الرئيسية » مجتمع » الليبرالية الحديثة مستعدة لتغيير القوانين التي تعوق سيطرتها

الليبرالية الحديثة مستعدة لتغيير القوانين التي تعوق سيطرتها

دينا عبد  2021/01/4

الليبرالية الحديثة عدو لابدّ من تحصين أنفسنا منه ثقافياً وفكرياً ، يتم تقديمها إلى الفقراء والطبقة العاملة على أنها نزعة تقدمية ، ومن تأثيراتها أنها تزيد الفقراء فقراً والأثرياء ثراء ، ومؤيدوها يدافعون عن إلغاء التدخل الحكومي في الشؤون الاقتصادية ، فأصحاب رؤوس الأموال أحرار في اختيار الوسيلة التي يجنون منها أرباحاً طائلة.
د. محمد كوسا – كلية الاقتصاد جامعة دمشق قال: منذ القدم هناك من يريد أن يسيطر وهناك من يرغب أن يستكشف تجربة الخضوع ، ومع بداية الثورة الصناعية في العالم تغيرت الكثير من المعتقدات وتبدلت السلوكيات، ورافقت هذه الثورة ظهور الرأسمالية واعتناقها الليبرالية التي ربما قدمت أو طرحت فرضيات فلسفية وأخلاقية، من جانب ما هي جيدة، حتى إن الأديان والأعراف الإنسانية تدعو لها مثل؛ القيم المدنية وحقوق الإنسان المختلفة بما فيها حقوق المرأة والطفل والحرية الاقتصادية وحرية الأفراد في معتقداتهم الاجتماعية، مع اعتبار الدولة ضامناّ لها من خلال الدساتير.
لكن من لهم مصالح في السيطرة خاصة الغرب طرح مؤخراً خلال عقود قليلة خلت مفهوم الليبرالية الحديثة لأن هناك من لا يرضى عن نتائج الايديولوجيا الاجتماعية والسياسية، الغرب وبعض مفكريه وبأدوات تقنية حديثة وبمصطلحات معرفية ركبت الولاءات الدينية والطائفية والقبلية والعشائرية “أي التنظيمات ما دون الدولة” وجعلتها مطية جيدة لليبرالية الحديثة في إدخالها معارف مصنعة وقيماً مستحدثة منسوبة للحداثة لكنها بذرة لتدمير الثقافات الحسنة والجيدة لكي تسرّع من إمكانية السيطرة على المجتمعات، استعادة هذه الليبرالية من الثورة الجديدة في العلوم والتقنيات وخاصة حوامل الاتصال مثل الأقمار الصناعية والتلفزة العابرة والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كي يصنع الجهل بمفاهيم ومعتقدات وقيم متعددة فيها القبول بالمثلية والزواج المدني أو تشميع أخلاقيات التحلي بالتضامن الاجتماعي ونبذ العلاقات التي تعوق الحرية الفردية ، فهي على مستوى المجتمع تشجع العشائرية والقبلية والانتمائية الضعيفة في سبيل تحقيق مصالح فردية أو ما يسمى الاستمتاع بالحرية الفردية وممارستها بشكل أوسع وأكبر ، الليبرالية الحديثة لا تأخذ في الحسبان المصالح الوطنية العليا ، هناك من يشجع هذه الليبرالية بأسلوب التسويق الذي قامت به بأن يتبنى قيم الليبرالية في الحرية وممارسة الحياة الاجتماعية التي يهوى لكنه في الوقت ذاته سمح باحتلال بلده أو قَبِل بإقامة معاهدات تعوق السيادة الوطنية أو قَبِل بدخول مصالح مالية سياسية لمجتمعه غيّرت من أعراف مجتمعه ومثله العليا .
الليبرالية الحديثة مستعدة لتغيير القوانين التي تعوق سيطرتها وتحد من انتفاعها حتى لو كانت هذه القوانين تتعلق بالأحوال الشخصية وقضايا الزواج أو قضايا الهجرة والتخلي عن الأرض.. كله يؤدي إلى استقلال البشر والبيئة وعدّهم مصادر وموارد لزيادة الثروة وخلق عالم تكون الحياة فيه صعبة وموحشة.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«السمنة».. بين العادات غير الصحية والعوامل الوراثية

تعد السمنة إحدى أكبر مشكلات العصر الصحية، وأكثر مشكلات التغذية شيوعاً، ما جعلها الشغل الشاغل للأطباء، كونها ذات علاقة بكثير من الأمراض كارتفاع ضغط الدم ...