د.ريم حرفوش
مابين موت وموت ..
فقدنا اتجاهاتنا والانتماء ..
نقف متفرجين ..
كل الانهيار حولنا لا يغرينا بالقتال ..
نتسلى بإشعال لفافات تبغ ..
نسبح في دخانها التشريني والضباب ..
نطفئها في فناجين القهوة المختنقة بالتنهدات ..
نحرق تضاريس الطرقات المفتوحة والمغلقة ..
العيون الحاسدة سمكات الرزق ..
من يثرثر من يترقب من يكيل بمكيالين ..
الوجوه الحاقدة في الفناجين بلا أسماء ..
لكن عيونها في الواقع تترصدك بغدر ..
الأحرف لها دلالات ..
وهناك إشارة النصر ..
ياللسخرية ..
انتحار بطئ مانحن فيه ..
نستنشق سمومنا اليومية ..
كٱبتنا فقرنا جهلنا والغباء ..
أكل الصدأ عقولنا والقلوب ..
نلاحق بثقة الشائعات ..
ووجه القديسين في سطح القمر ..
تُمطر في أعيننا الصور ..
نمتطي صهوة خيالاتنا وقراءاتنا الفلسفية ..
ونشرب نخب النشوة المجنونة ..
قوم سكارى فقدنا الوعي لكثرة اللطمات ..
خبرُ هنا وخبرُ هناك ..
حقيقةٌ ضائعة على الصفحات ..
لايهم ..
نحن نصدق مايتم تلقيمنا إياه كالأطفال ..
يستهوينا التاريخ الزائف ..
عندما نُغيّب الحق و نصفق للباطل ..
مهمٌ جداً ياسيدي مانسمع ليس مهماً مانراه ..
فقدنا البصر والبصيرة ..
نناقش السياسة والاقتصاد في لعبة ورق ..
يتم قصفنا والكل متخاذل ..
يجيد المنشورات الفيسبوكية والشتائم ..
نؤمن أن الله وملائكته لصفحاتنا مراقبين ..
ولمناشداتنا مستجيبين ..
أنت ..
ممنوعٌ من الحرية ..
هل هناك من قيد لم يقيّدنا ..
كم مرة سيمر الفرح هنا ..
والمساء يسقينا من عتمه المرار ..
طوى القهر في الصدر كل الكلام ..
اغتالوا الصوت في غفلة ..
حتى لايقلق منام الأسياد ..
يهرق في الدروب بكل برودة أعصاب .. دم الإنسان ..
عندما علا صوت الأفكار ..
انتهت على مفارق الوطن كل الحكايات ..
مجرّحة الأيدي في الأصفاد ..
إن قلت يوماً لا ..
والكثير من الأغلال ..
يبحثون لها عن أصحاب ..
بم تفكر ..
توقفنا عن التفكير..
عفواً ..
لا .. لا .. في الحقيقة ..
توقفنا عن كتابة الأفكار فاختنقت بداخلنا ..
وعلا ضجيج الإعتراض ..
بصمت ..
نضحك .. نغضب .. نبكي ..
وفي الدمع لوم .. عتاب .. واحتجاج ..
مبتوري الأيدي واللسان ..
لكن لم نخلق للعبودية ..
مازال ممكن هنا الإبتسام ..
لا بل بالإمكان أن تضحك سعيداً بصوت عال ..
مابين الخير والشر ..
الحياة قرار ..
النصر قرار ..
صوت الحق وحده باق ..
والإنتماء أيضاً ..
رغم موت وموت .. باق ..
وأنا .. باق ……
(سيرياهوم نيوز-2)