خليل صويلح
لا ينبغي أن ننظر إلى رسائل نزار قباني (1923- 1998) إلى غادة السمان (1942)، وفقاً لإعلان الأخيرة عن قرب صدورها، من موقع الفضيحة الغرامية المنتظرة، كما يشتهي المتلصصون، ذلك أن أهمية أدب المراسلات تكمن في قوة الوثيقة أولاً، والكشف عن وقائع حقبة ثقافية صاخبة ثانياً، وهو ما لا نتوقع حصوله أيضاً، فغادة السمّان عملياً، تنوي تفجير قنبلة دخانية لا أكثر بوجود ديناميت من وزن نزار قباني. تنفي صاحبة «أعلنت عليك الحب» امتلاكها نسخاً من رسائلها إلى الشاعر مكتفية برسائله إليها وحسب، على غرار ما فعلته في كتابيها السابقين «رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمّان» (1992)، و«رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمّان» (2016)، وتالياً لن نقبض على صاحبة «رسائل الحنين إلى الياسمين» متلبّسة بأي نوع من العواطف التي تخجل من إعلانها على الملأ، كما لن تفاجئنا رسائل الشاعر، إذ لن يخرج من معجمه البلاغي المعتاد، وبيع سلعة جاهزة، لطالما روّج لها كعاشق أبدي، وكانت غادة السمان نفسها قد تأثرت بمفردات معجمه من موقع أنثوي لجهة البلاغة. على الأرجح، يأتي نشر هذه الرسائل، في هذا التوقيت من العمر المتقدّم كمحاولة لكسر العزلة في المقام الأول، ونفض الغبار عن أدراج الأمس اقتفاءً لصخب الأزمنة السعيدة التي طواها النسيان، فهل تتمكّن «أم حازم» مجدداً من إشعال النار في الموقد المهجور
(سيرياهوم نيوز3-الأخبار اللبنانية )