| مصعب أيوب
المعلم هو المحرك الرئيسي في العملية التعليمية ومنه ينطلق الطالب نحو مستقبله لأنه يذهب مواظباً كل صباح إلى عمله لبناء جيل مثقف مدجج بالعلم والمعرفة وهو منهل لا ينضب وشمس ساطعة في سماء المعرفة تنير درب سالك العلم.
والمعلم يعد العنصر الفاعل للقضاء على الفوضى والهمجية من خلال غرس الخصال النبيلة والقيم والفضائل في عقول الطلاب الخصبة.
انطلاقاً من دوره المفصلي في المجتمع وتكريماً لعطائه تم تخصيص يوم الخميس الثالث من شهر آذار للاحتفاء بالمعلم والإشادة بمواقفه وتضحياته وها هو عيد المعلم يعود ليجدد العهد بين الطلاب والمعلم لعظم المسؤولية الملقاة على عاتق صانع الأجيال لتحفيزه من أجل تقديم ما هو سام ونبيل.
صاحب أثر طيب
فاتن كوكة أستاذة في كلية الآداب بجامعة دمشق تقول: «بالعلم ترتقي الأمم وتسمو الشعوب فالتعليم رسالة سامية ومهنة راقية مرتبطة بأهداف نبيلة».
وتحدثت كوكة لـ«الوطن»: إنها رسمت لنفسها هدفاً ثابتاً منذ بداية دراستها الجامعية وكانت شديدة الإصرار للوصول إليه وهو نيل درجة الدكتوراه والإسهام في بناء مجتمع واع متمكن من أدوات البحث العلمي ولاسيما البحوث التي تحقق تطور وازدهار للبلد وأهله وتحجز له مكاناً في مصاف الدول العالمية المتقدمة.
وأضافت إنها فعلت ما بوسعها لتحقيق ذلك وأدت واجباتها على أكمل وجه بحب وإخلاص واحترام للمكان الذي احتضنها ولمن فيه، ونوهت بأن الأستاذ الجامعي الذي يترك أثراً طيباً في نفوس طلابه يحفز لديهم شعور الحماس ليكونوا مثله، كما أكدت أن الإنسان يجب ألا يتوقف عن التعلم وتطوير خبراته ومهاراته في قطاع التعليم وتوسيع آفاق معارفه وعلومه، لتختم أن مهنة التدريس تشعرها بأهمية وجودها في المجتمع.
التعاضد والتكاتف
كما يقول مدرس مادة الجغرافيا مازن عبد الله في إحدى المدارس الثانوية: إن أهم ما يجعله سعيداً هو رؤية طلابه يتفوقون ويتقدمون في المراحل العلمية واحدة تلو الأخرى ويحققون النجاحات ولاسـيما إذا ما انعكس ذلك خلال تصرفاتهم وتعاطيهــم مع أساتذتهم في بيئة يضمها الاحترام والمودة وهو ما يجده بين الحين والآخر عندما يزوره بعض الطلبة في منزله سواء في الأعياد الرسمية أم المناسبات المهمة أو للاطمئنان عليه عندما يتغيب عن المدرسة لعارض صحي.
وأشار إلى أن على المعلـــم زرع روح التعـــاون والتكـــاتف بين الطــلاب وأيضـــاً يضـــيء لهــم شـــعلة لا تنطفئ من النور توافقهم لأبعد الحدود.
فرصة مواتية للحب
أحد طلاب شهادة الثانوية العامة يصف المعلم بالشهيد الذي يضحي بروحه ودمه من أجل بقاء شعلة العلم متوقدة ودرب المتعلم مضاء، مبيناً أنه لا يمكن إنكار الدور المهم للمعلم في مساندة الطلاب للوصول إلى شواطئ النور وتجاوز ظلمة الجهل وبالتالي يكونون ضليعين بالمعرفة وسلاحهم العلم.
وأضاف: إن الاحتفال بيوم المعلم يتيح الفرصة أمامه ليعبر عن عظيم حبه لأساتذته وكم يقدر جهودهم ولاسيما أنه خصص بالتعاون مع زملائه بعد موافقة الإدارة نصف ساعة لتقديم عرض مسرحي بسيط في المدرسة احتفلوا فيه بالمعلمين وتقدموا ببعض الهدايا الرمزية لهم وقاموا بتجهيز وجبة إفطار متواضعة وبعض العصائر والحلويات، وكتب كل طالب بطاقة معايدة بأسلوبه الخاص وتشكر معلمه وأثنى عليه.
ثمار التشجيع
مدير ثانوية في محافظة دمشق الاستاذ عمر فواز يؤكد أن للمعلم دوراً محورياً وجوهرياً للتأثير في الفرد والمجتمع، فثمة كلمة طيبة وتشجيع وتحفيز من الأستاذ يثمر وينجم عنه جهابذة وقادة محنكون وثمة نتائج وخيمة يحصدها التلميذ في مستقبله بعد كلمة سلبية وجهها له أحد الأساتذة فأثرت به وقلبت الموازين بداخله، فعلى المعلم أن يحرص كل الحرص على الطالب وأن يكون هيناً ليناً مع التلاميذ بمزيج من الحزم والانضباط. وأفاد فواز: التعليم الممتاز يسهم في خلق الأمل والوعد بمستوى معيشة أفضل ولا يمكن أن نحصد هذا ما لم يكن لدينا أساتذة مؤهلون ومخلصون.
فالاحتفاء بالمعلم ليس فقط من أجله أو لأجل طلابه وإنما من أجل المجتمع كله إقراراً بالدور الذي يؤديه المعلم في بناء المستقبل.
سيرياهوم نيوز1-الوطن