syriahomenews أخبار سورية الوطن
أثار إعلان مجموعة من العسكريين في الجيش السوري المنحل في محافظة السويداء، تشكيل «المجلس العسكري في السويداء»، جدلاً واسعاً، لكونه جاء بعد وقت قصير من تصريحات رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، والتي طالب فيها بإخلاء الجنوب السوري من أي قوات، وتعهّد بحماية الدروز في السويداء، كما بعد تحركات سياسية لـ»قسد» في المحافظة. ووسط أنباء عن عدم وجود غطاء اجتماعي وديني للخطوة حتى الآن، أعلن 13 ضابطاً سورياً منشقاً عن الجيش المنحل، برئاسة العقيد طارق الشوفي، أمس، تشكيل المجلس المذكور، في ما بدا محاولة لاستنساخ تجربة «قسد»، التي شكّلت مجالس للمدن والمحافظات التي تديرها، في وقت تحدّث فيه المجلس الوليد عن تنسيقه مع الأميركيين في الجنوب.
وأجرى «مجلس السويداء»، لمناسبة الإعلان عن تشكيله، استعراضاً عسكرياً في ريف المحافظة الجنوبي، والمتاخم للحدود الأردنية، توازياً مع إصداره بياناً أكّد فيه أن «مشروع المجلس وطني، يهدف إلى تنظيم التعاون بين القوى المسلحة في المجتمع المحلي، وبمباركة من الشيخ حكمت الهجري، وبالتنسيق مع دول التحالف الدولي»، مشيراً إلى أن «نواة الجيش هي من العسكريين المنشقين»، داعياً «القوى العسكرية إلى الانضمام إلى مشروعه الوطني». وأوضح البيان أن «المجلس يسعى إلى تحقيق متطلّبات حماية المجتمع والأمن الوطني والإقليمي، وحماية الحدود الجنوبية»، لافتاً إلى أنه «يطمح إلى أن يكون جزءاً من الجيش الوطني للدولة السورية، دولة الحداثة والمواطنة المتساوية وحقوق الإنسان»، مشدّداً على أن «ذلك يكون في دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية».
ولاحقاً، نفى «المجلس»، في بيان إضافي، أن يكون الهدف من تشكيله «انفصالياً»، مؤكداً أن «هدفنا الأسمى هو وحدة الشعب السوري وأرضه»، مشدّداً على «الوقوف الصلب إلى جانب أهلنا في محافظة السويداء في أمنهم واستقرارهم». وعلى إثر ذلك، سارعت «غرفة عمليات الحسم» و»العمليات المشتركة»، والتي تضم غالبية الفصائل المسلحة في السويداء، إلى إصدار بيان اعتبرت فيه أن «المجلس غير شرعي، وبيانه لا يمثّل إلا أصحابه»، محملة إياهم «المسؤولية عن أي مضاعفات قد تترتّب على ذلك».
«قسد» قد قامت بدور تنسيقي مع «التحالف» لدعم تشكيل مجلس عسكري في السويداء
من جهتها، أكّدت مصادر مقرّبة من مشيخة العقل للموحدين الدروز في السويداء، لـ»الأخبار»، أن «الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة، يرفض أي مشاريع انفصالية أو تقسيمية تدعو إلى تفكيك وحدة جغرافية البلاد»، مؤكدة أنه «مع مشروع الدولة الموحّدة والمركزية، والتي تصون كرامة الجميع، على أساس الديمقراطية والعدالة والمساواة»، وذلك في نفي غير مباشر لإعلان المجلس الجديد الحصول على مباركة مشيخة العقل.
وجاء هذا في وقت دعا فيه عدد من أهالي السويداء إلى وقفة احتجاجية في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، لتأكيد رفض تصريحات نتنياهو، بالإضافة إلى رفض أي مشاريع يمكن أن تمسّ بوحدة البلاد تحت أي مسمى. وبدوره، رفض قائد فصيل «تجمّع أحرار جبل العرب» في محافظة السويداء، سليمان عبد الباقي، تصريحات نتنياهو حول نزع السلاح بالكامل في الجنوب السوري. وقال «إننا نرفض أي تدخّل في الشأن الداخلي للسوريين من قبل أي جهة خارجية». وأضاف: «نحن سوريون، وهويتنا سورية، ونريد بناء الوطن، ومطالبنا مثل مطالب كل السوريين في البناء والعيش بسلام».
ووسط هذه التطورات، برزت تسريبات عن أن خطوة تشكيل «مجلس السويداء» تمت بإشراف أميركي وتعاون مع «قسد»، التي تنشط بشكل واضح في السويداء منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السابق قبل أكثر من عام، وبشكل أكثر وضوحاً منذ سقوط النظام. ولوحظ وجود تشابه بين الراية التي رفعها المجلس ولونها، وراية «قوى الأمن الداخلي» الكردية (الأسايش) والتي تدعمها «قسد»، بالإضافة إلى ارتداء قادته زياً قريباً من الزي الأساسي لـ»قسد» أيضاً.
وتقول مصادر مطّلعة، لـ»الأخبار»، إن «قسد تعمل منذ فترة طويلة على التنسيق لنقل تجربة الإدارة الذاتية إلى محافظة السويداء»، مبيّنةً أنها «ترى في التركيبة الاجتماعية الموجودة في المحافظة، نموذجاً يؤسس للإدارة الذاتية واللامركزية»، كاشفة أن «وفداً من مجلس سوريا الديمقراطية زار السويداء قبل أقل من شهر والتقى عدداً من العسكريين وطرح عليهم فكرة تشكيل المجلس العسكري». ورجّحت أن تكون «قسد» قد قامت بدور تنسيقي مع التحالف الدولي لدعم فكرة تشكيل مجلس عسكري في السويداء». وتوقّعت المصادر أن «يتم لاحقاً العمل على تشكيل هياكل إدارية شبيهة بهياكل الإدارة الذاتية»، معتبرة أن «هذه التحركات حالة ضاغطة على الإدارة السورية الجديدة للقبول باللامركزية أو الإدارة الذاتية كنموذج للإدارة المحلية في عموم البلاد».
أخبار سوريا الوطن١ الأخبار
