آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » كأس أمم إفريقيا بنسختها الرابعة والثلاثين- ساحل العاج 2023 … المغاربة مرشحون بالنسخة المونديالية والسنغاليون للاحتفاظ باللقب

كأس أمم إفريقيا بنسختها الرابعة والثلاثين- ساحل العاج 2023 … المغاربة مرشحون بالنسخة المونديالية والسنغاليون للاحتفاظ باللقب

خالد عرنوس

 

أيام قليلة ونعيش على وقع الكرنفال الكروي للقارة السمراء من خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بنسختها الرابعة والثلاثين على أرض ساحل العاج التي تستضيف البطولة للمرة الثانية بتاريخها بعد قرابة أربعة عقود على تنظيم بلاد الأفيال للنسخة الرابعة عشرة ويومها توجت الكاميرون بلقبها الأول تاريخياً، وتقام البطولة بمشاركة 24 منتخباً للمرة الثالثة وسط توقعات بمنافسة حامية الوطيس على اللقب الذي يحمله منتخب أسود التيرنغا السنغالي وذلك للمرة الأولى بتاريخه بعد فوزه بركلات الترجيح على زعيم البطولة التاريخي المنتخب المصري، وبمشاركة قياسية للاعبين الناشطين خارج القارة السمراء ما يجعل الأضواء تتجه بشدة نحو ستة ملاعب موزعة على خمسة مدن لمتابعة 52 مباراة هي قوام البطولة بداية من لقاء الافتتاح الذي يجمع منتخبي ساحل العاج وغينيا بيساو مساء السبت القادم ونهاية بلقاء التتويج في الثالث عشر من شباط (فبراير)، وكالعادة نحاول في السطور التالية إلقاء الضوء على البطولة وحظوظ المنتخبات المشاركة وأهم النجوم الحاضرين فيها.

 

بطولة المواهب

 

لم يعد لاعبو كرة القدم من ذوي الأصول الإفريقية هامشيين أو لاعبين عاديين، فمنذ قرابة ثلاثة عقود اكتشف الأوروبيون منجماً لا ينضب جذوره في القارة السمراء وقد امتدت أغصانه لتشمل كل القارة العجوز بل تعدى الأمر ليصل إلى كل قارات العالم، فهاهم لاعبو كرة القدم القادمون من إفريقيا أو من ذوي الأصول الإفريقية يحكمون العالم، وهاهي بعض الأندية الأوروبية تخسر معظم قوتها بسبب إقامة بطولة كأس إفريقيا حيث سيغادر 288 لاعباً أوروبا باتجاه ساحل العاج للالتحاق بمنتخبات بلادهم في البطولة ما يزيد في أهميتها، فلم تعد تلك البطولة التي يشارك فيها لاعبون تعلموا اللعبة على السليقة وسط الأدغال أو جانب أكواخ الصفيح الفقيرة أو حتى في حواري القرى والمدن المزدهرة بل أصبحت بطولة للاعبين خلعوا رداء الهواية ليرتدوا ثوب الاحتراف في أقوى وأشهر الأندية في العالم، وبات الكثير من هؤلاء مؤثرين إلى درجة إعادة مطالبات الأوروبيين لإلغاء البطولة أو إقامتها في الصيف حصراً بعد التأثير الكبير الذي ستعاني منه بعض الأندية، فهناك أندية قد يصل عدد اللاعبين الراحلين إلى كأس إفريقيا لأكثر من النصف، ويكفي التذكير بأن 88 لاعباً ستخسرهم الأندية الفرنسية خلال مشاركة منتخباتهم في البطولة التي قد يمتد بعضها لشهر كامل.

 

تحت المجهر

 

بالطبع كل هذه الأمور وتطور الكرة بشكل عام في القارة السمراء أثر طرداً على مستوى المنتخبات الوطنية وأدى إلى انتظار عشاق اللعبة البطولة الخاصة بمنتخبات القارة والتي يطلق عليها بطولة الضواري أو الوحوش، على اعتبار أن معظم منتخبات القارة يطلق عليها أسماء خاصة بالحيوانات التي تشتهر بها بلدان تلك المنتخبات أو القارة على وجه العموم، فمن الأسود غير المروضة إلى النسور والأفيال والثعالب والفهود إلى التماسيح والصقور والسنجاب وغيرها.

 

في ساحل العاج تنتظر أن تكون البطولة مميزة ذلك أن أحد عشر بطلاً من ثلاثة عشر سبق لهم التتويج باللقب سيكونون حاضرين للمنافسة على الكأس إضافة إلى بعض المنتخبات الطامحة لكتابة التاريخ من تلك التي لم يسبق لها التتويج باللقب أو حتى بلوغ النهائي إضافة إلى عدد من المنتخبات الناشئة والتي بدأت بالظهور مؤخراً ومزاحمة كبار القارة، ومن المؤكد أن البطولة تشد أنظار وكلاء اللاعبين إضافة إلى مبعوثي بعض الأندية الكبيرة من أجل مشاهدة وتفحص بعض المواهب التي من الممكن أن تظهر في هذا الكرنفال والتي من الممكن أن تشكل مشاريع نجوم على غرار ميلا وبيليه وإيتو ودروغبا وماجر وغيرهم ممن أبهروا الكرة العالمية.

 

تطورات هائلة

 

بمن حضر وعبر بعض ممثلي القارة الإفريقية في لشبونة خلال اجتماع دوري للفيفا اتفق هؤلاء على إنشاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ومن خلاله إقامة أول بطولة تجمع منتخبات القارة السمراء وما هي إلا شهور قليلة حتى أصبح الحلم الذي سعى هؤلاء لتنفيذها بغية تطوير كرة القدم في القارة التي كانت معظم بلدانها تحت الاحتلال أو الحماية الأجنبية، ففي شباط عام 1957 انطلقت بطولة كأس إفريقيا للأمم بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط (مصر وإثيوبيا والسودان) واستبعد منتخب جنوب إفريقيا بسبب إصرار بلاده على إشراك منتخب من العرق الأبيض، وعاد هذا المنتخب منتصف التسعينيات أي بعد ثلاثة عقود شهدت اتساع رقعة المشاركين في البطولة ما استدعى إقامة تصفيات ومن ثم مشاركة 6 منتخبات في النهائيات ثم ثمانية ثم 12 و16 منتخباً منذ النسخة التي شهدت عودة البافانا بافانا حتى نسخة 2017 ثم ارتفع العدد مؤخراً إلى 24 منتخباً منذ نسخة 2019.

 

وشهدت البطولة خلال تاريخها إقامة 33 نسخة شهدت تتويج 15 بطلاً باللقب يتقدمهم المنتخب المصري بسبعة ألقاب (1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010)، تلاه منتخب الكاميرون (الأسود غير المروضة) بخمسة ألقاب (1984 و1988 و2000 و2002 و2017)، وجاء منتخب النجوم السوداء الغاني ثالثاً بأربعة ألقاب (1963 و1965 و1978 و1982) ثم نسور نيجيريا الخضر بثلاثة ألقاب (1980 و1994 و2013)، وتوج باللقب مرتين أفيال ساحل العاج (1992 و2015) وكذلك منتخب الكونغو الديمقراطية (1968 و1974) والمنتخب الجزائري (1990 و2019)، وتوجت باللقب مرة واحدة منتخبات: إثيوبيا (1962) والسودان (1970) والمغرب (1976) والكونغو (1972) وجنوب إفريقيا (1996) وتونس (2204).

 

بطل وأربع عيون

 

يبقى كبار القارة كنيجيريا وغانا والكاميرون وساحل العاج في مقدمة المرشحين للظفر بكأس النسخة الرابعة والثلاثين إلا أن منتخب أسود التيرانغا السنغالي حامل اللقب يتقدم هؤلاء جميعاً بما يضم من نجوم (ساديو ماني وخاليدو كوليبالي ونيكولاس جاكسون وإسماعيلا سار وشيخو كوياتي ويوسف سابالي.. وسواهم) تحت قيادة مدربهم أليو سيسيه، فهم مازالوا مرشحين للاحتفاظ باللقب وهو أحد المنتخبات التي لم تخسر في التصفيات (4 انتصارات وتعادلان)، ولم يخسر الأسود سوى مرة خلال أربع سنوات سابقة على مستوى المواجهات الرسمية وكانت أمام مصر بهدف في ذهاب تصفيات المونديال الماضي على حين استطاع الظفر بلقبه الأول بفضل أربعة انتصارات وثلاثة تعادلات ومنها النهائي مع المنتخب المصري قبل أن تنصفه ركلات الترجيح.

 

وتعتبر المنتخبات العربية الأربعة الكبيرة من المؤهلين لمزاحمة البطل وبالطبع فإن منتخب الفراعنة أو (أبناء الكنانة) هو المنافس الأبرز للبطل وخاصة بعدما كان بينهما في نهائي النسخة الأخيرة وتصفيات المونديال، ولا يقل المنتخب المصري الشقيق الذي يقوده المدرب البرتغالي روي فيتوريا في تجربته الدولية الأولى قوة خاصة بوجود محمد صلاح ومحمود تريزيغيه ومحمود كهربا وعمر مرموش وأحمد حسن كوكا وزيزو وأحمد حجازي وحمدي فتحي وسواهم، وسبق لمصر أن ظهرت في 25 نسخة وخاضت 107 مباريات (60 انتصاراً و20 تعادلاً و27 هزيمة والأهداف 168/90).

 

على درب المونديال

 

حققت المنتخبات الإفريقية منذ أربعة عقود بعض النتائج المميزة في بطولات كأس العالم الشيء الذي استوجب وضع هذه المنتخبات في مقدمة المرشحين للتتويج باللقب القاري، إلا أن هذا الأمر لم يحدث بل كانت لعنة المونديال تلاحق أصحابها، وهاهو منتخب أسود الأطلس المغربي حقق أفضل نتيجة لمنتخب إفريقي في كأس العالم ببلوغه مربع الكبار فبات الجميع ينظر إليه باعتباره البطل القادم لكأس الأمم، ويأمل الأشقاء ألا تلاحقهم اللعنة السابقة وأن يعود منتخبهم الرائع إلى منصات التتويج في القارة بعد لقب يتيم مر عليه أكثر من أربعة عقود، ويبدو الجيل الحالي في حالة مثالية تفوق جيل عام 1976 ففيه نخبة من النجوم أمثال: ياسين بونو ويوسف النصيري وسفيان مرابط وأشرف حكيمي وأوناحي وحكيم زياش والزلزولي وسفيان بوفال وشادي رياض والقائمة تطول حتى تشمل كل أصحاب المركز الرابع في المونديال، أما المدرب فهو ذاته وليد الركراكي صاحب ذلك الإنجاز، المشاركة المغربية تحمل الرقم 19 وخاضت 70 مباراة في النهائيات (27 فوزاً و24 تعادلاً و19 هزيمة والأهداف 82/63).

 

ويسعى (محاربو الصحراء) الجزائري لاستعادة اللقب بعد إخفاق مزدوج في النسخة الأخيرة بالخروج من الدور الأول وكذلك في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022 ويعود المحاربون بنسخة محدثة بقيادة المدرب جمال بلماضي الذي استدعى معظم النجوم الذين كانوا معه يوم حاز الكأس في 2019 وفي مقدمهم: رياض محرز وإسماعيل بن ناصر ويوسف بلايلي وآدم وناس وإسلام سليماني وبغداد بونجاح وسواهم. وقد استعد الفريق جيداً من خلال خمسة انتصارات وتعادل في تصفيات البطولة من دون هزيمة ثم أتبعها بانتصارين في تصفيات مونديال 2026، وشاركت الجزائر في 19 نسخة سابقة خاضت خلالها 77 مباراة (28 فوزاً و22 تعادلاً و27 هزيمة والأهداف 94/89).

 

ويرشح البعض نسور قرطاج التونسي للعب دور مهم في البطولة على الرغم من مغادرته النسخة الأخيرة من ربع النهائي وذلك استناداً لما قدمه الفريق في مونديال قطر 2022 ومن ثم تأهله السهل إلى النهائيات الحالية ثم تسجيله انتصارين في التصفيات المونديالية، ويقود النسور في النهائيات المدرب جلال القادري الذي تسلم المهمة قبل عامين ويعول في ساحل العاج على نخبة من الشباب والمخضرمين أمثال: ديلان براون ويوسف مساكني وطه الخنيسي ونعيم السليتي وإلياس السخيري وأنيس سليمان وعلي معلول ووجدي كشريدة وسواهم، وظهرت تونس في 20 نسخة سابقة خاضت خلالها 80 مباراة (25 انتصاراً و29 تعادلاً و26 هزيمة والأهداف 99/94).

 

مجموعات الدور الأول

 

– مج 1: ساحل العاج، غينيا بيساو، نيجيريا، غينيا الاستوائية.

 

– مج 2: مصر، غانا، كاب فيردي، موزمبيق.

 

– مج 3: السنغال، الكاميرون، غينيا، غامبيا.

 

– مج 4: الجزائر، بوركينا فاسو، أنغولا، موريتانيا.

 

– مج 5: تونس، مالي، جنوب إفريقيا، ناميبيا.

 

– مج 6: المغرب، جمهورية الكونغو، زامبيا، تنزانيا.

 

مباريات الجولة الأولى

 

– السبت: ساحل العاج × غينيا بيساو (11,00).

 

– الأحد: نيجيريا × غينيا الاستوائية (5,00)، مصر × موزمبيق (8,00)، غانا × كاب فيردي (11,00).

 

– الإثنين: السنغال × غامبيا (5,00)، الكاميرون × غينيا (8,00)، الجزائر × أنغولا (11,00).

 

– الثلاثاء: بوركينا فاسو × موريتانيا (5,00)، تونس × ناميبيا (8,00)، مالي × جنوب إفريقيا (11,00).

 

– الأربعاء: المغرب × تنزانيا (8,00)، جمهورية الكونغو × زامبيا (11,00).

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ديربي الباسك في واجهة الليغا والباريسي يستضيف تولوز … الريدز ضيف على ساوثمبتون قبل العاصفة والسيتي يستقبل السبيرز .. اختبار جديد قاس لنابولي وديربي بافاري أمام البايرن

تعود المنافسة إلى الملاعب المجلية الأوروبية من خلال الدوريات الخمسة الكبرى ومنافسات جولة جديدة من السباق على الصدارة فيها والتي تبدو ملتهبة كما في إيطاليا ...