عبير محمود
لا شك أن إدخال خدمات تشير إلى التطور التكنولوجي في حياتنا اليومية أمر مهم، ولكن يتطلب توفير البنى التحتية بشكل فعال طالبَ بها مواطنون بعد تحول دفع الفواتير الخدمية إلى الآلية الالكترونية، في ظل تدني خدمات الاتصالات والانترنت بفعل التقنين الكهربائي ساعات طويلة على مدار اليوم.
ويسأل مواطنون عن كيفية طرح خدمات تفتقر للبنى التحتية من أبراج اتصالات وشبكة إنترنت على مدار الساعة، في وقت يعاني الكثيرون فقدان شبكة الخلوي وخاصة في الأرياف وأطراف المدن بسبب توقف عمل أبراج التغطية الخلوي بشكل شبه كامل منذ فترات ما بعد الظهر حتى صباح اليوم التالي وهكذا.
واشتكى مواطنون من عدم قدرتهم على دفع فواتير الهاتف الأرضي بشكل إلكتروني منذ بداية العام الجاري لعدم قدرتهم على فتح حسابات مصرفية أو تعبئة رصيد «كاش» بسبب حالات الازدحام التي شهدتها المصارف ومراكز الخلوي، ما جعل شركة الاتصالات تعيد فتح آلية الدفع يدوياً بشكل مؤقت.
وذكر أحد المواطنين أن الدفع الإلكتروني يتطلب هواتف حديثة وتطبيقات خاصة وشبكة إنترنت سريعة، وهذه الأمور غير متوافرة لدى الكثير من المواطنين، إضافة لما يتطلبه الأمر من رصيد مالي في حسابات مصرفية غير موجودة أساساً إذ إن الراتب لا يحتمل أن يبقى أي مبلغ منه في رصيد البطاقات المصرفية التي هي فقط لقبضه لا لتخزينه! وفق رأيه.
وأكد أنه يتطلب من الجهات المعنية الخاصة بعملية الدفع الإلكتروني أن توافر ما يلزم من أدوات هذه العملية بالحد الأدنى لنقول إننا نتطور إلكترونياً وتكنولوجياً وإلا فليتم التراجع عنها في هذه الظروف الصعبة مادياً ولوجستياً.
وبالعودة إلى مدير الاتصالات في اللاذقية أحمد حايك، بيّن لـ«الوطن»، أن هناك توضيحاً مهماً يجب أن يعرفه الجميع بأن عملية الدفع الإلكتروني لا تتطلب تقنيات متطورة أو هواتف خلوية حديثة أو تطبيقات الكرتونية معينة، إنما هي بحاجة فقط لهاتف جوال قادر على «الاتصال» حتى لو كان قديماً من فئة «هواتف الأزرار».
وأضاف حايك: إنه بإمكان المواطن أو المشترك الاتصال بأرقام مخصصة لكل شركة (اتصالات – كهرباء – مياه وغيرها) لديها كود اتصال قناة مجانية من دون بيانات انترنت ودون أي عمولة فقط قيمة الفاتورة حصراً من دون أن يدفع أي ليرة زيادة على قيمتها المبينة لديه عند الاتصال بالرقم المخصص إضافة لتلقيه رسالة تأكيد عملية الدفع.
وذكر بأن هذه العملية توفر وقتاً وجهداً وعمولة وأعباء التنقل لدفع الفواتير، إذ يستطيع التسديد بأي هاتف خلوي قادر على الاتصال فقط ومن أي مكان سواء في منزله أو عمله أو حتى في الطريق ومع الوقت سيلاحظ المواطن أن الدفع الالكتروني عملية سهلة وسلسة، منوهاً بأن أي تجربة في بدايتها تواجه بعض العثرات ويتم تلافيها تباعاً.
فيما يخص توافر الشبكة الخلوية في كل المناطق، نوّه حايك بما قامت به الهيئة الناظمة للاتصالات عبر إتاحة ميزة التجوال المحلي بين شركتي الخلوي «سيريتل، أم تي إن»، بأن يتم إتاحة الاتصالات بأي برج قريب ما يحسن علمية الاتصال وبالتالي يوفر ميزة الدفع الإلكتروني من أي هاتف فعال على الشبكة بغض النظر عن نوعه وميزاته المهم أن يكون قادراً على الاتصال ولا يتطلب توافر البيانات أو الإنترنت مطلقاً إلا لمن يريد أن يستخدم التطبيقات المخصصة لأقنية الدفع عبر جواله في حال كان حديثاً.
ولفت إلى أن المعاناة الوحيدة هي بتعبئة الأرصدة إذ قد لا يتوافر كتلة مالية ليضع المواطن ما بين 200 – 300 ألف ليرة برصيد الدفع، مبيناً أنه بالنسبة لفواتير الهاتف الأرضي، لا يتطلب مبالغ كبيرة وفي حال توافر 50 ألف ليرة يستطيع المواطن أن يدفع تباعاً إذ تتم تجزئة الفاتورة بين رسم هاتف ورسم اشتراك عادي ورسم بوابة، وبالتالي أي مبلغ يتوافر لدى المشترك يستطيع تسديده وهي ميزة لم تكن متوافرة لدى الدفع عند الكوة «يدوياً» إذ كان الأمر محصوراً بالدفع النقدي لكامل الفاتورة أما حالياً فالدفع يتم على دفعات خلال الفترة المحددة لكل مدة فاتورة.
ولفت مدير الاتصالات إلى أنه خلال الفترة الحالية تمت إعادة فتح 6 كوى لدفع الفواتير الهاتفية في المركز الرئيس للشركة بمدينة اللاذقية وذلك حتى إشعار آخر لحين إلغاء الدفع النقدي والتحول كلياً للدفع الالكتروني، مشيراً إلى أن الدفع الالكتروني خدمة تقدمها الشركة منذ عام 2020 ولكن كان بشكل كيفي لكل الخدمات أما حديثاً فسيتم بشكل حصري ولمعظم الفواتير لاحقاً.
وأشار حايك إلى أن التنسيق يتم مع شركة المدفوعات الإلكترونية وهي التي تقوم بعمليات الربط بين كل الجهات لتحقيق الدفع الالكتروني سواء بين شركات الخلوي أو المصارف العامة والخاصة، منوهاً بأن الدفع عبر الهواتف يتم بلا أي عمولة وتتحمله الجهة المفوترة من دون أن يدفع المواطن أي عمولة على الإطلاق ويقتصر الأمر على قيمة الفاتورة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن