الرئيسية » تحت المجهر » عقبات على طريق رفح: الاجتياح لا يزال بعيداً؟

عقبات على طريق رفح: الاجتياح لا يزال بعيداً؟

يوسف فارس

 

غزة | لم تعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية برّية في مدينة رفح مقتصرة على التصريحات الإعلامية فقط، إنما أضاف جيش العدو أخيراً إليها رفع وتيرة القصف الجوي على المدينة، فنفّذ خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات الغارات التي طاولت منازل تؤوي نازحين في حيي السلطان والجنينة، كما قصف خيام النازحين في مواصي المدينة، ما تسبّب باستشهاد عشرات المواطنين.وفي خضمّ الحديث عن توقف المفاوضات، أمس، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى لازمته التي رافقته منذ بداية الحرب بالقول إن الطريقة الوحيدة لاستعادة الأسرى هي زيادة الضغط العسكري على حركة «حماس»، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش أن رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، صادقَ على خطط عسكرية جديدة لاستمرار الحرب في جنوب القطاع. في مقابل ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر عسكري القول إنه «إذا كانت حماس بعد 6 أشهر من الضغط العسكري ليست مستعدة لإطلاق سراح الرهائن، فإنه ينبغي (علينا) إعادة النظر في تصريحات نتنياهو و(وزير الدفاع يوآف) غالانت».

وخلال الشهرين الماضيين، وتحديداً بعدما وصل الهجوم على مدينة خانيونس إلى طريق مسدود، ما أجبر جيش العدو على سحب قواته منها تحت النار، من دون تحقيق هدفه المتمثل في تدمير كتائب خانيونس المقاتلة، تحوّلت عملية اقتحام رفح إلى ورقة مساومة وابتزاز، يرفعها نتنياهو عند كل مفترق طريق، أو توتّر مع حلفائه الأميركيين. ويُذكر، هنا، أن رئيس وزراء الاحتلال ووزير حربه أعلنا، أثناء محاولة انتزاع صفقة تبادل قبيل شهر رمضان، أن الجيش سيبدأ عملية رفح في حال فشلت المفاوضات في التوصّل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار. وفي خضمّ التوتر مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعلن نتنياهو أنه سيجتاح رفح حتى إذا وقف في وجهه كل العالم. كذلك، تحوّلت ورقة اجتياح رفح إلى أداة تعمية وخداع، إذ صعّد العدو لهجة التهديدات تجاه المدينة بالتزامن مع بدء عملية التوغّل في «مستشفى الشفاء»، فيما زعمت وسائل إعلام عبرية، أخيراً، أن الإدارة الأميركية توصّلت مع إسرائيل إلى صفقة، تقضي بالإحجام عن الرد بضربات كبرى على إيران، في مقابل البدء بعملية برّية في رفح. وبعيداً عن بازار التصريحات، تحيط بالمدينة التي تزدحم بأكثر من مليون نازح، جملة من العوامل السياسية والجغرافية التي تجعل من بدء عملية عسكرية فيها، حدثاً يتجاوز المتطلّبات اللوجستية التي يكرّر العدو بين الفينة والأخرى، أنه بدأ بحشدها على الحدود الشرقية – الجنوبية للقطاع، إذ إن الحاجة إلى إخلاء مئات آلاف النازحين الذين يرفض جيش العدو إعادتهم إلى شمال غزة، تتطلب بناء مخيمات نازحين جديدة، في منطقة سيقرّ العدو أنها آمنة، في الوقت الذي تطاول فيه عملياته كل مناطق جنوب وادي غزة. كذلك، سيكون من المهم الوصول إلى صيغة توافقية، تحافظ على توازن العلاقات الإسرائيلية مع القاهرة. أما الأهم، فهو المعيق الميداني الأبرز، إذ إن أي عملية تفتقر لعنصر المباغتة، وتسبقها أشهر طويلة من التهديدات، سيكون محكوماً عليها بالفشل، خصوصاً أن راكمت، بلا أدنى شك، خبرات كبيرة من خلال دراستها المتأنّية لسلوك جيش العدو في شمال القطاع ووسطه وجنوبه في الأشهر السبعة الماضية، وسيكون بوسعها أن تعمل في الميدان بعيون مفتوحة، كمن يقرأ سلوك الاحتلال المتوقّع في كتاب. وبناءً على ما تقدّم، تدرك المقاومة أن العدو يعتقد بأن رفح المزدحمة، ستكون آخر البقاع الجغرافية المفضّلة لمن يبحث عن مكان آمن يخفي فيه الأسرى الذين يشنّ حرباً طاحنة لأجل استعادتهم، وتفهم أيضاً أن الكثافة السكانية هي البيئة المفضّلة لنشاط العملاء، كما أن التهديد المستمر، سيقود بالضرورة إلى البحث عن بيئة أخرى أكثر استقراراً للحفاظ على الأسرى حتى يحين وقت مبادلتهم.

وفي محصّلة الأمر، لا يبدو أن عملية رفح ستبدأ في الحيز الزماني المنظور، علماً استهداف المدينة لم يتوقف أساساً منذ ثلاثة أشهر.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خفايا الميناء الأمريكي على ساحل غزة

  إن الميناء الأمريكي العائم على ساحل غزة بحجة نقل المساعدات الإنسانية والتخفيف عن المحاصرين في قطاع غزة مشروع خبيث له خفايا إسرائيلية أمريكية خطيرة. ...