| خالد عرنوس
جرياً على عادة كل عام تقام الليلة مباراة كأس السوبر الأوروبية التي تجمع بطل دوري أبطال القارة العجوز مع بطل الدوري الأوروبي وهي المسابقة التي انطلقت قبل خمسين عاماً وباتت تقام في هذا التوقيت كل سنة منذ قرابة ربع قرن، وتجمع نسخة العام الحالي 2023 فريق مانشستر سيتي الذي حاز لقبه الأول على مستوى الشامبيونزليغ مع إشبيلية الإسباني زعيم مسابقة اليوروباليغ، ويطمح الأول بلقب أول على مستوى السوبر على حين الثاني يأمل بالتتويج الثاني وفك العقدة التي رافقته منذ لقبه الأول وبالتالي الثأر من السيتي الذي لم يسبق له الفوز عليه، موعد المباراة في العاشرة مساءً بتوقيت دمشق أما المكان ففي ملعب كاريسكاكيس في مدينة بيرايوس اليونانية والذي يتسع لـ33500 متفرج ويقودها الحكم الفرنسي فرانسوا ليتكسير.
حكاية كل عام
بدأت الحكاية عام 1972 عندما توج أياكس الرائع بطلاً لأوروبا فأخذت العزة الهولنديين وأرادوا إثبات أنهم الأفضل في القارة العجوز فكان اقتراح صحفي هولندي يدعى أنتوني ويتكامب بإقامة كأس السوبر بين بطل الأندية أبطال الدوري وبطل كأس الكؤوس على اعتبار أنهما المسابقتان الأقوى، وبالفعل التقى أياكس مع غلاسكو رينجرز حامل لقب المسابقة الثانية عامذاك وتوج فريق كرويف وعصبته أبطالاً وطالب أياكس بإقرار اللقب من الاتحاد الأوروبي (يويفا) وإقرار المسابقة بالتالي وهو ما كان في العام التالي، وقد تقرر أن تقام كأس السوبر مسابقة سنوية على أن تقام بطريقة الذهاب والإياب وبقيت كذلك حتى عام 1997 علماً أنها أقيمت من مباراة واحدة في بعض السنوات لأسباب متعددة، ومنذ عام 1998 أصبحت تقام مباراة مطلع الموسم ومنذ عام 2000 تبدل نظام البطولة فأصبح بطل الدوري الأوروبي الطرف المقابل لبطل دوري الأبطال بعد إلغاء مسابقة كأس الكؤوس ومنذ عام 1998 أقيمت في ملعب لويس الثاني حتى عام 2012.
وتتصدر أندية إسبانيا لائحة المتوجين بلقب السوبر بواقع 16 لقباً مقابل 9 ألقاب لإنكلترا وإيطاليا يليهما أندية بلجيكا بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لأندية ألمانيا وهولندا ولقب يتيم لأندية البرتغال وروسيا والاتحاد السوفييتي واسكتلندا ورومانيا، ويتصدر قطبا الليغا برشلونة وريال مدريد وكذلك ميلان الإيطالي ركب الأبطال بواقع 5 ألقاب لكل منها يليها ليفربول الإنكليزي بـ4 ألقاب ثم أتلتيكو مدريد الإسباني بـ3 ألقاب وكلها باعتباره بطلاً لليوروباليغ في حالة نادرة بين كل الذين سبقوه من الكبار، وسبق لـ27 ممثلاً لدوري الأبطال الظفر بالكأس مقابل 12 لقباً لحاملي كأس الكؤوس و8 ألقاب لأبطال اليوروباليغ.
السيتي والثأر المنتظر
بنظرة أولية وسريعة نجد أن السيتي يمتلك حظوظاً أكبر من إشبيلية في مباراة اليوم لأسباب عديدة أولها أن الفريق الذي يقوده غوادرديولا يملك سجلاً رائعاً خلال المواسم الخمسة الأخيرة وأن التشكيلة ورغم الغيابات المتوقعة (كيفين دي بروين وجون ستونز وروبن دياز) أعلى من ناحية الشكل والمضمون من نظيره الأندلسي بوجود غريليش وإيدرسون وهالاند وبرناندو سيلفا وكايل وولكر وأكانجي وجفارديول وناثان آكي ويوليان ألفاريز وفيل فودين وكوفاسيتش، وخاض الفريق بروفة جيدة أمام بيرنلي في الدوري المحلي وفاز عليه بثلاثية.
بالمقابل لن نجزم أن خسارة إشبيلية أمام فالنسيا في افتتاح الليغا بروفة غير ناجحة وخاصة أن لاعبي المدرب ميندليبار اعتادوا تقديم مباريات كبيرة على المستوى الأوروبي، ويعول المدرب الذي يخوض غمار السوبر للمرة الأولى على ياسين بونو ويوسف النصيري ولويك بادي وأوليفر توريس والمخضرم خيسيوس نافاس والخبير إيفان راكيتيش ولوكاس أوكامبوس وإيريك لاميلا وسوسو وماركوس أكونيا ونيمانيا بادلي وغونزاو مونتيل والبرازيليين فرناندو وماركاو.
ويطمح إشبيلية لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية على مستوى المسابقة والتي بلغت خمس نسخ أمام ميلان 2007 وريال مدريد 2014 وبرشلونة 2015 وريال مدريد مرة أخرى 2016 وبايرن ميونخ 2020، أما تتويجه اليتيم فكان على حساب مواطنه برشلونة في نسخة 2006 يوم فاز بثلاثية، وكذلك يأمل كبير الأندلس بتسجيل أول فوز على السيتيزينز بعد أربع هزائم متتالية في دوري أبطال أوروبا، بنتيجة 1/2 و1/3 في موسم 2015/2016، وصفر/4 و1/3 في نسخة الموسم الماضي وكلها بدور المجموعات.
على الهامش
– سبق لبيب غوارديولا أن توج باللقب 3 مرات (2009 و2011 مع برشلونة و2013 مع بايرن ميونيخ، وفي حال تتويجه سيعادل رقم كارلو أنشيلوتي (4 ألقاب، 2003 و2007 مع ميلان و2014 و2022 مع ريال مدريد) مع فارق أن بيب سيكون الأول الذي يتوج مع ثلاثة أندية.
– يعتبر مان سيتي الفريق رقم 40 الذي يخوض كأس السوبر، وسبق لـ14 فريقاً أن خسرت في ظهورها الوحيد فيها علماً أن السيتي هو سابع فريق إنكليزي يشارك في المسابقة بعد ليفربول وتشيلسي ومان يونايتد وأستون فيلا والآرسنال ونوتنغهام فوريست، وسبق لستة منها التتويج باللقب.
– في حال تتويج السيتي سيصبح الفريق الخامس والعشرين الذي يتوج بلقب السوبر والبطل الجديد للمرة الأولى منذ بايرن ميونيخ 2013.
– يعتبر إشبيلية ثالث كبار المشاركين بالمسابقة فهو يخوضها للمرة السابعة ولا يتقدمه سوى ميلان (9 مرات) وريال مدريد (8 مرات) وبالطبع فهو أكثر من خسرها (5 مرات).
– خاض مان سيتي 29 مباراة ضد الأندية الإسبانية ففاز بـ13 منها مقابل 10 هزائم و6 تعادلات، وبالمقابل واجه إشبيلية أندية إنكلترا 25 مرة ففاز بعشر منها مقابل 8 هزائم و7 تعادلات.
مواجهات للتاريخ
اللقاء لن يكون الأول بين أندية البلدين فهي المواجهة الثامنة بينهما والغلبة للإنكليز بعد تتويج نوتنغهام على حساب برشلونة 1979 (1/صفر و1/1) وأستون فيلا على حساب برشلونة 1982 (صفر/1 و3/صفر) وتشيلسي على حساب ريال مدريد 1998 (1/صفر) وعلى حساب فياريال 2021 (6/5 بركلات الترجيح)، وعلى الجانب الإسباني توج فالنسيا على حساب نوتنغهام 1980 (1/2 و1/صفر) وأتلتيكو مدريد على حساب تشيلسي 2012 (4/1) وريال مدريد على حساب مان يونايتد 2017 (2/1).
وعلى المستوى العام للمسابقات الأوروبية الأخرى بما فيها كأس الكؤوس (الملغاة) فقد تقابلت أندية إسبانيا مع أندية إنكلترا في 23 مناسبة في لقاءات التتويج والتفوق لأندية الليغا بواقع 14 لقباً مقابل 9 ألقاب فقط لأندية البريميرليغ ومنها 5 ألقاب مقابل واحد في دوري الأبطال ومنها 4 ألقاب لواحد في الدوري الأوروبي.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن