بقلم: نارام سرجون
لايجرؤ على الملوك الا من كان ملكا في روحه .. ولايجرؤ على القيصر الا من كانت له ثقة السيد المسيح ان قيصر يملك الدنيا ولايملك النفوس والارواح .. منذ يومين انطلقت من دمشق صيحة حملتها رسالة الى البابا فرانسيس بثلاث لغات يتمنى عليه فيها أن يخرج عن صمته ويقول كلمته .. ويهدم هذا الجبروت الدنيوي الغربي الظالم .. انها كلمة حق لايخشى بها قائلها لومة لائم .. حتى لو كان المعني بها البابا نفسه الذي يجلس في روما على كرسيه الرسولي .. فالكلمة جاء من أجلها السيد المسيح وليس من أجل الكرسي الرسولي .. الكلمة ستبقى أهم من الكرسي الرسولي .. ومن غيرها يهتز معنى الكرسي .. ومقامه ومكانته .. البابا الذي يجلس الآن على كرسي في روما كان قبل ذلك بقرون طويلة كرسيا لقيصر الذي لم يكترث السيد المسيح بملكه وكرسيه .. فهو ابن الملكوت الأعلى .. ولم يكن يعنيه الا ان يعطي لقيصر مالقيصر ويعطي لله ما لله .. والله لايريد سوى كلمة .. والبابا طبعا ليس قيصرا .. وليست فيه خصال قيصر ولا تهافته على الدنيا .. بل هو السمو الرفيع وظل الملكوت الرباني على الأرض .. ومابقي من صدى لصوت السيد المسيح عليه السلام .. ومع هذا فان البابا اذا صمت عن الحق فانه يهز الأمانة التي حمله اياه السيد المسيح .. ويميل مع المائلين الى الدنيا .. فالفارق بين قيصر الدنيا ومسيح السماء هو كلمة .. ماأيسرها من فارق .. لأن عيسى ماكان سوى كلمة .. أضاءت الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين .. فساروا يهدون بها العالم .. بين ثنايا الرسالة الزحلاوية نسمات حسينية ثائرة .. لأن من يقرأ رسالة الأب الياس زحلاوي الى بابا الفاتيكان ستجلجل في عقله وروحه كلمات قالها الامام الحسين منذ قرون طلبا للعدالة ورفضا للصمت .. وهنا لانقارن بين أحداث وأشخاص في التاريخ .. ولكن قلب الصراع بين الخير والشر منذ الازل هو من اجل الحقيقة .. وليد هذا الزمان ليس البابا طبعا بل هو مكيافيلية السياسة .. وميكيافيلية رجال الدين وحساباتهم الدنيوية .. وكأن كل ساسة العالم وكل رجال الدين في الدنيا على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وفي كل زمان سمعوا نصيحة الوليد منذ تلك العصور فصمتوا وقالوا الكلمة التي طلبها منهم البغاة والطغاة .. وبايعوا القيصر وبايعوا الخلفاء وبايعوا الأشرار وبايعوا الظالمين .. واليوم تابعوا البيع للأمريكان والصهيونية والماسونية العالمية وشركات السلاح ومافيات البنوك .. ولكن هناك من قرر الوقوف ضد هذا الصمت وضد هذا القهر الأممي الذي يرتكبه الغرب ضد العالم عموما ويهدده بحرب نووية ويضطهد البشر والعرب والشرق خصوصا فيما العالم صامت بشكل مخجل .. فالحق هو قبس من قلب السيد المسيح وبعض من دمه على الصليب وقطعة من جرحه .. ولذلك فان رجلا مثل الاب الياس زحلاوي ككاهن كاثوليكي لم يقبل ان يستمر هذا الصمت المريع من قبل أعلى سلطة دينية كنسية .. وكان يجب ان يجلجل صوته بالحقيقة .. من أجل ان تقال كلمة الحق .. ومن يقرأ رسالة الأب زحلاوي الى الفاتيكان يحس بروح ذلك الرد البديع السماوي للامام الحسين عندما نصحه الوليد بالصمت عن الحق والمبايعة وقال له الوليد : نحن لا نطلب منك إلا كلمة .. فلتقل : ” بايعت ” واذهب بسلام لجموع الفقراء .. فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقنا للدماء .. فلتقلها.. آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة !! ان يتبنى قول الحسين للوليد عندما طلب منه الصمت بالمبايعة .. بكلمة واحدة .. فرد الحسين غاضبا على طلب الوليد : كبرت الكلمة وهل البيعة إلا كلمة ؟ ما دين المرء سوى كلمة ما شرف الرجل سوى كلمة ما شرف الله سوى كلمة أتعرف ما معنى الكلمة…؟ مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة الكلمة لو تعرف حرمة زاد مذخور الكلمة نور وبعض الكلمات قبور بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري الكلمة فرقان مابين نبي وبغى بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة عيسى ما كان سوى كلمة أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم ! الكلمة زلزلت الظالم الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسئولية إن الرجل هو الكلمة شرف الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة لايقدر على قول هذا الرد العظيم سوى رجل له عظمة الامام الحسين .. ولايقدر على القيصر الا من كان في قلبه قبس من نور المسيح .. ولن تجدوا قبسا للسيد المسيح الا في قلب رجل مؤمن اسمه الاب الياس زحلاوي
(سيرياهوم نيوز6-صفحة الكاتب1-7-2022)