أتي وقع ذكرى أحداث 11 أيلول لهذه السّنة مغايراً عن السنوات السابقة، إذ إنه ترافق مع انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من أفغانستان، وسط ارتفاع المخاوف عالمياً مما قد يؤول إليه ذاك الانسحاب من توترات أمنية.
وفي ظل تلك الظروف، تُراكم واشنطن ادعاءاتها الكاذبة بعد مرور عشرين عاماً على الحادثة، من خلال تقارير تزعم تورط إيران بهجمات عام 2001 التي استهدفت مركز التجارة العالمي في نيويورك وكذلك مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون».
وضمن سلسلة الانتقادات العالمية الموجهة لانسحاب واشنطن من أفغانستان، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف: إن الولايات المتحدة، بانسحابها من أفغانستان، اعترفت علناً بانهيار إستراتيجية فرض وجودها السياسي- العسكري في كل مكان.
وأشار مدفيديف، في مقالة نشرها موقع «Gazeta. ru»، ونقلتها وكالة «سبوتنيك»، إلى أن الإدارة الأميركية «في محاولة لإنقاذ سمعتها ومكانة الناتو بشكل عام، رفضت الاعتراف بالهزيمة»، وبدلاً من ذلك، بدأت في استخدام صيغة: «لم يطردنا أحد، نحن نغادر بإرادتنا».
وأضاف مدفيديف: «ولكن مع ذلك، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن انسحاب القوات يعني ليس فقط نهاية الحملة الأفغانية، بل الحديث يدور عن نهاية حقبة العمليات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل الدول الأخرى».
ووفقاً لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي: «هذه الكلمات تعني من حيث الجوهر، اعتراف واشنطن الصريح بانهيار إستراتيجية تأكيد وجودها العسكري والسياسي في كل مكان».
وذكر مدفيديف أنه أينما حاول الأميركيون بناء دولة جديدة، تركوا وراءهم دائماً المشاكل، مشدداً على أن الوقائع التي ترسخت الآن، تتطلب خطوات سياسية متوازنة ومدروسة بعمق.
وأكد مدفيديف أن «روسيا معنية بلا شك بتسوية الخلافات الأفغانية الداخلية، ولكن، يجب أن تقوم بذلك القوى السياسية في هذه الدولة، ويجب أن يعكس ذلك جميع أطياف المجتمع الأفغاني».
وفي السياق، صرح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني محمود عباس زادة مشكيني، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تساعد أفغانستان وتسعى لتحقيق إرادة الشعب الأفغاني.
وفي تصريح لوكالة «فارس»، قال مشكيني: نحن نرصد بدقة القضايا المتعلقة بأفغانستان، ينبغي دراسة مواقف الجهات الفاعلة خارج أفغانستان، وستساعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أفغانستان لتحقيق إرادة الشعب الأفغاني.
وأضاف: يجب أن تكون الجماعات والقوميات والتيارات في بيئة خالية تماماً من دون ضغط الأجهزة والبرامج الخارجية والداخلية كي تكون قادرة على تقرير مصيرها، وهذه هي إستراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولن تدخر وسعاً في هذا الاتجاه.
على خط موازٍ، زعم رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول، الأميركي توماس كين، أنه وجد المزيد من المعلومات حول تورط إيران المحتمل بالهجمات أكثر من السعودية، ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول، قوله إن «تقرير لجنة التحقيق لم يجد أي دليل على أن الحكومة السعودية كمؤسسة أو كبار المسؤولين السعوديين مولوا بشكل فردي تنظيم القاعدة».
وزعم كين أنه «قد وُجد المزيد من المعلومات حول تورط إيران المحتمل أكثر من السعودية».
وفي 11 أيلول 2001، استهدفت هجمات إرهابية برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وكذلك مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، وأسفرت عن مقتل نحو 3 آلاف شخص فضلاً عن آلاف المصابين.
وأدّت الحادثة إلى اتّخاذ الولايات المتحدة على لسان رئيسها آنذاك، جورج دبليو بوش، قراراً بغزو أفغانستان، بذريعة القضاء على الإرهاب.
لكن بعد 20 عاماً، اتّخذ الرئيس الأميركي جو بايدن قراراً بالخروج من أفغانستان، إذ لم تتحقق أي من أهداف الولايات المتحدة المزعومة، والّتي صرف من أجل تحقيقها أكثر من تريليون دولار، تاركة بانسحابها أفغانستان في وضع أمني واقتصادي سيئين للغاية.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)