ميساء الجردي:
لازال داء السكري يشكل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الصحة العامة في القرن الحادي والعشرين، حيث تجاوزت معدلات انتشار المرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المعدلات العالمية لتصل إلى المعدلات الوبائية، حيث يؤثر المرض على 14% من سكان المنطقة، لهذا فإن الاحتفال السنوي باليوم العالمي لداء السكري يشكل جانباً مهماً لتسليط الضوء على واقع هذا الداء من حيث الإصابة والخدمات والعلاج. وعليه فقد أقامت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحية العالمية احتفالية اليوم العالمي لداء السكري تحت شعار (تعزيز الوصول للخدمات العلاجية والرعاية الصحية لمرضى داء السكري).
زهير السهوي مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة بوزارة الصحة بيَّن أهمية هذه الاحتفالية لإحياء اليوم العالمي بداء السكري الذي يصادف بتاريخ 14 تشرين الثاني من كل عام كتذكير لمكتشف الأنسولين عام 1922، والذي تم تحديده كيوم عالمي للسكري عام 1991 من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن التهديد الصحي المتصاعد الذي يشكله مرض السكري.
وأكد على دور وزارة الصحة في هذا الجانب على الرغم من الحصار الاقتصادي الأحادي الجانب المتزامن مع حدوث جائحة الكورونا حيث طرحت الوزارة عدة أهداف مثلى لما فيه مصلحة المواطن، ومنها رفع مستوى الوعي حول تأثير داء السكري في المجتمع، وتشجيع التوعية بطرق الوقاية من داء السكري من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني، وتعزيز دور الأسرة في التثقيف الصحي في العلاج والوقاية من مضاعفات وزيادة الوعي حول العلامات التحذيرية للإصابة به.
وأشار السهوي إلى أن وزارة الصحة دأبت على تأمين خدمات التشخيص والعلاج المجاني، وتأمين الفواحص الفموية والأنسولين من خلال عياداتها ومراكزها الموزعة في مديريات الصحة في كافة القطر، كما دأبت على التعليم الطبي المستمر من خلال إنجاز العمل والاستمرار بتأهيل الكادر الطبي العامل بالمراكز الصحية، وإنشاء قاعدة بيانات وإيجاد برامج إحصائية لمرض السكر بشكل خاص، ولمرضى الأمراض المزمنة بشكل عام.
من جانبها بينت الدكتورة هيام بشور من منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 50 مليون شخص يعاني من داء السكري ما يشكل عبئاً كبيراً على الصحة العامة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية فإذا لم تتخذ الإجراءات المناسبة من المتوقع أن تتضاعف الحالات في المنطقة بحلول عام 2045، مشيرة إلى أن داء السكري هو سبب رئيسي للوفاة المبكرة، وله عواقب صحية خطيرة كزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية واعتلال الشبكية السكري والعمى والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض، الأمر الذي جعل مرضى السكري يحتاجون إلى رعاية ودعم لتدبير حالتهم وتجنب المضاعفات، وخاصة أننا وبعد 100 عام من اكتشاف الأنسولين مازال الملايين من مرضى السكري يفتقدون للرعاية الطبية اللازمة.
وأكدت بشور في كلمتها خلال الفعالية أن جائحة كورونا سلطت الضوء على واقع الأشخاص المصابين بالسكري، وكشفت عن نقاط ضعف في النظم الصحية والحاجة إلى دعم خدمات الأمراض المزمنة كجزء أساسي من الخدمات الصحية الأساسية، وتتراكم الأدلة العلمية حول المخاطر التالية للإصابة بعدوى الكورونا بين الأشخاص المصابين بمرض السكري، ووفقاً لمسح التقييم السريع خلال جائحة كورونا تبين أن 42% من خدمات رعاية مرضى السكري قد تعطلت بشكل جزئي أو كلي، وقالت: إن الهدف الرئيسي للاحتفال باليوم العالمي للسكري 2021 هو لفت الانتباه إلى القضايا المهمة المتعلقة بالوقاية من مرض السكري وتدبيره وإبقاء مرض السكري في دائرة الضوء العامة منها وحتى السياسة.
وتحدثت الدكتورة أمل حرفوش رئيس الجمعية السورية للسكري عن هذا الداء عند الأطفال وكيفية الرعاية بالأطفال السكريين، مبينة أن الفعالية اليوم ركزت على مشاركة أكثر من 50 طفلاً من الجمعية بنشاط ترفيهي تثقيفي وتدريبي بوجود ذويهم، وذلك محاكاة لليوم العالمي، مع تقديم أجواء مرحة للأطفال، وتعليمهم كيف يأخذون إبرة الانسولين بنفسهم، وكيف يمكن أن يقوموا بالتحليل دون الاستعانة بالمحيط، إضافة لتقديم معلومات للأهل تساعدهم في العناية بأطفالهم المصابين من حيث الغذاء والحمية والأنشطة الرياضية. ولفتت حرفوش أن الأطفال في الجمعية بشكل عام والبالغ عددهم حوالي ألف طفل أصبحوا قادرين على التعايش مع إصابتهم، وهم لا يشعرون بأي اختلاف عن الأطفال غير المصابين
(سيرياهوم نيوز-الثورة28-11-2021)