الرئيسية » مجتمع » «السمنة».. بين العادات غير الصحية والعوامل الوراثية

«السمنة».. بين العادات غير الصحية والعوامل الوراثية

تعد السمنة إحدى أكبر مشكلات العصر الصحية، وأكثر مشكلات التغذية شيوعاً، ما جعلها الشغل الشاغل للأطباء، كونها ذات علاقة بكثير من الأمراض كارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب التاجية وغير ذلك.
35 مليار خلية دهنية
الدكتورة منى كشيك، عرفت السمنة بأنها زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي بسبب تراكم الدهون ولأكثر من30% عن الوزن المثالي، مضيفة: إن تراكم الدهون ينتج في الجسم عن زيادة حجم الخلايا الدهنية، ويحتوي جسم الإنسان الطبيعي على حوالى 30-35 مليار خلية دهنية يزيد حجمها عند زيادة الوزن، ومع استمرار الزيادة تتكون خلايا دهنية جديدة وهذه الخلايا الجديدة يصعب على الجسم التخلص منها فيما بعد، ما يسبب صعوبة في إنقاص الوزن بعد الزيادة الكبيرة.
وبينت أن السمنة تقاس بطرق عديدة منها مقارنة الوزن على الجداول المعدة لتحديد الوزن وقياس محيط الخصر، وقياس نسبة محيط الخصر إلى محيط الحوض كما يمكن قياس كمية الدهون في الجسم بواسطة قياس سماكة الجلد وهذه الطريقة سهلة وشبه دقيقة لأن نصف الدهون الموجودة في الجسم تتراكم تحت الجلد وتزداد الخطورة عند زيادة محيط الخصر أكثر من 90سم للسيدات و أكثر من 100سم للرجال.
الأسباب والعوامل
وأرجعت كشيك أسباب السمنة لسببين رئيسيين هما، زيادة الطاقة المتناولة ونقص الطاقة المبذولة، كما أن هناك بعض الأمور التي تساهم في زيادة الوزن ولعلّ أهمها الوراثة، حيث لوحظ أن السمنة تنتشر في أفراد الأسرة الواحدة وهذا يمكن أن يكون بسبب وراثة الجينات المسببة للسمنة، التي يمكن أن تكون بسبب العادات الغذائية حيث تبين أن الجينات المؤدية للسمنة تكون مرتبطة بعمل الميتو كندريا، وهذه بدورها تحدد نسبة سرعة التفاعلات الأيضية لدى الإنسان وتورث عادة عن طريق الأم.
وبحسب كشيك- فإن العوامل النفسية أيضاً تلعب دوراً في السمنة لجهة تأثيرها بشكل مباشر على نوعية وكمية الأكل، فهناك الكثير يأكلون بشراهة عند إحساسهم بالحزن أو الضجر أو الغضب، كما أن بعض الأشخاص يعانون من النهم العصابي فهم يأكلون كميات كبيرة جداً من الأطعمة الدسمة في وقت قصير ثم يحاولون التخلص من الطعام عن طريق القيء أو القيام بالتمارين العنيفة للتخلص من الطاقة.
وتلعب العوامل البيئية بحسب الدكتورة كشيك دوراً مهماً في السمنة، لجهة نوعية الأكل المعتاد لدى كل شخص والنشاطات المختلفة وطبيعة العمل، وقد لوحظ أن الإنسان قد يكون معرضاً لإصابته بالسمنة عند الكبر، لأنه لا يستطيع تغيير جيناته الوراثية لكن يمكنه التحكم بنوعية أكله ومقدار الأنشطة.


مضاعفاتها ومواجهتها
وعن مضاعفات السمنة، قالت الدكتورة منى كشيك: إن السمنة ليست مشكلة جمالية أو نفسية فقط، وإنما هي عبارة عن مشكلة صحية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، لذلك تبدو مضاعفاتها خطيرة لما تسببه من مشكلات وأمراض في القلب والأوعية الدموية و(الذبحات القلبية والجلطات المختلفة) وارتفاع ضغط الدم، وحصوات المرارة، والسكري من النوع الثاني والدهون الثلاثية، أو الكوليسترول في الدم والنقرس ومشكلات التنفس أثناء النوم، وآلام المفاصل والعقم.
وأوضحت أن هناك نوعين للسمنة، الأول الذي يبدأ من الطفولة ويستمر طول العمر ويكون عادة صعب العلاج لأن السمنة في الصغر تكون بسبب زيادة عدد الخلايا الدهنية في الجسم، أما النوع الثاني هو الذي يظهر في منتصف العمر ويكون لدى النساء أكثر من الرجال، ويرجع سببه الى زيادة حجم الخلايا الدهنية، وهذا النوع من السمنة يمكن علاجه بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة المناسبة.
وأكدت كشيك أن أهم خطوة في علاج السمنة هي الاقتناع بأهمية تقليل الوزن ليس رغبة في إرضاء الغير لأنه يفشل غالباً، ووضع هدف معقول لإنقاص الوزن والعمل على تحقيقه، واختيار الوقت المناسب لبدء التغيير وذلك يتطلب منك جهداً عقلياً كبيراً للقدرة على الاستمرار ومعرفة أن عملية إنقاص الوزن هي عملية بطيئة ومملة ولابدّ من الصبر والتحمل والتعرف على العادات الخاطئة ومحاولة الموازنة بين الطاقة المتناولة والمبذولة، وذلك عبر اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والتمرين بشكل يومي قدر الإمكان.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«المطارنة الموارنة»: نرفض إبقاء النازحين السوريين في لبنان … خوري: المشكلة عند الأوروبي والأميركي

في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على جاهزية سورية لاستقبالهم خلافاً لما يتردد وأنها اتخذت كل الخطوات الممكنة ...