تصاعد التوتر في شمال كوسوفو وميتوهيا بسبب احتجاز السلطات المحلية، أمس، ضابط الشرطة السابق، ديان بانتيك، عند نقطة تفتيش يارينغي عند مدخل وسط صربيا للاشتباه في ارتكابه «أعمالاً إرهابية».
تجمع مئات الصرب الغاضبين من الاعتقال، مرة أخرى في وقت مبكر اليوم عند حواجز نصبت أمس وشلّت حركة المرور على معبرين حدوديين من كوسوفو باتجاه صربيا.
وبعد ساعات على نصب الحواجز، قالت الشرطة إنها تعرضت لثلاث هجمات متتالية بأسلحة نارية ليل السبت ـــ الأحد على أحد الطرق المؤدية إلى الحدود، وزعمت في بيان أن وحداتها «أجبرت في إطار الدفاع عن النفس، على الرد بأسلحة نارية على الأشخاص والمجموعات الإجرامية». وأضافت أن هؤلاء «تم صدهم وفروا باتجاه مجهول».
وبالتوازي، أعلن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، أن بلاده سترسل طلباً لنشر قوات أمن الدولة في كوسوفو بموجب الفقرة 4 من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244.
من جهته، صرح وزير الداخلية الكوسوفي، هلال سفيكلا، بأن الشرطي السابق المعتقل هو أحد مشبوهين اعتقلا بعد هجمات على دوريات للشرطة خلال اليومين الماضيين.
وقالت شرطة الاتحاد الأوروبي المنتشرة في المنطقة في إطار بعثة للتحقق من سيادة القانون (يوليكس) إنها استهدفت أيضاً بقنبلة صوتية لكن لم يصب أي ضباط فيها. وأضافت الشرطة الأوروبية، في بيان، أن «هذا الهجوم وكذلك الهجمات على عناصر من شرطة كوسوفو، غير مقبول».
وفي السياق، ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عبر «تويتر»، بالهجمات ودعا صرب كوسوفو إلى «إزالة الحواجز على الفور». وأضاف: «يجب استعادة الهدوء وستواصل بعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بسيادة القانون في كوسوفو التنسيق مع سلطات كوسوفو. يجب على جميع الجهات الفاعلة تجنب التصعيد».
وعلى خطى الأوروبي، دان حلف شمال الأطلسي، الذي ينشر قوة حفظ سلام من أربعة آلاف جندي في كوسوفو بموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي، الهجمات التي وصفها بـ«غير المقبولة».
ودعت الناطقة باسم حلف شمال الأطلسي، وانا لونغسكو، عبر «تويتر»، «جميع الأطراف إلى تجنّب الأعمال والخطابات الاستفزازية وإلى المساهمة في تحقيق الهدوء والاستقرار».
كما استدعى تصاعد التوتر في كوسوفو، إصدار بيانات من مختلف السفارات لدى بريشتينا، ومن بينها سفارة الولايات المتحدة التي أعربت عن «قلقها العميق إزاء الوضع». وأضافت: «نحن نتفهم أن سلطات كوسوفو قد اعتقلت شخصاً يشتبه في تورطه في هجوم عنيف على سلطات إنفاذ القانون والمفوضية الانتخابية في كوسوفو. يتم استخدام هذا الاعتقال كمبرر لإغلاق الطرق غير القانوني وكذلك للتهديد والتخويف ضد سلطات كوسوفو والسكان المحليين».
وتابعت: «على أولئك الذين نصبوا حواجز طرق غير قانونية أن يزيلوها على الفور. نتوقع نهاية لجميع التهديدات بالعنف والترهيب»، داعيةً «الجميع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واتخاذ إجراءات فورية لتهدئة الموقف، والامتناع عن الأعمال الاستفزازية. نحث الأطراف على العمل في إطار الحوار الذي ييسره الاتحاد الأوروبي لحل القضايا ذات الاهتمام».
وكان وزير الدفاع الصربي، ميلوس فوسيفيتش، وصف في السابع من الشهر الجاري الوضع في شمال كوسوفو وميتوهيا بأنه «متفجر». وأضاف أن السبب في ذلك هو «الإرهاب المنظم» لرئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، الذي يشجع على «التطهير العرقي».
وفي أواخر تموز الماضي، تصاعد التوتر على الحدود بين صربيا وكوسوفو، بعد أن طالبت سلطات ألبان كوسوفو الصرب الذين يعيشون في الجزء الشمالي من كوسوفو وميتوهيا بإعادة تسجيل لوحات السيارات الصربية والوثائق.
في عام 2008، أعلنت هياكل ألبان كوسوفو في بريشتينا الاستقلال عن صربيا. ووفق الدستور الصربي، فإن أراضي الدولة غير المعترف بها هي مقاطعة تتمتع بالحكم الذاتي في كوسوفو وميتوهيا داخل البلاد.
سيرياهوم نيوز3 – الأخبار