كتب أوليغ كاربوفيتش وميخائيل ترويانسكي، في “كومسومولسكايا برافدا”، حول الثمن الذي تدفعه البشرية من انهيار العالم الأمريكي أحادي القطب.
وجاء في المقال: الوضع في منطقة الصراع في الشرق الأوسط بدأ يكتسب سمات أكثر دراماتيكية. لقد أعطى الغرب الجماعي، في الجوهر، الصقور في القيادة الإسرائيلية تفويضاً مطلقاً لحسم القضية الفلسطينية في قطاع غزة.
وقد ألقت أعمال العنف غير المتكافئ التي ترتكبها تل أبيب بظلالها منذ فترة طويلة على هجوم حماس الإرهابي في نظر الرأي العام العالمي. ومن الواضح أن الصراع له قاع ثانٍ. فالقيادة الإسرائيلية لا تقاتل ضد حماس فحسب، بل ومن أجل احتفاظ حكومة نتنياهو الحالية بالسلطة، وهي التي واجهت قبل بدء الأزمة مستوى هائلاً من الانتقادات بسبب أساليبها الاستبدادية في الحكم وانعدام الكفاءة.
ومع ذلك، يمكن إنهاء الأعمال العدائية بسرعة كبيرة بمساعدة الضغوط الدولية الهائلة. فواشنطن فقدت القدرة على تنظيم مجموعات دبلوماسية خفية، وأصبحت النخب الأمريكية رهينة لمختلف جماعات الضغط والجماعات المالية الصناعية، ولا سيما الجماعات المؤيدة لإسرائيل وصانعي الأسلحة.
الشيء نفسه، حدث مع أوكرانيا. فلقد أتيحت للولايات المتحدة كل الفرص لإقناع كييف بالمشاركة في عملية التفاوض. لكنهم، على العكس من ذلك، شجعوها على تعطيل تنفيذ اتفاقيات مينسك وعسكرة الميدان. وفي كلتا الحالتين ــ أوكرانيا والشرق الأوسط ــ ارتكبت واشنطن حسابات استراتيجية خاطئة، فخسرت نفوذها تماماً على بلدان “الجنوب العالمي”، وأظهرت بوضوح قصر النظر في تخطيط السياسة الخارجية. التاريخ، يعاقب على مثل هذه الأخطاء بلا رحمة. وينبغي أن تكون أطلال المدن الأوكرانية والفلسطينية المدمرة بمثابة تذكير محزن بثمن الأحادية القطبية والهيمنة. إننا نشهد اليوم الانهيار النهائي للعالم الأمريكي، الذي سيظل تاريخه درسًا مأساويًا لتنوير سياسيي ودبلوماسيي القوى العظمى في المستقبل. والأمر المحزن الوحيد هو آلاف الأبرياء يدفعون حياتهم ثمنًا لهذا الدرس. (روسيا اليوم)
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم