحوال بتحقيق أهدافهم المعلنة”، بحسب ظريف.
ولاحظ وزير الخارجية الإيراني السابق، أنّ نظريات مثل “نهاية التاريخ” و”صراع الحضارات” و”تكوين العدو” وما شابه ذلك، “لم تكن قادرة على إيصال مؤسسيها إلى الوجهة المرجوة”، خاتماً: “على الرغم من كل التطورات الكبيرة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلا أنّ الفاعلية البشرية هي العامل الحاسم”.
وقبل أيام، قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية أنّ على الغرب أن يتقبل التعددية وعجزه عن فرض زعامته.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، حدد المرشد الإيراني، السيد علي خامنئي خلال خطاب له ملامح ثلاثة لتَغيّر النظام العالمي الجديد وذلك وفقاً لمعطياتٍ ووقائق، وهذه الملامح هي: انزواء الولايات المتحدة الأميركية، انتقال القوة إلى آسيا، وانتشار فكر المقاومة وتوسّع جبهتها.
وقبل نحو عام، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ “عصر النظام العالمي أحادي القطب يتلاشى“.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين