آخر الأخبار

معجزة ثامنة

 

د.ريم حرفوش

كل يوم شئ ما في هذا القلب يغادر مرغماً ..
يحزم أمره بعد طول جدال عقيم ..
يغادر النسيان بالمحاولات البائسة لطرد الأفكار الشريرة ..
الصمت جليس أنيس بعد أن اعتكفت الأقلام والأوراق ..
حتى لاتساورها نفسها لتكتب ماقد يعلّق الأنفاس المنهكة على مشانق الحروف ..
ابتلع الحزن الكلام ذات لحظة بحثٍ محموم عن طاقة نور ..
مانحن فيه أبداً ليس جميل ..
مر كالعلقم وجارح كحدّ سكين ..
مملةٌ تلك الابتسامات المزيفة لملامح ..لم يعد فيها شئ على مايرام ..
توقف مابنا عن التحليق في تلك السماء ذات الأفق الوردي ..
والعينين مغمضتين ..
حتى أنت ..
الشغف معك أعلن توقف نبضه ..
على هامش ذلّ استجداء لحظة عناق ..
ليحظى بالسكينة ويهدأ ..
بارد أنت تخشى حتى عنفوان المشاعر الجارف ..
طفل أعطوك لعبة تمناها طويلاً ..
وتاه بين الامتلاك وضجر الاستمرار ..
فركنها داخل خزائن الوقت المنسي ..
ك تلك الدقة الهاربة من وتر القلب ..
حاصرتها حتى نطقت
ولاذت بالفرار إليك ..
استنشقتك حدّ الثمالة ..
وغفت على ساعديك ب فرح ..
ظنت أن هنا نهاية المطاف الٱمن ..
لتستيقظ وهي تهوي مابين سابع سماء وسابع أرض ..
شظايا الروح لاشئ سيعيد ترتيبها ..
ولايمكن إعادة ترميمها ..
كانت لك وطن ..
أنت رحلت حتى قبل أن تستوطن فيه ..
كلانا أضاع وطنه ..
وماتبقى من القلب المهزوم
في حالة ثورة وتمرد ..
حائراً متعباً على أرصفة الانتظارات ..
لأوطان مشرذمة ..
يحاول الهروب بلا جدوى ..
مفارق الطرق حوله مجرد متاهات ..
نحتاج معجزة ثامنة ..
لنغيّر الدم والأوردة والشرايين ..
نحتاج تغيير جلدنا ملامحنا .. والمسامات ..
حيث فقدنا بوصلة الزمان والمكان ..
الأمل فعل بمنتهى الغباء ..
وكذلك النسيان والمتابعة كأن كل هذه الانهيارات ليست بداخلك ..
لم لاتتابع أنت رحيلك فالأمر سيّان ..
أنت قويّ بمايكفي أن لا تلتفت وراءك ..
مهما علا صوت النحيب ..
تابع .. ولاتهتم ..
لابد من يوم يستطيع هذا القلب ..
أن يبدأ فيه الخفقان ..
وقد فهم أنه مامن شئ يستحق خوض أي حرب ..
حيث يد الشر تحكم فوق يد الحق ..
عليه فقط أن يحرق بداخله حتى السراب ..
و التوقف عن جنون السباق مع المستحيلات .. ومعك ..
فكلاكما معجزة ثامنة ..
في زمن انعدام المعجزات ..
(سيرياهوم نيوز ٤-صفحة د.ريم)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

غارقة بفوضى الحواس ..

  د.ريم حرفوش   يقولون .. أنني امرأة مسكونةبالأرواح .. عبر العصور روح ترحل وروح تأتي .. استحضر الأطياف مساءً .. نرقص على إيقاع الطبول ...