آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » غزة تصلب من جديد..(2)…

غزة تصلب من جديد..(2)…

 

 

بقلم :باسل علي الخطيب

 

أردتم اخراجنا من التاريخ؟!!

سنخرجكم من الجغرافيا إذاً…..

وكنتم تسألون عن الرد؟؟!!!….

هاكم الرد…

كل صاروخ من هذه الصواريخ…

كل طلقة من تلك الطلقات، بغارة من تلك الغارات إياها….

نعم….

تسألون عن دفتر الحساب؟…

هاقد فتحناه على صفحة دير ياسين…

نعم…

من هناك سنبدأ….

قلت في الجزء السابق من أنه إن أردت استعباد شعب ما دمر ذاكرته….

البداية كانت مع الإخوان المسلمين ومشتقاهم….

هؤلاء أدخلوا المجتمعات في التيه….

لاحقاً جاء دور (ستار اكاديمي) و ثقافة (بوس الواوا) ومشتقاتهما وأمثالهما لتدخل المجتمعات مرحلة العدمية….

النتيجة؟…

تركي آل الشيخ يقود هذه الأمة….

 

يعتبر البعض أن ماحققه ابطال المقاومة في 7 تشرين كان الانجاز الأكبر في خضم كل ماحصل، كلا أيها السادة، الانجاز الأكبر أن هذه الحرب أظهرت الكيان والولايات المتحدة كما هما على حقيقتهما، عراة من دون تزويق أو تجميل، أنهم ثلة من القتلة عديمي الرحمة والإنسانية….

ماعدت احتاج أن اقص لأولادي عن صبرا وشاتيلا وملجأ العامرية في بغداد، الصور من غزة تسرد كل شيء….

 

نعم، هذه حرب الذاكرة….

خذوا علماً….

الخطأ الطبي يقتل شخصاً واحداً…..

الخطأ العلمي يقتل بضعة أشخاص…..

الخطأ الثقافي يقتل اجيال….

الخطأ الديني يقتل امة…..

 

على فكرة، تلفتني الاسماء الحركية التي تطلقها المقاومة على عملياتها واسلحتها…

هذه ليست طوفان الأقصى فحسب….

وهذا ليس أقصى طوفان ستعرفونه….

اكنتم تشكون أن دمشق لاتعرف اين هو راس الأفعى؟!!…

هل تظنون أن حسابنا هو مع التركستاني أو مع جبهة النصرة أو داعش؟…

هؤلاء من اللمم…..

عودوا إلى تلك اللوحة الشهيرة لمارجرجس….

من تراه قال إنه مات؟…

البعض يكاد يقسم أنه قد رأى طيفه على ربى قاسيون….

 

أحد الصواريخ تسميه المقاومة خيبر 1…

وهو ليس إلا صاروخ M302…

هذا الصاروخ كان قد خرج من معامل الدفاع السورية اول مرة قبل ربع قرن…

على فكرة لطالما تساءلت ماذا تعني الاحرف والارقام في مسميات الاسلحة؟؟!!…

أتراه من أطلق هذا الاسم على هذا الصاروخ، أراد بحرف M أن يذكر الصهاينة بقلعة المسادا؟…

عدا عن ذلك، تقول الأسطورة أن عديد (اليهود) في تلك القلعة كان 302…

هل تؤمنون بالصدف؟…

أنا لا اومن….

تقول الأسطورة أيضاً، أن اليهود المحاصرين في قلعة مسعدة أو مسادا بالعبرية، سيطر عليهم اليأس بعد أن اشتد حصار الجيش الروماني، فأقدموا على الانتحار…

ترى ماذا يبقى بعد أن تدق M302 ابواب غرف النوم في تل أبيب؟….

فوبيا العقد الثامن عادت لتنهش عقول الصهاينة، في هذه السياق عندي عتب على الاخ ابو عبيدة، هو استعمل تعبير عقدة العقد الثامن في إحدى كلماته، وكنت أنا أول من اخترعها، لن اختلف أنا وأبو عبيدة على الملكية الفكرية، (دية) ذلك هي كوفية فلسطينية ساضعها على قبر اخي الشهيد الرائد ابراهيم علي الخطيب…..

 

قالوا إن تلك القبة التي اسموها (مقلاع داوود) لم تنجح في اعتراض تلك الصواريخ…

على فكرة، هذا الصاروخ سبق واستعملته المقاومة في حرب تموز، وهي من أطلقت عليه مسمى خيبر 1…

ولكن أي مجنون هذا الذي سيفكر ولو للحظة ان داوود سيعترض صاحب خيبر؟…

 

اللغة العبرية فقيرة وقليلة المفردات جداً، لذا لا يجيد الصهاينة اللعب على الأسماء ولا حتى على الكلمات، هذه صفة تتميز بها السريانية والعربية ولم تعرفها العبرية،

وهذه إحداها…

داوود لن يكون إلا في صف صاحب خيبر…..

 

إذاً، هل كان يجب أن يسموا تلك القبة (ترس مرحب)؟؟….. على فكرة ذاك الترس تم شطره بضربة واحدة من ذو الفقار….

يخطر على بالي ذاك السؤال، ترى أي صاروخ خرج من معامل الدفاع السورية، تم إيصاله للمقاومة، واطلقت عليه المقاومة مسمى خيبر 2؟….

 

نعم….

نصفهم كان في الملاجيء، والنصف الآخر قد حضّر حقائب السفر….

قرأت قبل فترة أن أغلب الصهاينة يسعون للحصول على الجنسية الثانية، إن لم تكن لديهم أصلاً…

هل ادركتم الآن كنه ذاك الوسواس القهري الذي تحدثت عنه أعلاه، و الذي يعشعش في أدمغة أولئك الخاخامات إياهم، عقدة العقد الثامن؟…

هذا وعندهم F16…

وعندهم F22….

 

أتذكرون يوم الثامن عشر من شباط 2018؟…

في ذلك اليوم أسقطت صواريخ سام السورية المعدلة التي تعود إلى سبعينات القرن الماضي طائرة F16 صهيونية فوق الجليل..

ترى ماذا لو كان عندنا أسلحة احدث؟…

أتراها موجودة؟…

قبيل حرب تشرين 1973 بأيام شن الصهاينة عدواناً على مصياف، وتصدى لهم سلاح الجو السوري، فقدنا في تلك المعركة اربع طائرات، ولم تتحرك منظومات الدفاع الجوي السورية لمواجهة العدوان، في اليوم الأول للحرب في 6 تشرين تفاجأ سلاح الجو الصهيوني بمنظومة الدفاع الجوي السوري الحديثة، وكان أن أسقطنا في اليومين الأولين 54 طائرة صهيونية….

 

أنا لست سورياً قومياً ، ولكنني اعتبر فلسطين جزءًا من سورية، اعتبرها أرضاً سورية محتلة، مازالت شفتاي تردد نشيد (فلسطين داري)، وقد كان أول الكلم في كتاب القراءة للصف الاول في مدارسنا، وفي دمي تجري جينات القسام، ذاك السوري الجميل الذي قدم لفلسطين من جبلة وأطلق الطلقة الأولى ضد الصهاينة….

 

نعم، لقد دفعت دمشق ثمناً غالياً أنها ماتخلت عن القدس، ودفعنا نحن السوريون أثماناً باهظة….

ولم تكن هذه الحرب التي شنت على سورية إلا أقساها وأخطرها…

 

فيروز لم تخدعنا عندما قالت إننا جيران القمر…

قديمة سوريا و مازالت تدين بالولاء لثقافة الياسمين….

تسند رأسك إلى شجرة زيتون في هذه الجبال و تشعر أن راحة الدنيا و راحة الآخرة في راحتيك….

هذا قدرنا…

هذا قدر سوريا…

لا تستطيع أن تختار قدرك كما لا تستطيع أن تختار اسمك. نحن عملاء لضوء القمر في تدمر لأن فينا صرخة زنوبيا إياها، وليس نعيق ابو رغال….

على فكرة طيف زنوبيا مازال يتجول بين الحارات الدمشقية، على ذمة أحدهم، هي أحياناً تقدم القهوة في قصر الضيافة هناك في الربوة…

إذاً إلى كل:

تلك الببغاوات التي تظهر على الشاشات…

إلى ناقري الدفوف إياهم….

إلى الذين لا يجيدون إلا تسويق الغبار…..

إلى الذين لا يفرقون بين سيف الدولة و كافور الاخشيدي…

إلى الذين أفواههم حين يتكلمون هي أفواه الضفادع…

إلى الذين يعيشون في ثقوب الأبواب و يتنفسون ثاني أوكسيد العار….

إلى الذين يغتسلون و يغتسلون بالعار…

إلى الذين يأتون من بطون أمهاتهم و هم يحملون الرايات البيضاء….

إلى الذين دونت على بطاقة هويتهم هذه العبارة: الوضع العائلي بيدق شطرنج….

إلى كل تلك الأحذية التي تلهث و تلهث بحثاً عن قدمي السلطان العثماني…

 

إليكم كلكم تذهب هذه الكلمات حتى ولو سيراً على الأقدام، سوريا لن تنحني، هذا ليس كلاماً للريح، هذا كلام لذاك الدم الجميل، لذاك الدم السوري العبقري…..

لقد تحملت سوريا الكثير و الكثير لكي لا تتحول هذه المنطقة إلى موطئ قدم للشيطان الرجيم….

من ينسى أمهات الذين استشهدوا؟ لأمهات الذين استشهدوا، لأمهات الذين ينتظرون ( و ما بدلوا تبديلا) تنحني هذه الكلمات…

نعم، هذه حرب الذاكرة، وكما أيقظ فينا كل من ساطع الحصري وجبران وزكي الارسوزي عروبتنا بعيد أربعة قرون من الظلام العثماني، يوقظ فينا ابو عبيدة ومحمد الضيف ويحيى السينوار ذاكرتنا التي يريد صاحب المنشار دفنها بين فخذي مونيكا وفيرونيكا…..

 

نعم، هاهم بضعة ملايين منهم قد صاروا في الملاجيء أو نزحوا….

تسألون ماذا افعل أنا؟؟….

أمارس المتة وأشاهد مباراة في أحد المقاهي…

على فكرة ثمن كأس المتة هذا هو واحد على خمسين من راتبي، ولكنني لست في الملجأ احصي الصواريخ….

 

ساعود بعد قليل إلى بيتي واكتب هذه المقالة، واولادي غداً صباحاً سيذهبون إلى مدرستهم، مدرستهم التي مازالت حتى تاريخه شبه مجانية…..

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل اقتربت العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا من تحقيق غاياتها؟ وماذا كسبت روسيا من حربها؟

  ميخائيل عوض بعيدا عن المواقف العقائدية واللغة الخشبية لتي ميزت ردود الفعل على العملية الخاصة الروسية قبل سنتين وسيل التشكيك والتحليلات التي جزمت بخسارة ...