جهود كبيرة تحدت الصعوبات في منظومة طبية وطنية متكاملة تهدف إلى تقديم العلاج المناسب بالسرعة المطلوبة لجميع مرضى السرطان في سورية، عبر مركز التشخيص والعلاج الإشعاعي المطور في مشفى البيروني الجامعي بمنطقة المزة بدمشق.
معاون مدير المشفى الدكتور محمد العواك أوضح في تصريح لـ سانا أن مركز التشخيص والعلاج الإشعاعي المطور في مشفى البيروني الجامعي بمنطقة المزة الذي تم افتتاحه أمس، هو من الخطوات المدروسة التي تخطوها سورية في مواجهة مرض السرطان، من خلال رؤية وطنية شاملة أطلقتها السيدة الأولى أسماء الأسد، عبر برنامج وطني للتحكّم بالسرطان بكل أبعاده الطبية والمؤسساتية والإنسانية.
وأشار الدكتور العواك إلى أن هذه المنظومات هي عبارة عن جهازي مسرع خطي، إضافة إلى مرفقاتهما نظام تخطيط المعالجة الـ “تي بي إس” والطبقي المحوري المحاكي الخاص بوضعية المريض وتصويره، لافتاً إلى أن هذه الأجهزة تمكنهم من زيادة القدرة والطاقة الاستيعابية للمركز لحوالي 160 مريضاً يومياً، وتختلف عن الأجهزة القديمة بإمكانيتها وجودتها العالية.
وأكد الدكتور العواك أن الأجهزة رفعت من جودة الخدمات العلاجية الإشعاعية التي تعتبر من أحد أركان العلاج الأساسي التي تقدم لمرضى الأورام من خلال زيادة الدقة لأكثر من 95 بالمئة، وتحسينها ووصول الجرعات الإشعاعية إلى منطقة الورم، وحماية النسج المجاورة السليمة بأفضل المعايير، إضافة إلى إمكانية الحصول على المعايرة والمطابقة اليومية والتأكد منها خلال العلاج الإشعاعي، إضافة إلى استخدام تقنيات حديثة مثل الـ “إي إم آر تي”، والـ “إي جي آر تي” التي تواكب الدول الإقليمية والمحيطية بنسبة دقة عالية.
ولفت الدكتور العواك إلى أنه تم تدريب وتأهيل الكوادر العاملة في المركز من خلال إيفادهم إلى الخارج، إضافة إلى حصولهم على دورات تدريبية مكثفة في سورية من قبل خبراء اختصاصيين دوليين.
وحول زمن الجلسة التي تطبق على المريض عبر هذه الأجهزة بين الدكتور العواك أنه لا يتجاوز الـ 4 دقائق، موضحاً أنه أمر ينعكس إيجاباً على المريض، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي وتجنب دور العامل البشري، وبالتالي نسبة الخطأ تكاد تكون معدومة، وهذا من العوامل التي تساهم في رفع جودة ونوعية العلاج وصولاً إلى الهدف الأسمى وهو تقليل عدد الوفيات وزيادة حالات الشفاء من مرض السرطان.
رئيس قسم الفيزياء الطبية في المشفى الأستاذ عبد القادر سعدية أوضح أن المركز متطور جداً ويختص بمعالجة الأورام بجميع أنواعها، لافتاً إلى أنه أنشئ عام 1974، وكانت تسميته مركز الطب النووي حتى عام 2004، ومن ثم تم الانتقال إلى مبنى مشفى البيروني الجامعي بحرستا.
ويعتمد المركز بحسب الدكتور سعدية على المعالجة الإشعاعية والتشخيص بالنظائر المشعة، أما العمليات الجراحية والمعالجة الكيميائية والهرمونية والأمور الأخرى المتعلقة بمعالجة الأورام فمتوافرة في مبنى المشفى في حرستا.
وعن آلية العلاج، بين الدكتور سعدية أن المريض يراجع المركز ويعرض على الطبيب المختص بحسب نوع السرطان، وفي حال إقرار الطبيب الحاجة للمعالجة الإشعاعية وعند تعذر العلاج الجراحي يتم إعطاؤه موعداً للتصوير الطبقي، وهو جهاز يحاكي وضعية المعالجة وغير متوافر في المشافي الحكومية الأخرى، وتتوافر حوله أجهزة ليزر لضمان السلامة.
ويعمل مشفى البيروني الجامعي على تقديم جميع الخدمات العلاجية لمرضى السرطان، والقسم المطور في البيروني المزة هو واحد من محطات البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان، وجزء مخصص لتقديم العلاج الإشعاعي من منظومة طبية وطنية تتكامل نتائجها في هدف رئيسي هو زيادة معدلات الشفاء من مرض السرطان، وتقليل نسب الوفيات الناجمة عن الإصابة به من خلال تقديم سلسلة متكاملة من الإجراءات العلاجية لمواجهة السرطان.
سيرياهوم نيوز 4_سانا