آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » مذبحة الطحين:غزة تبدع وتعلم الشعوب المقاومة والصمود..وباي باي اسرائيل وامريكا لن نشتاق اليكما.

مذبحة الطحين:غزة تبدع وتعلم الشعوب المقاومة والصمود..وباي باي اسرائيل وامريكا لن نشتاق اليكما.

 

ميخائيل عوض

حرب غزة تذيب الثلج لتتبين الشعوب والامة ما تحتها من …او مرج.
النظام الرسمي العربي ومعه بعض الاوروبي كرس واقعات العجز وربما الخيانة ومشاركة اسرائيل مسؤوليات المذبحة والابادة الجماعية. فلم تتفتق اذهانهم القاصرة والمحنطة الا على خطوة استعراضية لا تخطر على بال اطفال يلهون. في دلالة قاطعة على ما هم عليه من مستويات تفكير والتزامات.
وبرغم ان غزة تحمي مصر ووحدتها وتؤمنها من جوع وعطش وتحمي الاردن وكيانه واسرته. ورغم انهما ملزمان بموجب القوانين الدولية والقانون الانساني ان يفتحا الحدود ومد غزة واطفالها بأبسط اسباب وحاجات الحياة من الغذاء والماء وضمان وصولها. لم تستطيعا الا القيام بأعمال صبيانية بهلوانيه القت ببعضها من الجو فأمنت حشد الجائعين طعاما لحقد رصاص الجنود المهزومين ودبابتهم المذعورة من المجاهدين. القاء الغذاء من الجو عملية بهلوانية استعراضية واعلامية تدينهما وشركائهم وتدين الصمت الرسمي والشعبي العربي والاسلامي والعالمي وتكشف عن عسف العالم الانجلو ساكسوني ونظامه وقوانينه العدوانية والكاذبة.
اما غزة وشعبها وصمودها الاسطوري وقدرتها المذهلة على الصبر وتحمل الجوع والتضحية بلا حساب والالتفاف حول المقاومة وفصائلها فتخط بدماء اطفالها ونسائها وشيوخها وبجوع الاطفال دروسا وخلاصات نوعية ستسم عالم الالفية الثالثة بسماتها وقيمها الاخلاقية.
وتشتق لنفسها صفة الاسطورة الواقعية ومدرسة الشعوب في الصمود واتقان فنون وعلوم الحروب والمقاومة وحروب الانصار والعصابات.
ابدعت وصنعت عملية الطوفان العجائبية، وادركت ما هي عليه اسرائيل وحلفها الجهنمي. ثم راهنت على غباء وكهولة قيادتها المرتعبة والقاصرة كقصور قادة النظام الرسمي العربي والاسلامي. لعبت بأعصاب نتنياهو فاستدرجته الى مقتلة اسرائيل وبدأت تصفية الحساب معها.
المدارس والمذاهب والعلوم العسكرية والاباء المؤسسون لعلوم الحروب نصحوا القائد بالا يتورط في حصار المدن الكبيرة وبالا يحاول دخولها بالجيوش. غير ان نتنياهو وقادة اسرائيل من الجنرالات المتدربين في ارقى كليات الغرب والمشبعين عنصرية وثقافة ابادة الشعوب وتدمير عمرانها ارتكبوا الاخطاء القاتلة. فقرروا الهجوم البري على غزة وخالفوا التعاليم والتجربة. تجربة الجيش الإسرائيلي مع غزة ذاتها وزجوا بكل واي من عناصر قوة إسرائيل وبكل واي من قدرات حلفهم العالمي والعربي والاسلامي فأوقعتهم المقاومة في الفخ وجرجرتهم كالثيران الى مذبحهم.
استنفذ الجيش الإسرائيلي اهدافه من المشافي وفرق الاسعاف والاعلاميين والاطفال العزل، ولم يعد لديه اهداف من الابراج والابنية ودخل الى عمق المدن وهذا ما ترغبه المقاومات ورجال حروب التحرير والعصابات وحالما صار الجيش والاليات بين الركام وفي متناول الاسلحة الفردية والقانصات واقدام الرجال وفي متناول قذائف الياسين واخواتها والهاون ٦٠ وقع في الكمين المحكم وبات مقاتلو الفصائل يتحكمون بمسارات الحرب.
المقاومة في غزة اعادت تلميع وتأصيل قوانين وقواعد وتكتيكات حروب المقاومة والعصابات الثورية. واستعدت مسبقا واعادت تنظيم نفسها ومجموعاتها وباتت اليد العليا لها. فلا الطائرات ولا الصواريخ البعيدة وقذائف الدبابات والمدفعية تفيد وكلما قصفت خسرت هي وتكلفت. اما المقاومين فقد تحصنوا بالإيمان وبالحق الوطني والقومي وبالدمار والانفاق واستدرجوا الجيش وجنوده الى المنازلة رجل برجل والاشتباك من مسافة صفر في ملعب المقاومة ورجالها الذين ينشدون احدى الحسنيين على عكس الجيش المرتزق والمرتزقة.
لان نتنياهو يعيش هواجس السقوط والمحاكمة واسرائيل وقيادتها تعيش حالة الرهاب من نفاذ زمن الوجود لم يتبقى بين يدي جيشها الا ارتكاب المجازر بحق الجوعى الباحثين عن طحين ترميه طائرات العرب والمسلمين ليسوقها الريح الى البحر وغلاف غزة ومعسكرات جيش الارهاب والمذابح.
المقاومة تلقن الجيش دروساً هائلة وتصليه نيران قاتلة فترمي الجمر في قلوب الإسرائيليين وتدفع تعارضاتهم وازماتهم الى الذروة وتستنفر الراي العام وتعري النظام العالمي الجائر.
ليس لنتنياهو وقيادة اسرائيل بعد خمسة اشهر الا خيارين؛ قبول الهزيمة المذلة والذهاب الى الهدنة فسقوط حكومته وانفجار الازمة في اسرائيل او الاستمرار حتى ينهك الجيش ويرفض الجنود الالتحاق والقتال في غزة وفي كلتا الحالتين رمضان الخير والايمان يستعجل ايامه ليحل على الضفة وفلسطين ال٤٨ والمرتقب انتفاصه عارمة مسلحة. والجيش الاسرائيلي مدمر ومنهك في غزة والقتلة المستوطنين الذين سلحهم بن غفير وسيموريتش يتأهبون لإضرام النار في برميل البارود.
غزة تعيد تأصيل تكتيكات وقوانين حرب المقاومة والعصابات الثورية وإسرائيل تترنح فالموت مصيرها الاوحد وتصدق نبوة غالانت ونتنياهو؛ انها حرب الوجود. والهزيمة فيها تنفي قدرة إسرائيل على البقاء فالمنطقة لن تقبلها بعد.
اما عن نظم الخيانة والتآمر وحكوماتها وعائلاتها وكياناتها فإلى جهنم وبئس المصير
تحية لغزة ولأرواح اطفالها وهم يصنعون المستحيل ويكتبون المستقبل بدمائهم الزكية.
باي باي اسرائيل وعالمك الانجلو ساكسوني لن نشتاق لك ولعدوانية عالمك الظالم.
(سيرياهوم نيوز ٢-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...