نقلت شخصيات لبنانية زارت الولايات المتحدة أخيراً أن أعضاء في الكونغرس يشنّون حملة على الجيش اللبناني، مطالبين بوقف تمويله لعدم اتخاذه أي إجراءات ضد حزب الله. ويقول هؤلاء إن موقف المؤسسة العسكرية والحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية يتماهى تماماً مع موقف الحزب. إلا أن المصادر نفسها نقلت عن مسؤولين أميركيين أن «هذا أمر غير ممكن لأن هناك حاجة ماسة إلى الجيش الذي سيكون له دور في الجنوب في المرحلة المقبلة».
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سيزور بيروت نهاية هذا الأسبوع، فيما أُلغيت الزيارة التي كانت مقرّرة أمس لوزير الخارجية المصري سامح شكري. وقالت مصادر متابعة إن الزيارة أُرجئت، مرجّحة أن يكون «التأجيل مرتبطاً بوصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة للبحث في صفقة الأسرى في غزة». وأضافت أن «البحث في شأن لبنان سيُجمّد لفترة لأن التركيز حالياً هو على ملف غزة»، فضلاً عن أن «النقاش بشأن الجبهة الجنوبية لم ينضج بعد».
وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر مطّلعة أن «لا جديد في ما خصّ الجبهة الجنوبية، وما رُوّج عن اقتراحات للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين كانَ مبالغاً فيه». وأضافت أن «عدم زيارة هوكشتين لبيروت بعد تل أبيب ليس مرتبطاً بفشل محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، إذ إن أحداً لم يُبلغ بأنه سيزور لبنان ولم تُطلب له أي مواعيد». وأشارت إلى أن «الأميركيين اقتنعوا أخيراً بأن أي اقتراح سيتقدّم به هوكشتين لن يكون واقعياً قبل حسم الوضع في غزة، خصوصاً أن حزب الله يرفض أي بحث قبل وقف العدوان»، مشيرة إلى أن «التهويل الإسرائيلي غير واقعي لأن ما لم تسمح به الولايات المتحدة في عزّ الأزمة خشية أن يقود إلى حرب شاملة، لن تسمح به في ظل الضغوط التي تمارسها على كل الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة». ورجّحت المصادر أن تنعكس التهدئة في غزة هدوءاً في جنوب لبنان، «غير أن مسار المفاوضات سيكون مختلفاً وقد يأخذ وقتاً طويلاً»، إذ إن ما يواجهه الإسرائيليون من أزمة نزوح المستوطنين في الشمال لم يشهدوا له مثيلاً في مستوطنات غلاف غزة، ما يشكّل أزمة للمستوييْن السياسي والعسكري.
وفي هذا السياق، أظهرت دراسة نشرها موقع «تايمز أوف إسرائيل» أن ربع الإسرائيليين يعانون من شعور بالهلع والعجز وفقدان الثقة بجيشهم وحكومتهم بشكل عام، فيما أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن مستوطني الشمال ليس لديهم أُفق للعودة إلى المستوطنات في ظل إخفاق حكومة بنيامين نتنياهو في طمأنة مخاوفهم، لا عبر الجهود الدبلوماسية ولا من خلال الجهود العسكرية التي فشلت في تحقيق أهدافها عند الحدود مع لبنان وفي قطاع غزة على السواء.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن العقيد في الاحتياط في جيش العدو كوبي ماروم، أن الأشهر الأربعة من حرب الاستنزاف فشلت في تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثّل في القضاء على حزب الله في الشمال.
في غضون ذلك، واصل حزب الله ضرب المواقع والتجهيزات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. واستهدف مقاتلوه أمس موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتجمّعاً لجنود العدو في محيطه بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيهما إصابات مباشرة. كما استهدفوا التجهيزات الفنية في موقع راميا، وقاعدة خربة ماعر بصاروخ «فلق 1»، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع المرج. ونعى حزب الله المقاومَين محمد جعفر عسيلي (أنصار – الجنوب) وحسين محمد شمص (اللبوة – البقاع). كما استشهد مواطن وأصيب اثنان جرّاء غارة على منزل في بلدة الخيام. وشنّ الطيران الحربي المعادي 8 غارات بالصواريخ على دفعتين، استهدفت أنحاء متفرقة من المدينة. واستهدفت الطائرات المُسيّرة المعادية فجراً مبنى مضخات مياه الوزاني بصاروخ، ما أدّى إلى تضرر الشبكة. كما خرق الطيران المعادي جدار الصوت على علو منخفض وألقى بالونات حرارية في أجواء الجنوب. فيما قصفت مدفعية العدو أطراف بلدة طيرحرفا وحرج يارون وتلة هرمون جنوب غرب البلدة، وأطراف بلدات راميا وبيت ليف وعيتا الشعب وحولا ومركبا. وأطلق زورق معادٍ قنبلتين صوتيتين وقنابل مضيئة في أجواء الرقعة البحرية التابعة لفلسطين المحتلة مقابل الطفاف رقم 4 المقابل لرأس الناقورة.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية