بإرادتها القوية وعبر كرسيها المتحرك الذي لازمها بعد إعاقة بالأطراف السفلية منذ سنوات طفولتها تنسج الشابة رفيدة أبو زيدان بأناملها وفكرها عنوانا للنجاح جسدته بعملها المميز الذي أثمر عن ولادة مشروع إنتاج صغير للأعمال اليدوية عرف انطلاقته من محافظة السويداء.
أبو زيدان البالغة من العمر الـ 28 عاما قالت خلال حديثها لمراسل سانا “إن مشروعها يتمثل بتوظيفها لمهنة التطريز في تكوين لوحات وأعمال فنية وذلك بعد تعلمها لهذه المهنة من والدتها في صغرها وعبر دورة اتبعتها في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التابعة لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس فيما بعد”.
رفيدة التي لا تفارق الابتسامة وجهها تعمل كما ذكرت على إنجاز العديد من التصاميم بعضها تبحث عنها عبر شبكة الانترنت وتطبقها على أرض الواقع لتسوقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال المعارف والأصدقاء مؤكدة أنه رغم كل ما يحتاجه عملها من جهد لإحضار المواد ووقت لإنجاز التصاميم إلا أنه يدفعها للمزيد من الاجتهاد وتنويع نماذج الأعمال لتلبي مختلف الأذواق.
رفيدة التي سبق لها المشاركة بمعرض دمشق الدولي عام 2018 وبمعرض في المركز الثقافي بالسويداء عام 2016 تحمل طموحات لتوسيع مشروعها المنزلي الصغير ونطاق التسويق لديها ليصل إلى خارج سورية تماشيا مع رغبتها بإكمال مسيرتها التعليمية.
ووفق والدتها رحاب حسن أبو زيدان فإن عمل ابنتها بدأ يتوسع تدريجيا ويلاقي استحسان المهتمين والمختصين بالأعمال اليدوية مستعرضة كيف كانت تعلمها منذ صغرها وكيف تطورت مهاراتها بعد قدومهم من بلاد الاغتراب عام 2011 إلى أن كانت انطلاقتها الفعلية بأول معرض شاركت فيه عام 2016 حيث وجدت فيه تشجيعا للانطلاق بمشروع صغير.
وتمثل رفيدة وفقا لرئيس اللجنة الإدارية للجمعية السورية للمعوقين جسديا نزار شجاع نموذجا متميزا لذوي الإعاقة الذين تحدوا الصعاب وأثبتوا وجودهم بالمجتمع بطريقة إيجابية عبر العمل والإنتاج وتأمين مصدر دخل لهم ليجسدوا شعار الجمعية “إنتاج الطاقة من الإعاقة” لافتا إلى حرص الجمعية على تشجيعها ومساعدتها بتسويق إنتاجها.
عمر الطويل
سيرياهوم نيوز 6 – سانا