آنا عزيز الخضر:
وثقت السينما السورية، الكثير من الحقائق التي عاشها الناس من جراء حربٍ بشعة، خربت كل جانب وتركت أثرها على النفوس والعقول.
إنه ما جعل للسينما خصوصيتها، ولاسيما أنها وبرغم كل الظروف، وسّعت نتاجها الإبداعي بوجود معطيات كثيرة، أولها صندوق المنح الإنتاجية الذي فتح الطريق أمام الموهوبين، لتخرج إلى النور مئات الأعمال المتميزة، إضافة إلى مهرجان سينما الشباب باستمرار، وإقامة معهد للسينما مؤخراً.. المعهد الذي توج دورات دبلوم السينما وعلومها، والذي فتح الطريق أمام الشباب المبدعين، لإنتاج أفلام كثيرة، والأخذ بأيديهم إلى التجربة الميدانية، مستندين إلى الواقع.
من هؤلاء، الفنان “محمد المحاميد” الذي تحدث عن فيلمه الجديد “فراشات” قائلاً: “فيلم فراشات هو فيلم واقعي، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، ويحكي عن شاب يدعى “زكريا” فقد عائلته بعد الحرب.. يمشي فوق الركام ليستعيد ذكرياته مع عائلته الصغيرة.. خيال الظل المرسوم على الحائط بشكلِ فراشات، والألعاب والكتب والأفلام، وأحاديثهم البسيطة المتضمنة أسئلة وجودية، عن الحياة وعلاقة الإنسان مع الإله”.
وعن السينما بشكلٍ عام، ودورات الدبلوم، تابع حديثه: تأتي أهمية دبلوم العلوم السينمائية، من كونه أتاح لكثيرٍ من الموهوبين، الدراسة في بلدهم وتطوير موهبتهم، فقد أعطاهم القدرة والفرصة والحظ الذي يتمنونه.
من ناحية أخرى، للدبلوم أهمية كبيرة في رفد الوسط الفني بكوادرٍ ودمٍ جديد من الشباب، وذلك لرفع المستوى الفني الذي يجعلهم يصلون إلى العالمية، فلقد تخرج منها إلى الآن 6 دفعات، أغلبهم يعملون في السينما والدراما والتلفزيون، ومنهم من أخرج أفلاماً حصلت على جوائز، فقد كان الدبلوم هو اللبنة الأساسية لتأسيس المعهد العالي للفنون السينمائية، الذي بدأ هذا العام بدفعته الثانية، وهذا مؤشر كبير لتطور الدراما في بلدنا.
أما عن الأفلام ودورها ورسالتها، فقد قال: لطالما كانت الأفلام واحدة من أهم الفنون، وأكثرها إثارة للجدل، وتأثيراً في المجتمع بطريقة إيجابية في الدول المتقدمة، وبنحو سلبي في الدول النامية، وقد يكون هذا واضحاً جداً في الفترة الأخيرة، خاصة في الوطن العربي، بالشكل السلبي للأسف، وعلى الرغم من الفوائد الكثيرة لمشاهدة الأفلام، يعتقد البعض أن الأفلام ما هي إلا مجرد وسيلة لتضييع الوقت، فهي من أهم الوسائل الثقافية القادرة على التأثير وخلق الوعي، عدا عن الفوائد الجانبية منها، كما أن فوائد مشاهدة بعض أنواع الأفلام، هي تقوية الجهاز المناعي وتخفيف الضغط النفسي، أيضاً أنها تتيح التعرف على الثقافات الأخرى.
ومما يميز الأفلام عن غيرها من طرق نشر الوعي، أنها ليست وسيلة مملة للتوعية، بل تقوم بتوصيل الرسالة للمشاهد بطريقة ممتعة، وبأمثلة أمامه تجعله أكثر تأثراً.
كما أن الأفلام تعد مصدراً مهماً للإلهام، خاصة الأفلام المقتبسة عن القصص الحقيقية، فدائماً تعطينا رسائل إيجابية، تعلمنا أنه لا يوجد شيء مستحيل فى الحياة، كما نتعلم منها أيضاً طرق التعامل في المواقف الحياتية المختلفة وعواقب الأفعال.
ويعدّ الترفيه هو الوظيفة الأساسية للسينما، فمشاهدة الأفلام قد تساعد على التخلص من الاكتئاب..
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة