مسؤولية السوريين فقط!

غانم محمد

لا نريد أن نراهن على (الضمير العالمي) كثيراً، فثمة لدغات سابقة كثيرة تعرضنا لها تحت فصل (الإنسانية)، وحقوق الإنسان..

الزلزال، وكما هي عادة الشدائد بالنسبة للشعب السوري، قوّى العزيمة، وأنبتَ بذور الخير في دواخلنا بعد أن كاد يتلفها العفنُ، واليد البيضاء في سوريتنا هي التي تتصدر الواجهة..

شكراً لكل من هبّ بدافع الأخوة والمودة، ودون أن ينتظر قرارات أو إعلانات، ودون أن يتسلّق منصات التواصل الاجتماعي، فهذا النوع من المساعدات كان وقعه كالترياق لبلد وشعب مكلومين، وموجوعين حتى العظم!

البعض، ومنذ اللحظة الأولى، وفي الوقت الذي كان الصراخ مازال يشقّ طريقه إلى العلن من تحت الأنقاض، تحدث عن تقصير الحكومة السورية، وعن منعها وصول المساعدات الإنسانية إلى إدلب، وهم يعتقدون واهمين أن إدلب خرجت من القلب السوري الكبير.. فقط هم يحاولون فتح ثغرة في قوة سورية، وتماسك أبنائها، وسيفشلون، كما فشلوا على مدى عقد ونيّف من محاولات قتل الروح السورية…

نعترف بوجود أخطاء على الأرض، وهذا ليس عيباً، فالفرقة الموسيقية المدربة، والتي تعمل معاً لعشرات السنين يخترقها النشاز في بعض الأحيان، وأن يأخذ هذا المحتاج 3 بطانيات، وآخر لا يأخذ إلا واحدة، فإن هذا الأمر قابل الحدوث، ولا ننكره، لكن العيب، ونحن في هذه المعاناة أن تجد من لا يرى إلا هذه، من لا يرى فتاة صغيرة خلقت (جاكيتها) وأرسلته ضمن قوافل المساعدات إلى المحافظات المنكوبة، وأعمى من لا يرى كيف ترفض طفلة صغيرة أن تأخذ سندويشة لأن منزلها لم يتهدم، وأعمى من لا يرى كيف تداعت سورية كلها للمصاب وكأنها جسد واحد، بل هي كذلك..

الرحمة لضحايا الزلزال، والشفاء للمصابين، والقوة والمنعة لسوريتنا الحبيبة أبد الدهر إن شاء الله.

إن كان رفع الحصار (الجزئي) سيمهّد الطريق لمشاريع سياسية جديدة تتناقض مع ثوابتنا فبالناقص منه، نحن السوريين قادرون على تضميد جراحنا بأنفسنا، مهما كانت أدواتنا فقيرة.

(سيرياهوم نيوز1-خاص)