مازالت عمليات رفع الأنقاض والبحث عن الناجين جراء الزلزال لذي ضرب جنوب تركية ومناطق داخل سورية مستمرة، وفي الجانب السوري فان حصيلة الضحايا يرتفع بشكل مضطرد من تكشف حجم الكارثة التي خلفها الزلزال. ومع ضعف الإمكانات في سورية بسبب حالة الحصار المفروضة على البلاد.
وانضمت الجزائر وسلطنة عمان والأردن ولبنان والامارات الى قائمة الدول القليلة التي هرعت لتقديم المساعدات لسورية جراء الزلزال الذي ضرب جنوب تركية وامتد الى مدن ومناطق شمال وغرب سورية. وبادرت كل من مصر وايران والعراق والجزائر الى ارسال طائرات تحمل اطنانا من المساعدات لمنكوبي الزلزال في سورية بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الدعوات والمناشدات من شخصيات ونخب وأحزاب وتيارات سورية وعربية لرفع الحصار الامريكي الأوروبي عن سورية فورا، من اجل تمكين الحكومة السورية من الاضطلاع بدور اكبر في جهود الإنقاذ ورفع الأنقاض ومساعدة السكان الذين فقدوا مساكنهم.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات مكثفة للضغط من اجل رفع الحصار والتضامن مع سورية، وعدم التمييز بين ضحايا الزلزال تبعا لاماكن تواجدهم. ونددت العديد من الشخصيات الفنية والثقافية والإعلامية العربية بانعدام الاخلاق والإنسانية لدى الحلف الغربي الذي يزعم دوما حرصه على المدنيين وحمايته للقيم الإنسانية. بينما كشفت كارثة الزلزال في سورية ان هذه الدول لا تقيس الإنسانية الا وفق مصالحها السياسية. واعتبر نشطاء ومغردون ان عرقلة الولايات المتحدة لجهود الإغاثة في سورية جريمة ضد الإنسانية، خاصة ان سورية تعاني نقصا حادا في المواد الأساسية جراء الحصار المستمر منذ سنوات.
وتفرض الولايات المتحدة وشركاؤها حصارا خانقا على سورية، بموجب قانون ” قيصر” وترفض حتى الان ورغم كارثة الزلزال المدمر لعدد من الاحياء والابنية في مدن شمال وغرب سورية في محافظات حلب واللاذقية وطرطوس وحماه من رفع الحصار او السماح لدول العالم المشاركة من عمليات الإنقاذ وارسال المساعدات او ارسال بعثات دولية للإغاثة الإنسانية ما يعرقل جهود احتواء الكارثة.
وفي هذا السياق تمردت عدد من الدول العربية على الحصار وسارعت في ارسال المساعدات بينما ترددت أخرى خوفا من العقاب الأمريكي. وشاركت القوات الروسية المتواجدة في سورية في اعمال الإغاثة، كما شاركت اليات إيرانية في عملية رفع انقاض الأبنية والبحث عن المفقودين. وأبدت روسيا والصين الاستعداد لتقديم كافة اشكال المساعدة لسورية لاحتواء الكارثة.
وفي ذات الاطار اكد رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي أن العقوبات الاقتصادية الغربية والحصار الجائر المفروض على سورية يشكلان العائق الأساسي أمام مواجهة تداعيات الزلزال المدمر، مناشداً بضرورة رفعهما وتقديم المساعدات اللازمة لتجاوز الآثار الكارثية للزلزال.
وقال حبوباتي خلال مؤتمر صحفي اليوم موجه للمجتمع الدولي على إثر الزلزال إن نتائج الزلزال كارثية، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 812 وفاة و1449 إصابة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس في حصيلة غير نهائية، والعدد مرشح للارتفاع نظراً لحجم الدمار الكبير ووجود عدد من الأبنية مهددة بالانهيار.
وأضاف حبوباتي: الهلال الأحمر فعل كل قطاعاته، وتواصل فرقنا التطوعية عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض، ولدينا ثلاثة آلاف متطوع و500 موظف لخدمة ضحايا الكارثة، وما بين 30 و40 سيارة إسعاف فقط، ولهذا نحتاج معدات ثقيلة وسيارات إطفاء وإسعاف، لنتمكن من مواصلة عملنا ودعم الجهود التي نبذلها، ولا سيما فيما يتعلق بأعمال البحث عن ناجين وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض وانتشال جثامين الضحايا وتقديم المساعدات ولوازم الإيواء للمتضررين من هذه الكارثة في جميع أنحاء سورية وفقاً لمعايير العمل الإنساني.
من جانبه دعا الاتحاد العام التونسي للشغل الحكومة التونسية إلى “مزيد من مدّ يد المساعدة إلى الشعب السوري المنكوب من جراء الزلزال”.
وطالب الاتحاد، القوة الشعبية والسياسية الوازنة في تونس، في بيان اليوم الثلاثاء، الحكومة بـ”الإسراع في إرسال فرق الإنقاذ والآليات المدنية واللوجستية والأطبّاء وتقديم مزيد من الأغطية والأدوية والمؤونات والخيم وكلّ ما يتطلّبه الوضع في كوارث كهذه”. وقال الاتحاد في بيانه ان “الكارثة تأتي أيضاً في ظلّ الحصار الاقتصادي الرهيب والجائر المضروب على الشعب السوري منذ سنوات، والذي حان الوقت للضغط بكلّ الوسائل من أجل رفعه دولياً، وإعادة العلاقات التونسية السورية”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم