فاتن أحمد دعبول:
صدر العدد 106 للعام 2021 من مجلة الحياة السينمائية الصادرة عن وزارة الثقافة” المؤسسة العامة للسينما” وتميز العدد الجديد بعناوينه اللافتة التي تطرقت إلى تفاصيل عن الأعمال السينمائية بطريقة أكاديمية تغوص في أعماق العمل وتقنياته.
وتحت عنوان” فوتوغرافيا” افتتح العدد بالحديث عن الاستيلاء على أرشيف الزمن حيث وجدت سوزان سونتاج في التصوير الفوتوغرافي محاولة استيلاء على الزمن، واستعادة الماضي من وجهة نظر ثقافية وانثربولوجية، وهي بذلك وثيقة تمثل قوة الأرشيف التاريخي وسلطة المؤسسة التي تتخذ الصورة برهاناً أو دليلاً.
وكتبت ناهد صلاح تحت عنوان” هل تصنع كورونا سينما موازية للواقع” تقول: إن ما حدث بسبب كورونا كان لأول مرة توقفاً لأسباب صحية، شملت العالم بأكمله، والتوقف كوني، وباء عاصف عطل كل شيء حتى صناعة السينما وطغى على الحياة وأعاد ترتيبها.
كما تطرق العدد إلى سيرة الفنان الراحل خالد تاجا وهو الممثل من طراز خاص لا يشبه إلا نفسه، حضوره استثنائي يضفي بصمته الشخصية على الدور الذي يلعبه مهما كان صغيراً، تمكن من تحطيم القوالب الجاهزة منذ ظهوره الأول في فيلم” سائق الشاحنة” .. إنه بطل الظل..
ومن المكتبة السينمائية توقف العدد عند كتاب” الشكل الفيلمي” للكاتب الروسي سيرجي آيزنشتاين وهو مقالات في نظرية الفيلم، ويعد الكتاب التأسيسي الأهم في مجال دراسة السينما ووصفه الباحث البريطاني ريتشارد نايلور بالقول” إذا كان هناك أحد يستحق أن يوصف بأنه شكسبير السينما، فمن الواجب أن يكون هو سيرجي آيزنشتاين، ويعتمد في تركيب الفيلم على بنيته البصرية وطريقة توليف العناصر السينمائية ..
وفي بحثه توقف بديع صنيج عند المفكر والروائي الإيطالي” أمبرتو إيكو” والسجالات التي دارت حول رواية” اسم الوردة” التي تحولت إلى فيلم من إخراج الفرنسي جان جاك أنو، وقد رسم الروائي فيه صورة عميقة وجذابة للمناخات الفكرية السائدة في ذاك العصر 7231، ولا سيما في أجواء الطوائف الهرطوقية وفضاء الصراع على السلطة داخل الكنيسة نفسها.
العدد غني بعناوينه وأبحاثه التي تسلط الضوء على عالم السينما المحلية والعالمية، وتقنياتها، وأبرز صناعها من السنمائيين والروائيين والفنانين.
الحياة السينمائية، مجلة فصلية تقع في 144 صفحة من الحجم الكبير، وتضم بين دفتيها أبحاثاً ودراسات جديرة بالقراءة والاطلاع.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة