مهلاً.. هل ترانا ننسى ذكريات وواقعاً أليماً؟ وهل ترانا نمحو بقايا عام وما سبقه من أعوام؟ كيف أمسينا وكيف غاب الدفء عنا؟ وكيف صارت حياتنا وشريط الذكريات يلوحان أمامنا لسنوات الحرب والحصار, ولشعب قاوم وصمد وحفر الوطن في قلبه, ورسمه لوحة جميلة, وعزفه أنشودة عشق؟
نقف اليوم على عتبة عام جديد, ننظر إلى أيام مضت ونسأل كيف ستكون أيامنا القادمة وماذا ستحمل معها؟ وبعيداً عن العرافين والمنجمين تتسابق الأمنيات لتدور على كل الألسن بأن يكون وطننا الأغلى معافى وسالماً ومنتصراً, لتعود البسمة للشفاه ويعود الأمل لـ(يعربش) على قلوب أتعبتها الحياة!!
أمانينا متشابهة نرحّلها من عام إلى عام, وننذر الشموع لعام لعله يكون خيراً وبركة, بالرغم ممن يحاولون اصطياد أحلامنا وتعكير حياتنا ومحاصرة لقمة عيشنا, وبالرغم من كل التصريحات والوعود المجانية واللعب على وتر تمرير الوقت ودغدغة المشاعر!
أحلامنا ليست للبيع, بل ليست مستحيلة فما نحتاجه لنبقى ويبقى الوطن الكثير من الصدق والعمل, ومحيطات من إعادة الثقة المفقودة بين المواطن و الجهات المعنية, وبين كل فقير ومن هو معني بلقمة عيشه وحياته, فقد قلناها مراراً: صارحوا الناس بكل ما لديكم ولا تحاولوا إقناعهم بأقاويل خلبية (إن أمورهم على خير ما يرام), وإلا فإن الناس تدرك حقيقةً وليس تنجيماً أن الفقر يزداد وأن حيتان الأسواق بمنأى عن الحساب وأن ما يصدر عن بعض الجهات المعنية مجرد كلام لتعبئة الفراغ والهواء!
سنوات طويلة ونحن نفاجأ كل يوم بقرارات الصدمة, واختناقات في المواد ولهيب الأسعار, سنوات ونحن نرى الوعود بحياة رغيدة يتم ترحيلها من عام إلى عام والمتغير الوحيد فيها أبطالها ومسؤولوها!!
أما نحن فندعو في كل يوم أن تبتعد عنا الأزمات التي تأتينا على غفلة من دون أن نعلم كيف ولماذا؟ وندعو أن يكون كل مسؤول مسؤولاً ليبتعد غول الفقر عن الناس, حتى لا نقول: إن محاربة الإهمال والتقاعس والفساد مجرد وثيقة, وبالتالي فإن تفعيل المحاسبة والإقالة يجب أن يترافق مع العقاب, وإلا فإن سيف العدالة سيبقى مبتوراً!!.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)