آنا عزيز الخضر:
ظروف قاسية وانكسارات كثيرة، صعوبات في كلّ اتجاه، وضغوط تومئ إلى ضرورة الحل بالهروب.. رغم كلّ ذلك، يتمسك السوريون بانتمائهم ويمكثون في ديارهم، متسلحين بالإرادة والمستقبل، وها هو المسرح ينقل هذه التفاصيل الواقعية، مشيراً إلى الأمل الذي يحمله الناس في قلوبهم ووجدانهم، متحدّين الأوجاع والجراح…
من هذه العروض “وصيفنا”. تأليف وإخراج “فراس حاتم” الذي تحدث عن العرض قائلاً:
“وصيفنا” هو عرضٌ غنائي، إيمائي، راقص، يقدم من خلال فن القناع، ويناقش مفاهيم الاغتراب والهجرة ومسبباتها للجيل الشاب، وحتى غير الشباب.. منها (الضغوط الأسرية، الضغوط المادية، الخذلان في الحب، والخذﻻن في الصداقة، وغيرها من الضغوطات وصعوبات التعليم، وفقدان الأمان، والحرب وعواقبها، مثلما هي ضبابية المستقبل أمام الشباب..) وربطها بمفاهيم الحب والاستقرار..
يفعل العرض ذلك، من خلال مجموعة من الأشخاص. “مجموعة ممثلات و ممثلين”، يظهرون من بداية العرض وهم يسيرون، دون أن يظهر لنا من أين والى أين، ليعودوا بعد قليل إلى قصصهم، التي أدت بهم لاتخاذ قرار السفر، من خلال عدد من المشاهد المسرحية..
يقدمون بوحهم ووجعهم، وسط مؤثرات مسرحية تكاملت مع صرخاتهم التي تنشد خلاصاً، وجدوه في إرادتهم المتقدة ورغبتهم في اﻻنتصار على اﻵﻻم..
أما الديكور، فكان في وسطه ستارة بيضاء على شكل إكليل وطرحة، وفي مقدمة المسرح اليمينية، مقعدٌ وحيد مضاء يجلس عليه شخص بانتظار شخص ما، لا ندري من هو أو هي.. كلها دﻻﻻت لها معانيها في الانتظار والأمل، وغيرهما من المعاني الإيجابية..
بما أن العرض حركي راقص، فقد اعتمد على مفردات خاصة جداً. منها فن القناع والإشارات والحركة، كما التكوينات البشرية كبديل عن الديكور، وكحلول فنية لها مؤشراتها المقصودة..
تخلل العرض خمس أغانٍ، قدّمت بشكل حي على المسرح، من قبل الممثلين والممثلات، وبمرافقة آلتي الجيتار والطار.. جميع تلك المفردات أتت موظفة في سياق مدروس، يخدم البنية الدرامية للعرض”..
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة