يتأهب الفلسطينيون في القدس المحتلة للتصدي لـ “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية المقرر إجرائها عصر اليوم الخميس في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ومن المتوقع، كما حصل سابقاً، أنّ تؤدي مسيرة الأعلام إلى أيام من التصعيد بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، بعد أيام على انتهاء العدوان الأخير على غزة.
من جهتها، طالبت حركة “حماس” أهالي القدس بالتصدي لمسيرة الأعلام، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل المحتل للاشتباك مع الاحتلال. كما أكدت أنّ المقاومة رهن الاستعداد، للحفاظ على المسجد الأقصى، ومنع تهويد القدس.
ورغم تحذيرات فصائل المقاومة من أي خطوات استفزازية، تصر “إسرائيل” على توجيه مسيرة الأعلام الاستيطانية وفق مخططها، من خلال المرور عبر باب العامود والبلدة القديمة.
ومع أولى ساعات النهار، بدأ مئات المستوطنين اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، حيث دخلوا بالعشرات إلى باحاته، تحت حراسة شرطة الاحتلال، وقاموا بجولات استفزازية.
وتتأهب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لسيناريوهات عدة، منها اندلاع مواجهات في المنطقة، أو تنفيذ عمليات، وحتى إمكانية إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه القدس المحتلة، كما جرى قبل عامين ما تسبب بإطلاق عملية “حارس الأسوار” والتي أسمتها المقاومة “سيف القدس”.
ودفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 3 آلاف شرطي إلى القدس المحتلة، عشية مسيرة الأعلام، كما عزز جيش الاحتلال منظومة القبة الحديدية خشية وقوع هجمات صاروخية من قطاع غزة بالتزامن مع المسيرة.
وحوّلت سلطات الاحتلال القدس إلى ثكنة عسكرية، واستنفرت قواتها في القدس القديمة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسية، فيما سيتم إغلاق محاور رئيسية والدفع بالمزيد من عناصر الأمن.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسيرة الأعلام سيتقدمها 7 وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
يأتي ذلك، فيما دعت منظمات “الهيكل” المزعوم وجماعات استيطانية إلى أكبر اقتحام للأقصى صباح الخميس. وتأمل حركات “نشطاء الهيكل” بتحطيم الرقم القياسي لعدد اليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى في يوم واحد، علماً أن أكبر عدد من المقتحمين في يوم واحد سُجل في المناسبة نفسها في العام الماضي وبلغ 2600 مستوطن.
وتأتي “مسيرة الأعلام” هذا العام، بعد أيام على شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة، استُشهد في إثره نحو 33 فلسطينياً، وأُصيب آخرون نتيجة الغارات التي استهدفت منازل المدنيين ومواقع المقاومة في مناطق متعددة في القطاع.
اقرأ أيضاً: المطران حنا للميادين: استفزاز المسلمين في الأقصى هو استفزاز لكل المقدسيين
ما هي مسيرة الأعلام؟
تعود بداية تنظيم مسيرة الأعلام أو ما يسمى بـ “يوم القدس” إلى عام 1968، وهي احتفالات بدأت مع احتلال “إسرائيل” للقدس في أعقاب حرب حزيران/يونيو 1967.
مسار المسيرة المقرر، يشق أزقة البلدة القديمة وصولاً إلى باحة حائط البراق، التي حولها الاحتلال إلى باحة للصلوات التوراتية الدينية، وأطلق عليها اسم “الحائط الغربي”.
يشارك في هذا الاحتفال آلاف القوميين اليهود، حيث يتوافدون على المدينة، ويسيرون عبر شوارعها وأزقتها، لإحياء ذكرى احتلال الجزء الشرقي منها، ووقوع المدينة برمتها تحت السيطرة الإسرائيلية.
بدورهم، يرى الفلسطينيون أنّ هذا الاحتفال عمل استفزازي من قبل الجماعات القومية وحركات الاستيطان المتشددة.
وتسببت المواجهات التي كانت تندلع بين المشاركين في المسيرة والفلسطينيين، إلى التوقف عن تنظيم المسيرة خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016.
وعادة ما تجبر الشرطة الإسرائيلية أصحاب المتاجر الفلسطينيين في الحي القديم من المدينة، على إغلاق محالهم لمنع حدوث احتكاكات بينهم وبين المتطرفين اليهود المشاركين في المسيرة، كما تقيم العديد من الحواجز لمنع وقوع مواجهات بين الفلسطينيين والمشاركين في المسيرة.
بالموازاة، صادق “الكنيست”، بالقراءة التمهيدية، أمس الأربعاء، على مشروع قانون يهدف إلى منع رفع العلم الفلسطيني بالتجمعات والاحتجاجات، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وقالت الوكالة إنّ “المشروع يتيح للشرطة قمع الاحتجاجات وتنفيذ اعتقالات وفرض عقوبة السجن على المتظاهرين في حال رفعهم للعلم الفلسطيني”.
وقفات ودعوات لمسيرة أعلام فلسطينية
رداً على مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة، رفع الفلسطينيون العلم الفلسطيني على شرفات المنازل والطرق في مختلف المناطق الفلسطينية.
وفي خان يونس، نظم فلسطينيون وقفة احتجاجية تنديداً بالمسيرة الإسرائيلية، ورفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية.
كذلك، تنتشر دعوات فلسطينية بعنوان “ارفع علمك” لرفع العلم الفلسطيني في كل الميادين رداً على مسيرة الأعلام. ومن المقرر أن تنطلق عصر اليوم الخميس، مسيرة أعلام فلسطينية نحو الحدود الشرقية لمدنية غزة، تزامناً مع مسيرة الأعلام.