أضاءت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية على دراسة بحثية تؤكّد أن واحد من كل 25 أميركي يبلغ من العمر خمس سنوات اليوم لن يصل إلى عيد ميلاده الأربعين، فمتوسط العمر المتوقع للولايات المتحدة في حالة هبوط حر حيث يتحمل الشباب والفقراء وطأة النضال من أجل الازدهار المشترك.
وتشير الأرقام إلى أن هناك تحسناً وتقدماً ملحوظاً في مستوى دخل الفرد في الولايات المتحدة عن غيره من الدول، حتى تلك الأوروبية، على مدار العقد الماضي. وقد يُتخيل أن مثل هذا الازدهار المستمر في القوة الشرائية يكون مصحوباً بتحسينات في مؤشرات الرخاء الأخرى. حياة أطول وأكثر صحة، على سبيل المثال. لكن الاتجاهين يتحركان في اتجاهين متعاكسين.
وظهرت دراسة مؤخراً تشير إلى أن متوسط عمر الفرد في الولايات المتحدة يتراجع – ولكن هذا ليس بجديد، في أفضل جزء من عقد من الزمان، نمت الحياة الأميركية بشكل تدريجي مقارنةً بالدول النظيرة.
فمثلاً يقارن متوسط العمر المتوقع الأميركي بشكلٍ سلبي للغاية مع المملكة المتحدة. كانت مدينة بلاكبول الساحلية البريطانية مرادفة للتدهور الاجتماعي العميق الجذور خلال معظم العقد الماضي. لديها أدنى متوسط عمر متوقع في بريطانيا، وأعلى معدلات انهيار العلاقات وبعض أعلى معدلات وصف مضادات الاكتئاب.
ولكن اعتباراً من عام 2019، كان متوسط العمر المتوقع المعدل حسب الصحة البالغ 65 عاماً (عدد السنوات التي يمكن توقع أن يعيشها شخص ما دون إعاقة) هو نفسه المتوسط في الولايات المتحدة بأكملها. هذا يعني أن المواطن الأميركي العادي لديه نفس فرصة الحياة الطويلة والصحية مثل شخص ولد في أكثر المدن حرماناً في بريطانيا.
وإذا استكشفت بعد ذلك كيف يختلف متوسط العمر المتوقع عبر توزيع الدخل في كلا البلدين، فإن النتائج ليست جميلة. هذا مقلق بشكلٍ خاص عندما تفكر في أن المملكة المتحدة بعيدة كل البعد عن قمة الفصل عندما يتعلق الأمر بمتوسط العمر المتوقع في أوروبا.
مثلًا الشخص الذي يحقق دخلا يساوي 100 ألف دولار سيكون متوسط عمره 85 عاماً في انجلترا ولكن 80 عاماً فقط في الولايات المتحدة.
وتساءلت الصحيفة أنّ ما الذي يسبب هذه الفجوات ؟ خاصةً وأنّ المثير للصدمة أن مشكلة الوفيات في أميركا مدفوعة بشكلٍ أساسي بالوفيات بين الشباب.
وهنا برزت إحصائية واحدة على وجه الخصوص: واحد من كل 25 أميركي يبلغ من العمر 5 سنوات اليوم لن يصل إلى عيد ميلاده الأربعين. وهذه مشكلة أميركية للغاية.
وأشارت الدراسة إلى أن وفيات الشباب هذه تحدث بشكلٍ كبير بسبب أسباب غير صحية – جرعات زائدة وعنف السلاح والقيادة الخطرة وما إلى ذلك – وهي مشاكل اجتماعية متأصلة بعمق تشمل مجموعات ذات مصالح متعارضة. ومعالجتها أصعب بكثير من معظم المشكلات الصحية حيث يسير الجميع في اتجاه واحد.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين