لجينة سلامة
على موقد نار هادئة وفي (مقهى المحبة ) حيث تبدأ أحداث العمل المسرحي ( في حارتنا نتاشا) يضيف الممثلون الكثير من التوابل الخاصة بطاقاتهم الشبابية والانفعاليةالمدروسة ليأتي العمل ناضجاً على مستوى القائمين عليه بدءا من صاحب الفكرة رامي خطيب وصولا للمخرج محمد بسام علي والمخرج المساعد علي سلمان مرورا بمصمم الإضاءة المنتجب عيسى وانتهاء بمعد الموسيقا محمد درويش و ريناد علي مصمم البوستر و ليقدّم المنتَج بكل محبة وعناية على خشبة المسرح القومي في طرطوس وضمن كواليسه التي استثمرها المخرج لتكون جزءا من فضاء عرضه. .
قد لاتكون فكرة العمل جديدة وهي الإشاعة وآلية تبنّيها وانتقالها وتأثيرها على الرأي العام وصياغته بشكل أو بآخر لكن تناولها بالنفس الكوميدي الساخر الذي لا يوقفك عن الضحك رغم قساوة المشهد هو مايميز العمل . وهذا ما يشير إليه المخرج بالقول :(… بتنا نضحك على كل شيء يسبب لنا الزعل ).كما قال أحد المتابعين المسرحيين:( هناك قضايا في المجتمع يجب ان نطرحها بطريقة كوميدية ساخرة حتى تصل الفكرة بطريقة محترمة ليس فيها خدش للحياء وفي نفس الوقت تنثر الابتسامة على الوجوه ).
وعبر الإشاعة يطرح العمل قضية استسهال صناعة النجم الغنائي واكتساحه للساحة الفنية وتحصيله لملايين المشاهدات رغم الفن الهابط الذي يسوّق له .هذا الهبوط الذي نلمس شكلا من أشكاله في العلاقاات الزوجية واختراق خصوصيتها .بالإضافة إلى هشاشة العلاقات الاجتماعية وبنائها على أساس المصلحة و الغاية غير النبيلة .
( إقبال جماهيري )
يكاد الإقبال الجماهيري الذي لمسه متابعو الحركة المسرحية والفنية في المحافظة من فنانين ومحبين ومهتمين أوغيرهم يشير وبوضوح إلى نجاح المسرحية التي تميزت بروح العمل الجماعي وبزخم العطاء المنضبط بمحبة وشغف، تفاعل معها الجمهور بتلقائية مطلقة رغم أنهم ممثلون هواة مازال يتابع البعض منهم تحصيلهم العلمي والجامعي وقد فتحت لهم إدارة المسرح أبوابها كما للجميع وهيأت لهم الإمكانيات لتقديم مافي جعبتهم من أفكار ونصوص وأعمال تدعم الحركة المسرحية في طرطوس وتنشّطها .
شارك في أداء المسرحية إلى جانب رامي خطيبْ مصطفى سليم وريان حسون ومايا ناصر ومحمد عبد الكريم علي و سام اليوسف وأحمد القاسم وسارة نابلسي ويارا العلي .
(إنه المسرح…إنها الحياة)
ممتع و جميل لا بل مفرح ذلك الذي تابعته على خشبة المسرح ،في الوقت الذي يخرج فيه السوريون من عنق الحرب التي أرادت ظلاماً و عتمة تطفىء نضارة وجوه شبّاننا الذي ذهب من عمره أكثر من عشر سنوات و هم يقارعون ظلام و جهل داعش.أكثر من عشر سنوات و هم في معركة إثبات أن لأبناء هذا البلد الحق في العيش بأمان و سلام و الاستمتاع بالحياة كل ّحسب اهتماماته و رغباته.سلاحهم القلم و الورقة و الريشة و ليس السلاح.
هذا ما يجسد حقيقة أن المسرح حياة متجددة و حركة مستمرة لا تعرف التوقف و كذلك هم الشباب طاقة الحياة و عزيمتها ، بهم و منهم نستمدّ الاستمرارية و معهم نتابع المشوار على طريق الواقع و خطا الأحلام.
(سيرياهوم نيوز ٤-الثورة)