يعلم العديد من الآباء والمعلمين أنه من الصعوبة جدا توجيه المراهق نحو الطريق الصحيح في الحياة .
حتى أنه يبدو في بعض الأحيان أن بعض الأبناء عند بلوغهم عمرا معينا يتوقفون عن إدراك نظام المكافآت والعقوبات. هذه المرحلة الصعبة تتطلب صبرا وروية وهدوء أعصاب من جميع أفراد العائلة.
الأطباء وعلماء النفس يعلمون بأن العمر الصعب يبدأ مع التغيرات الفيزيولوجية المتعلقة بالبلوغ الجنسي، وتنتهي عندما الإنسان يأخذ مكانا معينا في المجتمع. لقد اكتشف العلماء بأن المراهقين لا يمكنهم تقييم الأمور والتكيف معها بسبب تغير عمل الدماغ. هذه المرحلة الانتقالية لكل إنسان تتضمن إعادة تأهيل جسمه ومراجعة الاتصالات العصبية. بالذات في هذه المرحلة يتوقف نمو المادة الرمادية الذي بدأت منذ ولادة الإنسان وتبدأ كميتها بالانخفاض تدريجيا.
باعتقاد العلماء يرجع السبب إلى عملية تسمى “التشذيب المتشابك”، حيث يتخلص الدماغ من جميع الاتصالات المتشابكة التي لا لزوم لها، وشحذ عمل الاتصالات المتبقية ورفع كفاءة الخلايا العصبية. وآخر ما تشمله هذه العمليات قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن الوظائف التنفيذية، أي السيطرة المعرفية وصنع القرار.
البالغون كقاعدة يشعرون متى يجب التركيز ومتى يجب إيلاء العمل فترة زمنية أطول للحصول على فوائد مادية. في حين هذا غالبا غير ملاحظ عند الأطفال “الكبار”.
لأنه بعد عملية “التشذيب المتشابك” تصبح الاتصالات بين مراكز السيطرة المعرفية في قشرة الفص الجبهي وحزام القشرة الأمامية والجسم المخطط المسؤولة عن الدوافع والرغبات، ما يسمح للكبار بتجنب اتخاذ أي إجراءات خاسرة ، وتقييم المخاطر.
لاختبار هذه الأمور طلب فريق علمي برئاسة كاترين إنسيل من جامعة هارفورد من الكبار والمراهقين (13-20 سنة) المشاركة في لعبة. كان على المشاركين خلالها الإجابة عن الأسئلة وهم داخل جهاز التصوير المقطعي بالرنين المغناطيسي، والمشارك يحصل عند كل جواب صحيح على 20 سنتا ويدفع عن الخطأ 10 سنتات.
كما تضمن اللعبة رهانات كبيرة كان بإمكان المشارك ربح دولار واحد أو خسارة 50 سنتا.
اكتشف الباحثون بأن تفكير المراهقين لم يتغير خلال الرهانات الصغيرة والكبيرة، في حين كان الكبار أفضل بكثير في تقييم الربح والخسارة، وإن القدرة على التركيز ازدادت مع زيادة عمر المشارك.
وقد أكد تحليل نشاط الدماغ بأن هذا النشاط لدى المراهقين كانت الاتصالات بين قشرة الفص الجبهي وحزام القشرة الأمامية والجسم المخطط في أدنى مستوى. أي بعبارة أخرى لم يميزوا جيدا بين الربح والخسارة.
يشير الخبراء إلى أن هذه النتائج تثبت بأن طلاب المدارس الثانوية لا يمكنهم الحكم على أهمية الامتحان النهائي بصورة صحيحة، لذلك يجب على المدرسين تقدير درجاتهم استنادا إلى عدة اختبارات جرت خلال العام.
كما أن من السابق لأوانه الحديث عن سلبية النشاط العصبي للمراهقين. لأن التاريخ يعرف بأن الشباب بفضل شجاعتهم ومبادراتهم قدموا للبشرية خدمات كبيرة للبشرية.
سيريا هوم نيوز /4/ وكالات