تم إبلاغ العديد من كبار المسئولين الاردنيين برسائل وشروحات سيادية لفهم خلفية ما جرى من تصدي الدفاعات الجوية الاردنية بنشاط فجر الأحد لجزء من الهجمات الايرانية الصاروخية على إسرائيل.
ووفقا لتوضيحات علمت “رأي اليوم” بها من مصدر سياسي اردني بارز فان التركيز كان على حماية الاردن وليس منع العبور الصواريخ والمسيرات باتجاه فلسطين المحتلة.
ووضعت بين يدي سياسيين ومسئولين كبار ملاحظات تقنية وفنية بالخصوص أبرزها ان طول المسافة من ايران الى فلسطين المحتلة بالنسبة للطائرات المسيرة كان يعني عملياتيا وعسكريا ان هذه الطائرات ستضطر بعدما تقطع 1000 كيلومترا للانخفاض الشديد في مرحلة ما داخل الحدود الاردنية حتى تتمكن من الوصول الى اهدافها في الكيان الاسرائيلي.
وان هذا الانخفاض يفترض ان يشكل خطرا على مناطق في الأغوار الاردنية وتحديدا على المناطق السياحية في البحر الميت، الأمر الذي تطلب حسب الشروحات التقنية التصرف ضمن مسافة أمان مع تلك الطائرات المسيرة قبل وصولها الى نقطة الإنخفاض المطلوبة التي تشكل خطرا محتملا بقوة.
وقد سقطت فعلا بعض الصواريخ والطائرات المسيرة على حواف البحر الميت في الجانبين.
وأشارت الملاحظات التقنية تلك الى ان المسيرات تحديدا كانت مسلحة لكن بلا أضواء لأسباب أمنية طبعا وتوصف عسكريا هنا بأنها”عمياء وموجهة”.
وهذا بحد ذاته الهدف منه الإختفاء عن الرادار سواء في الاردن او في إسرائيل مما تطلب ايضا إجراءات إلتقاط إضافية لان طهران وصفت بعض المسيرات بانها إنتحارية بدلالة ان نحو 11 مسيرة إيرانية على الاقل تم التصدي لها وتفجيرها فوق مدن ومناطق سكنية اردنية بعدما رصدت على إرتفاع منخفض جدا وخطير ولا يشكل في النطاق العملياتي مسافة آمان تسمح بعبورها بالنسبة للأنظمة الدفاعية المتاحة.
ووصفت نفس الاوساط بعض الصواريخ التي عبرت الى مناطق في الكيان الاسرائيلي بانها تملك ميزات الإنخفاض والارتفاع بصورة لا تشكل خطرا على الاردن مع الاشارة الى ان الأجواء الاردنية دخلت اليها فجأة ومن 3 محاور أسراب كثيرة من الطائرات المسيرة الايرانية فيما وجهت أعداد محددة من الصواريخ عبر اجواء الاردن، الأمر الذي رصدته السلطات المختصة ولاحظته.
ويبدو هنا في الجانب العملياتي ان النقطة التي دفعت السلطات وشكلت فارقا في نشاط الدفاع الجوي الاردني هو وجود عشرات المسيرات التي عبرت حدود الاردن بشكل مكثف ودفعة واحدة وبالتتابع ومن 3 محاور بنفس التوقيت هي الحدود الاردنية مع العراق وسورية والسعودية وشواطئ العقبة على البحر الاحمر.
وتم توزيع خارطة جوية تظهر خطوط تدافع الطائرات المسيرة الايرانية بشكل مزدحم بعد عبور الحدود الاردنية.
وإستفسر خبراء ومختصون عن الأسباب التي دفعت ايران لإختيار الأجواء الاردنية وليس العراقية او السورية عند محاولة عبور عدد كبير من المسيرات تحديدا.
وتظهر الخارطة التي وزعت ذلك بوضوح واذا كانت خارطة حقيقية ودقيقة فهي تقدم دليلا على ان الحرس الثوري الإيراني وهو ما اثار إنتباه السلطات الاردنية قرر عملياتيا التوجه بعدد كبير من المسيرات وأقل من الصواريخ عبر الاجواء الاردنية وليس السورية او العراقية ما دفع البلاد وبعد جهد إستخباري لإغلاق السماء وحظر الطيار المدني وتسيير دوريات جوية في سماء الاردن في وقت مبكر.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم