عندما تصادف أحدنا مشكلة، ويعاني من نتائجها، ولا يجد حلاً لها، ويتألم ليل نهار ويشغل كل تفكيره ويحتار في أمره لأنها تقف حجر عثرة أمام تقدمه، فعليه ألا ييأس ولا أن يستسلم لها بل يصر على إيجاد الحل لها مهما كانت الصعاب.
لا بل إن الشخص حين يحل مشكلة مستعصية واجهته يشعر بالسعادة الكبرى، فكل اللذة عندما يجد هذا المتعثر مخرجاً له أو بصيص أمل لحل معضلته.
وليس من العيب أن الشخص منا يبادر ويلجأ بالاستعانة بالمختصين والمهنيين الضالعين خبرة في الحياة والمهنية والحرفية، فالمهم هو تحقيق الهدف، وهنا يمكن الجزم بأنه لا معجزة مع وجود الإصرار والتصميم والإرادة لتحقيق الهدف، ومن هنا جاء القول السديد: “من الألم والمعاناة يولد الأمل”، وكذلك القول: “لولا الأمل لبطل العمل”.
بالمقابل فالفشل لا يعني نهاية المطاف، لا أبداً، والتعثر لمرة أو مرات عدة لا يعني نهاية الحياة بل على العكس تماماً، الفشل يعطي الشخص خبرة في المواضع التي تحتاج إلى تعديل استراتيجية الخطة، والسهر المتواصل للنجاح من جديد، ومن هنا سمعنا الحكمة تقول: “من سهر الليالي نجح” فمن بدأ رحلة بذل الجهد ومضاعفة العمل وجد لذة المتابعة ووجد الحل.
وعلى الضفة الأخرى يجب علينا ألا نبخس قدر الأشخاص من ذوي الخبرة والتجربة، والأمرّ من هذا البخس أن يكون المقصود هو الأب أو الأم، وهنا تحضرني قصة شخص أعرفه، وقد علم أولاده حتى أصبح فيهم الطبيب والمهندس والمحامي والمعلم رغم أنه عامل بسيط، وعندما يريد أن يشاركهم في حديث ما كانوا يشعرونه بأنه لا يمكن له ذلك بسبب شهاداتهم وعلمهم على حد زعمهم ولضعف مستواه العلمي، فيحزن هذا الأب ويتألم ألماً شديداً، ومن هنا صمم أن يتعلم ويبدأ من الصفر كي يصل إلى مستواهم العلمي، فصار وأثناء عمله يدرس بكل إخلاص فقدم الابتدائية والإعدادية والثانوية بشكل حر ونجح ثم دخل الجامعة وتخرج وأثبت لأولاده ولمن حوله بأن لا مستحيل مع الإصرار والتصميم وحقق المعادلة العظيمة وهي من الألم يولد الأمل فلا قنوط مع الهمة العالية الكبيرة ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهنا ندم أولاده على سلوكهم في الفترات الماضية تجاهه وعلموا أنه أكثر خبرة منهم وأكثر علماً.
أما المهزومون والمتواكلون والذين ركنوا قابعين لا يحركون ساكناً فيزدادون ضياعاً ولم يتعلموا من أخطائهم على عكس أصحاب الإرادة الفولاذية الذين صنعوا مجداً عنوانه بالعمل والتخطيط والمتابعة الحثيثة، ولنا في الأمل الذي انبثق في 7 تشرين أول 2023 في فلسطين خير مثال، فقد كان يوماً أقض مضجع الكيان الصهيوني وأذاقه شر هزيمة ومرارة الذل بعد أن يأس الكثيرون من هزيمة هذا العدو، ليأتي جيل مصمم على العمل والأمل وقد ولد من رحم الألم والمعاناة التي عاشها ليحقق الكثير.
كيف نستفيد من ذوي الخبرة والتجربة؟
سيرياهوم نيوز 2_الثورة