بلال أحمد
اعتمد المسرح منذ بداياته في العهد الإغريقي والروماني على النصوص الشعرية في كتابة المسرحيات وهذا هو هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسة كتب أيضاً أعماله المسرحية شعراً كما شكسبير وأحمد شوقي ومعظم شعراء القرنين السابقين.
كذلك جاء كتاب “من المسرح الشعري” للمؤلف عبد الفتاح رواس قلعه جي والصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب حيث يعود بنا إلى هذا النوع من المسرح من خلال تضمنه مسرحيتين شعريتين هما “ترنيمة حب” و”أغنية المسافر الوحيد”.
وتتحدث المسرحية الشعرية الأولى عن علاقة الحب العذري الذي جمع بين ليلى الأخيلية وتوبة الحميري في صدر الاسلام وكيف كانت الأخيلية سفيرة قومها إلى الملوك والولاة مع الإشارة إلى مكانة تلك المرأة المتفردة في شعرها ومزاياها وجرأتها في التعبير عن عواطفها وإصرارها على الجهر بالحب واللقاء بالحبيب ورثائها له بعد مقتله.
أما مسرحية “أغنية المسافر الوحيد” فتحكي عن ليلى والمجنون وهي نموذج ثان في التعامل مع التراث حيث يرى المؤلف أنه لم يرد نظيرها في أدبياتنا ومسرحنا فهي الانزياح التام للشخصيات الرئيسية قيس وليلى من فضائهما الواقعي إلى فضاء آخر متعال فيبدوان وكأنهما يسبحان في الملكوت في رحلة طويلة نحو عالم الكمال والحبيب الأعلى.
ولا يعتمد المؤلف في بنية المسرحية الإيقاعية إيقاعات التفعيلة الشعرية الظاهرية وإنما يعتمد على إيقاع النبض أي الإيقاعات الخفية الداخلية وهي المكون الأساسي في قصيدة النثر والتي تحملها الأخيلة والصور والسرد المشعشع والبناء اللغوي والدرامي والعبارات المشحونة دراميا بشحنات الوجد النفسية.
ويقع الكتاب في 223 صفحة من القطع الكبير ويعد مؤلفه كاتباً وناقداً مسرحياً من مواليد حلب له أكثر من خمسين مؤلفاً في الفكر والأدب والتراث والتراجم والشعر وقصص الأطفال منها “مولد النور وليال مسرحية وسفر التحولات”.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا