| ناصر النجار
تختتم اليوم الثلاثاء مباريات الدوري الكروي الممتاز وسيتم في نهايته تنصيب البطل للموسم الجديد، والبطولة باتت محصورة بين الفتوة وأهلي حلب، الفتوة حظوظه أكبر واللقب بين يديه ويكفيه الفوز على المجد ليتوج بغض النظر عن بقية النتائج، أما أهلي حلب فيحتاج إلى الفوز على تشرين ولا شيء غيره على ألا يحقق الفتوة الفوز وأن يتعثر ولو بالتعادل.
كل النتائج وغيرها تصب بمصلحة الفتوة إن تعادل وتعادل الأهلي وإن خسر وخسر الأهلي، فهذا كله يمنح اللقب لفريق الفتوة، وهو لقب إن حققه يكون بعد انتظار طويل فآخر مرة حقق فيه الفتوة اللقب كان موسم (1990/1991).
وللأسف كما شاهدنا وتابعنا فإن الكثير من الفرق التي كانت منافسة على اللقب والصدارة فشلت في هذا التحدي ليتأكد للجميع مقولة إن بطل الدوري يحتاج إلى فريق يملك النفس الطويل.
وهذا الأمر يدعو إدارات الأندية لمراجعة حساباتها مع كرة القدم ونجد أنها وقعت في مخاطر التخبط وسوء إدارة كرة القدم ولعل الأبرز في هذه الجزئية عدم الاستقرار الفني في الأندية، فكما نعلم أن كل أندية الدوري بدلت مدربيها غير مرة فما استفادت وماذا جنت؟ فلا جبلة عندما تعاقد مع ماهر بحري جلب له البطولة، ولا تغيير فراس معسعس في الوثبة رفع الفريق، بل إنه أحبط وبات يتلقى الخسائر من الصغير والكبير، أما في الوحدة فلم يحقق أحمد عزام أي فوز، وأسفي على ناد بحجم الوحدة وجماهيره أن يكون هدفه النجاة من الهبوط!!
من هذه الأمثلة ندرك أن سوء اتخاذ القرار بتبديل المدربين كان شراً مستطيراً على الأندية ولو أنها صبرت على مدربيها الأصليين لاستفادت فنياً ولحققت معادلة مهمة بعملية التناغم والانسجام بين الكوادر واللاعبين، لكن كثرة التبديل تشتت الذهن وتضعف البنية الفنية والبدنية للفريق وهذا ما رأيناه بأم العين.
أيضاً موضوع (الميركاتو الشتوي) لم يأت بأي جدوى مفيدة على الأندية، فلم نجد الأندية التي رممت صفوفها بأكثر من لاعب استفادت من هذا الترميم، إلا باستثناءات بسيطة وخصوصاً للاعبين العائدين من الاحتراف الخارجي، أما بقية اللاعبين فلم يكونوا أفضل من غيرهم ولم يقدموا أي إضافة لفرقهم، بل وجدنا بعضهم كان عالة على الفريق والبعض الآخر لم نره على أرض الملعب، فلماذا تم التعاقد مع هؤلاء إذاً؟!
لذلك نجد أن الملاحظة الأولى في أنديتنا تكمن في ضعف الرؤية الفنية، ونعتقد أن أغلب أنديتنا أنفقت المال الكثير على كرة القدم من دون طائل، لأن الإنفاق لم يكن مجدياً ولعل المصالح الشخصية لعبت دوراً في ذلك من خلال التعاقدات مع اللاعبين ومع المدربين من دون أي فائدة محتملة أو منظورة.
جولة سريعة
عودة إلى مباريات الأسبوع الأخير فإن الأنظار تتركز على مباراتي دمشق بين الفتوة والمجد على ملعب الجلاء وعلى مباراة حلب بين أهلي حلب وتشرين على ملعب الحمدانية بالنسبة للمنافسة على القمة، وستتركز الأنظار على تفادي الهبوط على ملعب الفيحاء بين الوحدة وجبلة وعلى ملعب الباسل باللاذقية بين حطين والطليعة، هذه المباريات الأربع ستقام اليوم، أما لقاء الجيش مع الوثبة فسيقام غداً على ملعب الجلاء.
وجهة نظر المراقبين أن فريق المجد في وضع لا يحسد عليه لأنه يواجه فريقاً قوياً عينه على اللقب، لذلك قد يكون المجد الحلقة الأضعف في المباراة، لكن من المؤكد أنه يعرف أن خسارته للمباراة تعني هبوطه الحتمي إلى الدرجة الأدنى، وهذا يفرض عليه أن يلعب بقوة وشراسة من أجل الحصول على نقاط الأمان، صحيح أن موقف المجد صعب جداً لكن لا مستحيل بكرة القدم.
من الطبيعي أن يزج الفتوة بكل أوراقه في هذه المباراة لأنها مصيرية له، فإما أن يفوز باللقب أو أن يخسره، لذلك لا مكان لأنصاف الحلول ولا مكان للتهاون أبداً، والتوقعات أن تتابع مباراة مثيرة بكل تفاصيلها.
مباراة أهلي حلب وتشرين تجري على الهدف نفسه، لكنها على النقيض، الهدف يكمن في سعي أهلي حلب للفوز على أمل أن يطبّ الفتوة ولو بالتعادل، أما النقيض في المباراة لكون الطرف الآخر قوياً ومتيناً مع الإشارة إلى أن مدرب تشرين محمد عقيل الذي قيل إنه استقال قبل المباراة يريد أن يثبت للأهلي وهو الخارج من بين ظهرانيهم أنه مدرب يحسب له ألف حساب وأنه أعد فريقاً مهاب الجانب، المباراة لا خيار فيها إلا الفوز أمام الأهلي وتشرين الذي لم يعتد منذ زمن الخسارة لا يريد أن يودع الدوري بخسارة.
في اللاذقية فإن القلوب ستكون شاخصة نحو ملاعب الدوري كلها فالطليعة وحطين يرتقبان ما ستؤول إليه نتيجة المجد ونتيجة الوحدة، فخسارتهما تعني أن الفريقين نجوا مهما كانت النتيجة التي ستنتهي عليها المباراة، جميع المهددين بالهبوط يتمنون اليوم خسارة المجد لترتاح أعصابهم ولينتهوا من موسم عصيب على خير، وجه المقارنة بين حطين والطليعة متقارب فالفريقان متكافئان والطليعة يتفوق على حطين بفارق نقطة واحدة وقد ترضيه نقطة التعادل وقد تكون كافية للفريقين حسب ما ستؤول إليه نتائج فرق دمشق.
في الفيحاء يستضيف الوحدة ضيفه جبلة، الوحدة بحاجة إلى الفوز ليضمن بقاءه وجبلة يحتاج إلى الفوز ليعزز موقعه في المركز الثالث، لأن الخسارة قد تهبطه إلى رابع الترتيب، في الميزان الفني فإن جبلة أفضل من مستضيفه بكل الأحوال، والمباراة قد تذهب إلى التعادل وإن كان احتمال فوز أحدهما ليس بمستغرب.
مباراة الأربعاء بين الجيش والوثبة هي لتبادل المراكز، الجيش في الخامس ويتقدم على الوثبة بفارق نقطة، لذلك فإن التعادل سيبقي الجيش خامساً والوثبة سادساً وفوز الجيش يزيد من نقاطه لكن لا يرفعه أي درجة، أما فوز الوثبة فسيجعله يحل محل الجيش على سلم الترتيب، بكل الأحوال المباراة ستكون ودية لأنها بعيدة كل البعد عن كل الضغوط وأي نتيجة ستنتهي إليها المباراة ستكون ضمن دائرة التوقعات.
احتمالات الهبوط
الطليعة 14 نقطة وهو الوحيد الذي يكفيه التعادل مع حطين بغض النظر عن النتائج الأخرى للمجد والوحدة والخسارة تبقيه بشرط عدم وصول الوحدة للنقطة 14.
حطين يحتاج إلى الفوز والتعادل يكفيه في حال خسر الوحدة أو تعادل المجد، والخسارة تبقيه في حال خسر المجد.
الوحدة يحتاج إلى الفوز وبالمختصر هو مطالب بنتيجة مماثلة لنتيجة المجد مع الطليعة فإن خسر لا ضير بخسارته وإن تعادل يحتاج إلى التعادل وإن فاز فهو مطالب بالفوز.
المجد مطالب بالفوز على الفتوة والتعادل لايقوده للفاصلة مع الوحدة إذا خسر الوحدة مع جبلة.
فاصلتان
ربما نشهد احتمالين للفاصلة، إذا تساوى الوحدة والمجد بـ13 نقطة وإذا تساوى الوحدة وحطين بـ14 نقطة، وإذا تساوت الأندية الثلاثة الوحدة وحطين والمجد بثلاث عشرة نقطة وعندها يبقى الوحدة وحطين ويهبط المجد.
أما إذا تساوى الوحدة والطليعة بـ14 نقطة فالأفضلية للوحدة، وإذا تساوى المجد مع حطين بـ13 نقطة فالأفضلية لحطين.
نتائج الذهاب
الفتوة فاز على المجد بالذهاب بهدفي عبد الرحمن الحيسن وعدي جفال، تشرين فاز على أهلي حلب 2/1، سجل للأهلي مصطفى الشيخ يوسف وسجل لتشرين نصوح نكدلي وخالد مبيض، حطين والطليعة تعادلا في الذهاب بلا أهداف، جبلة فاز على الوحدة 3/صفر، وقد سجل لجبلة عبد القادر عدي ومحمود البحر من جزاء وسلطان سلطان، مباراة الجيش مع الوثبة فاز بها الوثبة بهدف وائل الرفاعي وشهدت المباراة طرد مدافع الجيش أحمد الصالح.
وهذا يعني أن نتائج الذهاب تتوج الفتوة وتهوي بالمجد لمرافقة الجزيرة إلى الدرجة الأولى.
ويبقى لقب الهداف بمأمن عند مهاجم جبلة محمود البحر.
سيرياهوم نيوز1-الوطن