آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » ما معنى أن يبادر السيسي بالاتصال بالأسد في عيد الأضحى؟ هل يمكن اعتبارها رسالة دعم؟ وهل من جديد بعد قرار عودة سورية إلى الجامعة العربية؟ لماذا تبدو الإجراءات بطيئة وغير محسوسة؟ هل تلعب أمريكا لعبتها لعرقلة أمور ليست على هواها؟ وما هو موقف السعودية؟

ما معنى أن يبادر السيسي بالاتصال بالأسد في عيد الأضحى؟ هل يمكن اعتبارها رسالة دعم؟ وهل من جديد بعد قرار عودة سورية إلى الجامعة العربية؟ لماذا تبدو الإجراءات بطيئة وغير محسوسة؟ هل تلعب أمريكا لعبتها لعرقلة أمور ليست على هواها؟ وما هو موقف السعودية؟

ماذا يعني اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس السوري بشار الأسد لتهنئته بحلول عيد الأضحى متمنيا أن تتمتع سورية بالأمن والاستقرار؟

اتصال السيسي ببشار يأتي بعد أكثر من شهر من قرار القمة العربية بإعادة سورية إلى الصف العربي ، وهو القرار الذي رحب به البعض، وأوجس منه آخرون خيفة.

كان في مقدمة الدول التي انتقدت قرار عودة سورية إلى الصف العربي الولايات المتحدة الأمريكية التي قالت صراحة: إن دمشق لا تستحق هذه الخطوة، كما شككت في رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة الناجمة عن الحرب الأهلية في بلاده.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تعتقد، مع ذلك، أن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد للضغط من أجل حل الأزمة السورية التي طال أمدها، وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على الأهداف النهائية لهذا القرار.

فماذا عن وضع سورية الآن؟ وهل يمكن اعتبار اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالأسد رسالة دعم لسورية ولو كرهت الولايات المتحدة الأمريكية؟

د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إنه مرّ أكثر من شهر على انعقاد قمة جدة العربية وعلى عودة سورية إلى شغل موقعها في الجامعة العربية، مشيرا إلى أن الأمور لم تتحرك بالجميع بعد استعادة سورية الي الجامعة خطوة واحدة للأمام.

وأضاف أن الجميع التزم الصمت التام ولم نعد نسمع عن تحرك من هنا او هناك لوصل الخطوط المقطوعة ببعضها، أو لترجمة هذه العودة علي أرض الواقع الي مرحلة جديدة ومختلفة من العلاقات سواء بالنسبة لسورية أو بالنسبة لمسيرة العمل العربي المشترك، لافتا إلى أن الأوضاع باقية على حالها ، متوقعا أنها سوف تستمر كذلك لفترة طويلة من الوقت.

وأوضح أنه لا سورية لديها من المبادرات السياسية الجديدة والجريئة ما يمكنها تقديمه لحفز دول الجامعة علي الاقتراب منها أكثر وتقديم المساعدات الاقتصادية والإغاثية اللازمة لها، مشيرا إلى أن شبكة تحالفاتها الاقليمية َوالدولية مستمرة بصورتها الحالية ولن تتغير ، وذلك من منطلق ان لدوائر اتخاذ القرار العليا في دمشق حساباتهم التي تحكم مواقفهم تجاه الدول التي تتشارك سورية معها الأدوار في كل تلك الشبكات الاقليمية والدولية من العلاقات السياسية والأمنية وبالاخص مع القطبين الكبيرين فيها وهما روسيا وايران ، وهما الدولتان الاكثر دعما لسورية َوالأوثق تحالفا معها علي كل المحاور والمستويات ، والأقوي ارتباطا بنظام الحكم فيها.

واستبعد أستاذ العلوم السياسية أن تقدم سورية علي الانسحاب من تحالفاتها بقرارات متسرعة وغير محسوبة لتبرهن بهذا الانسحاب المتسرع علي توفر الاستعداد لديها لتغيير توجهها والتحرك في مسارات خارجية مختلفة عن تلك التي كانت تتحرك فيها ، في الوقت الذي لم تحصل فيه بعد علي المقابل العربي الذي يوازي مردوده خسارتها لتحالفاتها مع شريكيها الرئيسيين ، أو يعوضها عنها ، أو يملأ فراغها أمنيا علي الاقل ، ولأن كل ما تسمعه سورية من الأطراف العربية الاخري لا يزيد على وعود مشروطة لا اساس لها من ضمانات كافية يمكن الوثوق فيها او التعويل عليها، موضحا أنها مجرد وعود غامضة وغير محددة كما لا توجد اطراف عربية معينة تلتزم بتنفيذها ويمكن الرجوع عليها لمساءلتها عنها ، وهو ما يزيد من احتمال تعليقها او التراجع عنها، أو اختزالها في ما لا يكفي لسد احتياجات سورية العاجلة والهائلة من المساعدات الاقتصادية اللازمة لاعادة الإعمار والبناء بعد الدمار الشامل الذي لحق بكافة بناها التحتية وبمرافق حياتها الحيوية وأوصلها الي هذه الاوضاع الاقتصادية الكارثية التي كادت تفشلها كدولة قابلة للحياة،ووقتها سوف تكون سورية قد خسرت كل شيء مرة واحدة وفي نفس الوقت ، فلا هي حصلت علي ما يكفيها من المساعدات العربية لها ، ولا هي حافظت علي شبكة تحالفاتها مع اقرب اصدقائها ممن دعموها ووقفوا الي جانبها وقت ان ابعدها اشقاؤها العرب من الجامعة العربية وقاطعوها وتركوها تنزف دماءها وتغرق في أزماتها ولتفترسها الفوضي والارهاب والتدخلات الخارجية المسلحة.

وأشار إلى أن كل هذه الخسارة المزدوجة هي أكثر ما يؤرّق القادة السياسيين السوريين، ويجعلهم يتحفظون بوضوح على ما يطلب منهم المبادرة او المسارعة الي تقديمه من تغييرات جذرية شاملة كإعلان عن نواياهم وللتدليل به علي اننا مع سورية جديدة، لافتا إلى أن القادة السوريين ليسوا من السذاجة السياسية الي هذا الحد.

وقال إن القرارات صعبة في حساباتها وفي ما قد تنذر به من تداعيات ، والرهانات علي المستقبل وعلي ما قد ينطوي عليه من احتمالات غير مضمونة قد تقود الي نتائج عكسية لكل تلك التوقعات المتفائلة ، والوعود العربية بلا التزامات محددة وبلا ضمانات موثوق فيها لا تكفي وحدها في وجه كل تلك المخاطر والتهديدات التي تواجهها سورية وحدها.

وأوضح أن الأطراف العربية تري في بقاء الأوضاع السياسية في سورية علي الصعيدين الداخلي والخارجي علي حالها ما يجعلها تتحفظ في ما يمكن ان تقدمه لسورية ،وهي لهذا تؤثر الانتظار إلى أن تنجلي المواقف بشكل اوضح وادق ، مشيرا إلى أن مبررها في تحفظها هو ان عودة سورية الي الجامعة العربية كانت مشروطة بالتزام الطرفين بتنفيذ سيناريو تبادلي يقوم علي اساس خطوة سورية في مقابل كل خطوة تخطوها الاطراف العربية تجاهها، وجاءت الخطوة الاولي من قبل الطرف العربي باعادة سورية الي عضوية الجامعة ، وبعدها جاء الدور علي سورية في الرد عليها بخطوة مقابلة تمهد لما سوف يتلوها من خطوات متتابعة علي الجانبين.

وقال إن غياب الخطوة المنتظرة من سورية بعد دخولها الي الجامعة ، يعني أن وتيرة التقدم في مسيرة العلاقات العربية السورية سوف تكون بطيئة للغاية ، وربما تتوقف عند مستواها الحالي لفترة قد يطول مداها ؛لانها رهن بظروف الداخل السوري نفسه.

وخلص إلى أن العملية معقدة للغاية وليست بالبساطة التي قد تبدو عليها ظاهريا.

وتابع متسائلا: ماذا كان العرب يتوقعون من سورية وهي غارقة في مستنقع هائل من الصراعات والازمات ومن تفشي الفوضي والارهاب المسلح فيها ومن التدخلات الخارجية المسلحة التي أفضت الي احتلال بعض اراضيها كما فعلت تركيا، ومن اعتداءات عسكرية اسرائيلية مستمرة عليها ، اعتداءات تنتهك حرمة اجوائها وتدمر لها مرافقها الحيوية المهمة من مطارات وبني تحتية وغيرها من شرايين حياتها وتضعها امام خيارات صعبة للغاية ليس اقلها كيف تستطيع سورية ان توفر لنفسها القوة القادرة علي التصدي لكل تلك الاخطار والتهديدات التي تتعرض لها من الداخل والخارج في وقت واحد ، وهي التهديدات التي لم تشهد سورية مثيلا لها في تاريخها الحديث ؟ وهل تكفي عودتها الي الجامعة العربية لتوفير الدعم الامني المطلوب لها في ظروفها ، ام ان هذا الامر يتجاوز امكانات الجامعة العربية بكثير ؟

واختتم مؤكدا أن هذه هي الصورة الحقيقية للموقف علي الجانبين السوري والعربي، داعيا لأن نكون واقعيين ونترك الامور تأخذ وقتها، وبعدها نحكم مؤكدا أن ما جري لسورية كان كارثة حقيقية بكل المعايير،وكان يمكن أن تسقط سورية وتنتهي وتضيع.

مهمة إنقاذ سورية

في ذات السياق يرى المحلل السياسي د.عبد المنعم سعيد أن مهمة إنقاذ سورية ثقيلة، خاصة مع تواجد قوى أجنبية، وجماعات إرهابية، وانتشار واسع النطاق للسلاح مع جماعات مسلحة، واستخدام الأراضى السورية فى حروب بالوكالة لا يعلم أحد متى تصل إلى مرحلة الانفجار الشامل.

وأضاف أن الحالة السورية معقدة، وفترة الغياب السورى خلقت أشكالا من الغربة والبُعاد، مشيرا إلى أن التاريخ سوف يذكر أن العرب لم يتركوا سورية لمصير صعب.

أمريكا لن ترضى

مراقبون عديدون أكدوا أن أمريكا لن ترضى عن إعادة سورية إلى الصف العربي، مشيرين إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكية بلينكن الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية لم تكن نزهة،بل كانت من أجل التحريض على دمشق.

ويبقى السؤال: هل يصيخ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان السمع للولايات المتحدة الأمريكية أم يبقى مغردا خارج السرب، ويسعى لتقارب مع سورية تشجعه مصر وتحرّض عليه؟

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إيرواني: الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية وصلت لمستوى غير مسبوق من الإجرام

    أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي سورية وصلت إلى مستوى غير مسبوق من ...