عدنان عزام
الفرنسيون إلى أين؟
اطلق الثوار الفرنسيون شعارات براقة بحجة تخليص الناس من الملكية و الكنيسة
و قد مرت الثورة بالكثير من المراحل و المخاضات و الدماء والتهمت الكثير من أبنائها
الشعارات البراقة كانت لذر الرماد في العيون و لم تتوقف فرنسا عن استعمار الشعوب و نهب خيراتها و ارتكاب الجرائم ضدها و لم تطبق فرنسا الحرية و المساواة و الاخاء في مستعمراتها في افريقيا و اسيا و أمريكا
بدأ تأثير الماسونية واضحا على الثورة منذ بدايتها من خلال المحافل المنتشرة في باريس و مدن أخرى
التأثيرات الماسونية وصلت من بريطانيا مع أموال ارمل روتشيلد لتقويض الكنيسة والملكية لاضعاف فرنسا
احد أوجه تأثير الماسونية في فرنسا هو الغاء تجريم المثلية الجنسية عام 1791 و كان جان ديوت و برينو لونوار اخر مثليين يتم حرقهم حتى الموت في عام 1750
انتعش هذا التيار في فرنسا وفي العالم الانجلوساكسوني بشكل لم يسبق له مثيل
الرئيس بايدن احتفل في البيت الأبيض بحق الزواج للمثليين و اطلق تصريحات لتمجيد الشذوذ الجنسي وقال انه يمثل مرحلة متطورة من التاريخ البشري
في فرنسا بدأ الشذوذ ينتشر منذ بدايات الثورة الفرنسية ألى أن يصبح علنا في العهد الاشتراكي
بدأت المسيرات الاحتفالية لتمجيد الشذوذ في فرنسا حتى حصلوا على حق الزواج في عام 2013 و استمر نشاطهم لتعميم الظاهرة و تغيير كل عادات المجتمع الفرنسي
بداية هذا العام 2024 عيّن الريس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس وزراء هو غابريل عطال المتزوج من رجل مثله و اسمه ستيفان سيجورنيه و الذي استلم وزارة الخارجية .
الفرنسيون يتهامسون كثيرا ضد هذه الظاهرة لكنهم لم ينفجروا بعد
جيرار يقول : ان الفرنسيين يواحهون تحديات كبيرة و أهمها التحدي الذي يغيّر عاداتهم وتقاليدهم الايمانية
هذا التحدي تروج له الماسونية التي تقلب المجتمع رأسا على عقب و الذي يتمثل بالشذوذ الجنسي و الابتعاد عن الكنيسة
التحدي الثاني هو تناقص عدد الفرنسيين وازدياد عدد المهاجرين العرب و الافارقة و الاسيويين و الذين سيصلون في السنوات القادمة الى الأكثرية في فر نسا
الفرنسي التقليدي الذي يؤمن بالعائلة و يذهب الى الكنيسة يوم الاحد سيجد نفسه بين فكي كماشة
الغرباء ذوي الاعداد المتزايدة من جهة و الماسونية المدمرة لحياته التي ورثها عن اسلافه من جهة ثانية
سيجد الفرنسي نفسه مضطرا لاختيار احد هاذين الخيارين
الخيار الأول سيضعه تحت سيطرة الماسونية العالمية الممثلة بالقوى الانجلوساكسونية و التي لا تريد الخير لفرنسا
لم يعد خافيا على احد كل ما تقوم به القوى الانجلوساكسونية لأضعاف أوروبا بشكل عام و فرنسا بشكل خاص
الخيار الثاني هو تحالف الفرنسي التقليدي مع الفرنسيين الجدد ذوي الأكثرية المسلمة و الذين سيمثلون الأكثرية في السنوات القادمة و الذين سيساعدون الفرنسي التقليدي على الحفاظ على مكوناته الايمانية و الوجودية
هذا الخيار يحتم على الفرنسي التقليدي ان يعيد قراءته للتاريخ و يتوقف عن توجيه النقد للمهاجرين
وان يقرأ التاريخ بشكل صحيح , أي ان يعترف بأن فرنسا هي من قام باحضار المهاجرين لاعمارها بعد الحرب العالمية الثانية
و أن العالم العربي و افريقيا هما البعد الاستراتيجي الحقيقي لفرنسا
*من كتابي الذي سيصدر قريبا بالعديد من اللغات باذن الله
(سيرياهوم نيوز1)