آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » مصر تستعدّ للأسوأ: خسارة البرهان واردة

مصر تستعدّ للأسوأ: خسارة البرهان واردة

 

القاهرة | على رغم أن المصالح المصرية – السودانية اتّسمت، تاريخيّاً، ولا سيما إبّان فترات الحكم العسكري في كلا البلدَين، بالقوّة، إلّا أن الاضطرابات المعتملة حالياً تُنذر، في حال تفوّق قوات «الدعم السريع»، بمشكلة كبرى ستواجهها القاهرة، الداعمة أصلاً للجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان. من هنا، جاء اجتماع «المجلس الأعلى للقوات المسلّحة» بعد نحو 36 ساعة من اندلاع الاشتباكات في السودان، ليستعرض فيه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تقديرات موقف وسيناريوات متعدّدة لِما سيحدث في الأيام المقبلة، بما يشمل أفضلها وأسوأها، وسط تأكيد لجاهزية القوات العسكرية المصرية للتحرّك على الفور إذا استلزم الأمر، علماً أنه لا يُتوقّع اللجوء إلى هذا الخيار ما لم يكن هناك اعتداء مباشر على السيادة المصرية.

 

وكشفت مصادر عسكرية، لـ«الأخبار»، أن الرهان المصري على التفاف السياسيين حول الجيش السوداني بقيادة البرهان، إلى جانب قدرة هذا الأخير وفريقه على حسْم المعركة العسكرية لمصلحته سريعاً، تبدَّل، مع تأخُّر القوات المسلّحة في الحسم العسكري. ولذا، سارعت القاهرة إلى إبداء مرونة أكبر إزاء التعاون مع «الدعم السريع». وهي ستسعى، وفق الاستراتيجية التي جرى التوافق في شأنها، إلى الوقوف على الحياد ظاهريّاً، والتواصل مع جميع الأطراف، في محاولة للتوسّط وحلحلة الأزمة والاتّفاق على مسار ينهي حالة الاقتتال التي دخلت فيها البلاد اعتباراً من بداية الأسبوع الجاري. وتبدو الفرص المصرية جيّدة، على رغم توتّر علاقة مصر مع «الدعم السريع»، على خلفيّة التحرّكات المناهضة لهذه الأخيرة في الساعات الأولى من الاشتباكات. لكن الحلحلة التي حدثت في ما بعد، وتأخُّر المصريين في إمداد الجيش السوداني بالمعلومات والتفاصيل، خلقا حالة من التوازن الذي جرى على أساسه التفاوض حتى حول مصير العسكريين المصريين الذين وقعوا في قبضة ميليشيات حميدتي في بداية المواجهات، ونُشرت لهم مقاطع فيديو مهينة.

 

ad

الخيار العسكري المصري يبقى مستبعداً، إلّا في إطار التحرّك كجزء من تحالف إقليمي أو عربي أو دولي

 

الموقف المصري العسكري المنتظِر والمراقب لِما يحدث على الأرض – وهو نفسه الموقف السياسي في ظلّ محدوديّة الخيارات -، لا يزال راغباً في انتصار أحد الطرفَين على الآخر عسكريّاً، ذلك أن من شأن الحسم العسكري أن ينهي مسار التفاوض. وتنبع رغبة القاهرة في عدم الوصول إلى مرحلة المفاوضات – والتي تخالف الإعلان الرسمي بالسعي إلى التهدئة -، من الخشية من الاضطرار لتقديم تنازلات سياسية كبيرة من أجل إرضاء الأطراف المتناحرة، لا سيما وأن المواقف السابقة من قوات «الدعم السريع» ليست طيّبة. لكن، في الوقت ذاته، فإن المخاوف على الجالية المصرية والمصالح الموجودة في الداخل السوداني والمشاريع المشتركة بين البلدَين، تبقى هي المحور الرئيس للتحرّكات. ومن هنا، جاءت الدعوة المصرية إلى «تغليب العقل» بين الطرفَين المقتتلَين، والتي ستتمّ بلورتها في مبادرة من أجل الوصول إلى حلّ بدعم من رئيس جنوب السودان سيلفا كير، و«الاتحاد الأفريقي».

ad

 

أمّا الخيار العسكري المصري، فيبقى مستبعداً، إلّا في إطار التحرّك كجزء من تحالف إقليمي أو عربي أو دولي، وهو أمر لن يكون مفيداً من وجهة نظر القاهرة، ولن يؤدّي إلّا إلى مزيد من التصعيد، إلى جانب الإضرار بالمصالح المصرية على المديَين المتوسّط والبعيد، حتى لو حقَّق مكاسب فورية.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس برلمان فنزويلا: نتنياهو أحد أسوأ القتلة في التاريخ.. والإعلام الغربي منافق ومتواطئ

رئيس البرلمان الفنزويلي خورخي رودريغيز يصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه أحد أسوأ القتلة الذين عرفهم تاريخ البشرية على الإطلاق، مؤكداً أنه لا يمكن ...