د.ريم حرفوش
مرايا الضياء تفضح وجهك الحزين ..
ينتظر بكل صبر على كل المحطات ..
قد حجز موعداً مع دهر ٱخر ..
حيث يزرعون الابتسامات فتزهر قمحاً كالذهب يشع بريقه في العينين ..
تنسكب تنهيداته قصائد ورد ونار ..
يركب الشمس ليستحم من عتمٍ يحاصره حيث سجنوه ..
من بين القضبان يلوح الغيم له وهو قابع في الزاوية المنسية ..
يعلّق مشانق لقضاياه العالقة والقدر المشبع بالتهكم والسخرية ..
والنجوم المستوطنة في السماء ..
تشرب نخبك كأساً تلو الٱخر ولاترتوي ..
وأنت تسكر وتسكر وتبدأ بالهذيان والرقص والبكاء ..
ضحكوا عليك وأعطوك وطناً ملوناً ..
تنام فيه الريح وتغفو ..
حتى بعنا الأمان بقوارير العطر بأبخس الأثمان ..
وعندما خرج المارد من القمقم باع ضحكات الأطفال مع نفايات القمامة ..
وعلى فراش القهر استباحوا لقمة العيش ..
غادرت العفة على عجل تحت جنح الليل ..
دفعوا لها رغيف خبز وزوادة لعشر أطفال ..
شطبوا اسمها من خريطة الطريق إلى الوطن ..
ومن سجلات النفوس ..
بلا حدود ولاحتى نوافذ حتى الثوب أخذوه ..
وصلبوا الجسد على ضريح الكرامة المهدورة ..
تفقد الذاكرة احداثياتها وتتوه .
تلاحق ذاتها خلف الأبواب الموصدة وعلى أرصفة النسيان ..
يعلو لهاثها ويتسارع النبض وتشهق للمرة الأخيرة ..
من أنت .. أين هويتك .. أين عنوانك ..
انا لاأسكن .. من أنا مجرد ابتسامة بلهاء ..
يتوقف المارة يحاولون معه إيجاد جواب ..
قبض عليه الشرطي انت مدمن ..
كم كأساً شربت ..
أنا فقط كنت أعد الأقداح الفارغة .. وأهذي ..
أترنح .. أقع ..
غادر القوم وتركوا الجثث في الشوارع ..
غداً أو بعد غد قد يرمون مالم يأكله القهر في البحر ..
يتابعون القهقهة ويشربون مع الشياطين والأشباح الكأس مابعد المئة ..
انطفأ ٱخر نجم ..
لكن وجهك بقي يضئ ويقض مضاجعهم ..
ارتداه العتم أساور من حرير
ولهب ..
أشعل قناديل الزيت في حدائق الأحلام وغفا بأمان ..
عارٍحتى من ملامحه ماعاد لديه شيء ليسرقوه ..
كانت أمنياته وطناً من سقف وسرير وبعضاً من نور ..
أشعلوا به الحرائق فالشتاء بارد ..
والوطن سيموت في موسم الصقيع ..
اجتمع الصغار ليلاً وعانقوا النور ..
وفي الفجر كان كل ماهنا مجرد رماد ..
لم يبق إلا وجه الضياء ..
وطيف ابتسامة من نور ….
وبقايا وطن ……
(سيرياهوم نيوز ٢)